في خطوة كانت أقرب إلى مصافحة بعد عراك طويل، أعلنت الولايات المتحدة والصين تقليص الرسوم الجمركية المتبادلة في اتفاق وصف بـ"التهدئة المؤقتة"، وهو ما انعكس فورًا على الأسواق المالية. وبينما ارتفعت شهية المستثمرين نحو الأصول الخطرة، بدأت أنظار أخرى تتجه نحو الذهب والبيتكوين… بحذر متفائل.
الذهب يلمّع نفسه والبيتكوين يبحث عن نفسه بعد عناق صيني-أميركي مفاجئ!
البيتكوين، الذي تألق خلال فترة التوترات بوصفه "الملاذ الرقمي" للقلقين من السياسة والاقتصاد، فقد قليلًا من بريقه مع الأخبار السلمية. بعد أن اقترب من مستويات 109 آلاف دولار في قمة التصعيد، بدأ يتأرجح مع انخفاض وتيرة المخاوف، ليحوم حول 103 آلاف دولار.
الإيثيريوم لم يكن بعيدًا عن التأثر، لكنه يُظهر مقاومة نسبية بدعم من تحديثات الشبكة والتطورات التقنية، محافظًا على مستويات تفاؤل متصاعدة من مجتمع المطوّرين والمستثمرين على حدّ سواء.
الذهب، الذي طالما خُيّل للبعض أنه بات "موضة قديمة"، أثبت مجددًا أنه لا يزال اللاعب الأذكى في أوقات الترقب. مع تقهقر المخاوف، عاد كبار المستثمرين إلى تكديسه، خاصة مع التلميحات المستمرة من البنوك المركزية بعدم نيتهم خفض الفائدة في القريب العاجل.
👈 اقرأ المزيد: هل الاتفاق التجاري بين الصين والولايات المتحدة يُهدد صعود البيتكوين؟
جولدمان ساكس لم يتردد في رفع سقف التوقعات، محددًا هدفًا جديدًا لسعر الذهب عند 4000 دولار للأونصة، وهو ما قد يشكل ذروة جديدة غير مسبوقة في مسيرة المعدن النفيس.
هذا التحوّل في المزاج الاستثماري يعكس كيف أن الأسواق لم تعد تُدار فقط بالأرقام، بل بالإشارات السياسية والقرارات العابرة للقارات، في زمن بات فيه كل اتفاق مؤقت قادرًا على تغيير مسار الأصول الرقمية والتقليدية على حد سواء.
في ختام المشهد، يمكن القول إن التقارب الصيني الأمريكي، رغم كونه إيجابيًا من منظور السياسة والتجارة، قد ألقى ببعض الظلال على البيتكوين الذي اعتاد أن يتغذى على الفوضى. فكلما ارتفعت حرارة النزاعات، ارتفع معها سعر العملة الرقمية بوصفها ملاذًا من التضخم والمخاطر الجيوسياسية. ولكن مع تهدئة الأجواء، وجد المستثمرون أنفسهم أمام معادلة جديدة: هل يواصلون الرهان على أصول محفوفة بالمخاطر أم يعودون إلى الحصون القديمة؟
إخلاء مسؤولية
جميع المعلومات المنشورة على موقعنا الإلكتروني تم عرضها على أساس حسن النية ولأغراض المعلومات العامة فقط. لذا، فأي إجراء أو تصرف أو قرار يقوم به القارئ وفقاً لهذه المعلومات يتحمل مسؤوليته وتوابعه بشكل فردي حصراً ولا يتحمل الموقع أية مسؤولية قانونية عن هذه القرارات.
