يدل التخلف عن سداد الديون إلى عدم استطاعة الحكومة الالتزام بالدفع، فهل لذلك تأثير مباشر على العملات الرقمية؟
وهو الأمر الغريب في ظل طرح العديد من الموضوعات على طاولة اهتمامات الولايات المتحدة.
ما هو التخلف عن سداد الديون؟
هو عدم قدرة الحكومة على سداد التزاماتها لأسباب مثل؛ نقص الأموال أو الجمود السياسي وانخفاض ثقة المستثمرين.
وفي هذه الحالة تطبع الحكومة المزيد من العملات أو تعيد هيكلة أمورها أو تتخلف عن السداد.
لماذا تستمر الولايات المتحدة في اقتراض الأموال؟
الاقتراض لتمويل البرامج والمبادرات المختلفة مثل؛ البنية التحتية والدفاع الوطني والخدمات الاجتماعية.
حيث لا تكون الضرائب والإيرادات كافية لتغطية النفقات لذا تقترض الحكومة لتعويض هذا الفارق.
وينتج عن ذلك دين متزايد يصل في الفترة الحالية إلى 31 تريليون دولار.
ويبقى على الحكومة الاقتراض باستمرار لتمويل عملياتها التجارية وسد الدين.
من يتكبد ديون الولايات المتحدة؟
تمتلك مؤسسات الولايات المتحدة هذه الديون مثل؛ الاحتياطي الفيدرالي، والمؤسسات التي ترعاها الحكومة.
إضافة إلى القطاع الخاص مثل الصناديق المشتركة وصناديق التقاعد.
كما تحتفظ دول أجنبية بجزء منها، مثل الصين واليابان، لتمتلك الصين وحدها أكثر من 1.5 تريليون دولار من سندات الخزانة الأمريكية.
وتمتلك أيرلندا والبرازيل والمملكة المتحدة ايضا جزء من هذه الديون التي تسددها الولايات المتحدة بحسب فائدة محددة.
ما أثر التخلف عن السداد على الأسواق المالية؟
يؤثر التخلف عن سداد الديون على الأسهم والسندات والسلع، حيث تتعرض إلى الانخفاض.
كما يشعر المستثمرون بالقلق ويبيعون أصولهم بالتزامن مع انخفاض السندات والسلع مثل الذهب والفضة.
ويسعى المستثمرون إلى البحث عن أصول أكثر أماناً.
وماذا عن العملة المشفرة؟
ثمة تداعيات تؤثر على النظام المالي العالمي عند التخلف عن سداد الديون وسط هيمنة الدولار الأمريكي على اقتصاد العالم.
لتكون النتيجة هز الثقة في الدولار ومن ثم استبداله باليوان الصيني أو البتكوين Bitcoin كعملة احتياطية عالمية.
وقد نال اليوان الصيني المزيد من الدعم كعملة احتياطية خلال السنوات الأخيرة.
بسبب جهود الحكومة الصينية في تدويل عملتها، لذا في حالة التخلف عن السداد يصبح هدفاً للبنوك المركزية والمستثمرين.
والذين يبحثون عن عملة بديلة للدولار الذي تعرض إلى هز الثقة.
ومن الناحية السياسية، فقد يناسب هذا ما تريد بكين تحقيقه وتسعى إليه منذ سنوات وهو استبدال الدولار بعملتها.
لذا فإن التخلف عن السداد سيمنح الصين فرصة قوية على الصعيد السياسي والاقتصادي.
مدى التأثير على سوق العملات الرقمية
قد يتدفق المستثمرون على العملات الرقمية، لأنها وسيلة أمنة بما قد يؤدي إلى ارتفاع الأسعار.
ومن الممكن أن يؤدي الاضطراب داخل الأسواق المالية إلى انخفاض الطلب على العملات المشفرة، ومن ثم انخفاض الأسعار.
كما يساهم ذلك في زيادة التنظيم لهذه العملات لتحقيق الاستقرار المالي.
الآثار بعيدة المدى على سوق التشفير
قد يبدو خيالياً التنبؤ بالتأثير على المدى البعيد نظراً لعدم تخلف الولايات المتحدة عن سداد ديونها.
ولكن في حالة ذلك، تظهر العملات المشفرة كبديل موثوق للأسواق المالية التقليدية.
أو يمكن أن يؤدي زيادة التنظيم وانخفاض الطلب إلى اختناق سوق العملات الرقمية.
الحماية بالعملات المشفرة
ربما يكون للتخلف عن السداد تأثير إيجابي على سوق التشفير من خلال إتاحة الفرصة لزيادة الإبداع والابتكار.
وقد يحذر المستثمر من السوق المالي التقليدي، ليبحث عن فرصة استثمارية بديلة مثل عملة البتكوين bitcoin.
ومن ثم زيادة الاعتماد على هذه العملات والزيادة في تبنيها.
وقد يساهم ذلك في تطوير منتجات مالية جديدة مثل البورصات اللامركزية والعملات المستقرة stablecoins.
وذلك لتحقيق نظام مالي أكثر استدامة وجدير بالثقة ومؤثر في نمو سوق الصناعة.
وربما يكون لسوق العملات الرقمية تأثير سلبي في ظل وجود بعض المخاطر والشكوك.
ولكن تؤثر ظروف التخلف عن السداد على سوق العملات الرقمية المرتبطة بالنظام المالي.
لذا فمن الضروري إجراء التوازن بين الفوائد والأضرار لسوق العملات الرقمية.
فقد تؤدي إلى زيادة الابتكار أو تعرض الاقتصاد العالمي إلى الدمار.
ونذكر أنه من الصعب التوقع لتداعيات التخلف عن السداد على سوق التشفير.
إخلاء مسؤولية
جميع المعلومات المنشورة على موقعنا الإلكتروني تم عرضها على أساس حسن النية ولأغراض المعلومات العامة فقط. لذا، فأي إجراء أو تصرف أو قرار يقوم به القارئ وفقاً لهذه المعلومات يتحمل مسؤوليته وتوابعه بشكل فردي حصراً ولا يتحمل الموقع أية مسؤولية قانونية عن هذه القرارات.