في موجة هبوط حادة، انزلقت أسعار العملات الرقمية صباح الجمعة، وسط ترقّب حذر لبيانات التضخم الأمريكية المرتقبة. يأتي هذا التراجع وسط قلق متصاعد من قراءة مؤشر الإنفاق الاستهلاكي الشخصي (PCE)، الذي يُعد بوابة الاحتياطي الفيدرالي لاتخاذ قرارات رفع أو خفض أسعار الفائدة.
المستثمرون يترقبون هذه البيانات المهمة التي قد تُحدّد اتجاه الأصول عالية المخاطر مثل العملات الرقمية. في وقت تتزايد فيه التوترات التجارية والمخاوف من تشديد السياسات النقدية الأمريكية.
وكانت دوجكوين في مقدمة الخاسرين بنسبة بلغت 7%. وفي المقابل، خالفت عملة تونكوين (TON) الاتجاه العام، محققة ارتفاعًا بنسبة 5%، لتكون الوحيدة ضمن قائمة أكبر 20 عملة رقمية من حيث القيمة السوقية التي سجلت مكاسب.
وفي الأسواق العالمية، واصل الذهب ارتفاعه ليسجل مستويات قياسية جديدة متجاوزًا 3,109 دولارات للأونصة خلال ساعات الصباح في آسيا، مدعومًا بموجة صعود بدأت منذ مطلع مارس.
في المقابل، تراجع مؤشر MSCI العالمي لليوم الرابع على التوالي، في أطول سلسلة خسائر له منذ شهر. بينما اتجه مؤشر الأسهم الآسيوية نحو أكبر انخفاض له منذ 28 فبراير، وفقًا لما نقلته وكالة بلومبرغ.
على صعيد العملات الرقمية، من المقرر أن تنتهي صلاحية عقود الخيارات على البيتكوين بقيمة تتجاوز 12.2 مليار دولار اليوم الجمعة. مع تحديد مستوى الألم الأقصى عند 85,000 دولار – وهو المستوى الذي تتعرض عنده معظم العقود المفتوحة لخسائر، ما يزيد من التوتر في السوق.
مؤشر التضخم بوابة الفيدرالي نحو القرار
ويتفق المحللون بأن السوق يشهد حالة من التذبذب دون اتجاه واضح، وسط ضعف في شهية المخاطرة. كما أن بيانات مؤشر الإنفاق الاستهلاكي الشخصي سيكون حاسمًا. حيث تنتظر الأسواق بقلق أي خطوات تصعيدية جديدة من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.
مؤشر الإنفاق الاستهلاكي الشخصي (PCE) أداة أساسية لرصد التضخم أو الانكماش في الإنفاق الاستهلاكي. ما يجعله مؤشرًا رئيسيًا لدى الاحتياطي الفيدرالي عند اتخاذ قراراته بشأن أسعار الفائدة.
قراءة مرتفعة للمؤشر تعني احتمال رفع الفائدة، ما قد يُضعف الإقبال على الأصول عالية المخاطر مثل البيتكوين BTC. أما إذا جاءت البيانات منخفضة، فقد تعزز الآمال بخفض الفائدة، ما يدعم أسعار العملات الرقمية.
توترات تجارية تزيد من تقلبات سوق العملات الرقمية
أدى تحذير ترامب من فرض رسوم جمركية جديدة على كندا والاتحاد الأوروبي إلى توتر الأسواق. وردًا على ذلك، أعلن رئيس الوزراء الكندي مارك كارني أن بلاده ستتجه بسرعة لتنويع شركائها التجاريين.
في هذا السياق، أشار إنوكينتي إيسرز (Innokenty Isers)، الرئيس التنفيذي لمنصة Paybis، إلى أن الأسواق العالمية باتت شديدة الحساسية للسياسات النقدية في الدول الكبرى، خاصة الولايات المتحدة. مضيفًا أن تزايد المخاطر قد يدفع المستثمرين لتفضيل أدوات تحوّط أخرى بدلاً من البيتكوين.
تشير المعطيات الحالية إلى أن الأسواق تمرّ بمرحلة دقيقة تتأرجح فيها بين المخاوف من التضخم وتداعيات الحرب التجارية، وبين الرهانات على سياسات الفيدرالي.
وستبقى العملات الرقمية رهينة لهذه المعادلة المعقدة، ما يُبقي احتمالات التقلب مرتفعة في الأمد القريب.
إخلاء مسؤولية
جميع المعلومات المنشورة على موقعنا الإلكتروني تم عرضها على أساس حسن النية ولأغراض المعلومات العامة فقط. لذا، فأي إجراء أو تصرف أو قرار يقوم به القارئ وفقاً لهذه المعلومات يتحمل مسؤوليته وتوابعه بشكل فردي حصراً ولا يتحمل الموقع أية مسؤولية قانونية عن هذه القرارات.
