حققت شركة Strategy، بقيادة مايكل سايلور، إنجازاً جديداً يرسّخ مكانتها كلاعب مؤسسي رئيسي في سوق العملات الرقمية، بعد أن تجاوزت حيازتها نصف مليون بيتكوين.
بالتزامن، أعلنت شركة GameStop عن تبنيها لاستراتيجية استثمارية في العملات الرقمية، لتصبح أحدث شركة مدرجة تدخل هذا المجال. هذه الخطوات المتوازية تؤكد تحوّلاً متزايدًا نحو دمج البيتكوين في الميزانيات العمومية للشركات الكبرى.
مايكل سايلور لا يتوقف: 506 ألف بيتكوين في الخزينة
بين 17 و23 مارس، استحوذت Strategy على 6,911 بيتكوين إضافية، بقيمة تفوق 584 مليون دولار، وبمتوسط سعر شراء بلغ 84,529 دولاراً للعملة الواحدة. بذلك، بلغت إجمالي حيازات الشركة أكثر من 506,000 BTC، ما يمثل قرابة 2.4% من إجمالي المعروض العالمي من البيتكوين.
تجري هذه العمليات المعقدة دون التأثير على الأسواق من خلال قنوات خاصة مخصصة للمؤسسات، مثل التداول خارج البورصة (OTC) وآليات تنفيذ خفية تراقب السيولة وتتفادى رفع الأسعار بشكل غير مقصود. وتعتمد الشركة بشكل متزايد على إصدار أسهم تفضيلية لتحقيق التمويل، حيث جمعت أكثر من 711 مليون دولار من مستثمرين مقابل عوائد بنسبة 10% تُدفع حتى مارس 2025.
هذا التحرك يأتي وسط ضبابية اقتصادية وتوترات تجارية عالمية، حيث تنتظر الأسواق قرارات جمركية جديدة من إدارة ترامب مطلع أبريل، في حين تراهن Strategy على عودة السيولة المؤسسية وازدهار صناديق ETF المرتبطة بالبيتكوين.
👈 اقرأ المزيد: من هم حيتان التشفير؟ وأهم 5 عملات رقمية يستهدفونها
GameStop تدخل السباق، بتوقيع Ryan Cohen
بينما كانت Strategy تحتفل بهذا الإنجاز التاريخي، أعلنت GameStop أن مجلس إدارتها وافق على سياسة جديدة تتيح الاستثمار في البيتكوين والعملات المستقرة. وعلى الفور، سارع سايلور لتهنئة الشركة ورئيسها التنفيذي Ryan Cohen.
تخطط GameStop لاستخدام جزء من احتياطاتها النقدية البالغة 4.8 مليار دولار لتخصيصها للأصول الرقمية. وتأتي هذه الخطوة بعد اقتراح من شركة Strive Asset Management لتحويل GameStop إلى شركة رائدة في قطاع الألعاب الرقمية باستخدام تقنيات البلوكتشين.
ومع هذا التوجه، تبرز أهمية الحوكمة الحذرة، حيث تؤكد الشركة التزامها باستخدام محافظ باردة (cold wallets) لتأمين الأصول من أي اختراقات إلكترونية محتملة.
👈 اقرأ المزيد: فرصة أم تهديد؟ الجدل الدائر حول تقنين العملات المشفرة
هل تتحول الخزينة إلى أداة استراتيجية جديدة؟
المشهد يتغير، والنموذج الذي دشّنته Strategy لم يعد استثناءً. فكرة تحويل السيولة النقدية إلى أداة استثمارية قائمة على الأصول الرقمية باتت تكتسب زخماً. لم يعد الهدف فقط هو التحوط من التضخم، بل أيضاً تحقيق موقع استراتيجي على أصول رقمية ذات نمو هيكلي طويل الأمد.
لكن هذا التوجه يتطلب ما هو أكثر من مجرد قرار مالي، بل بنية حوكمة متينة، وبروتوكولات حفظ مؤسسية، وامتثال صارم للمعايير التنظيمية. ومع استمرار هذا التحول، يبدو أن مستقبل المالية المؤسسية على موعد مع مرحلة جديدة تعيد رسم معالم إدارة الخزينة ومفهوم القيمة.
إخلاء مسؤولية
جميع المعلومات المنشورة على موقعنا الإلكتروني تم عرضها على أساس حسن النية ولأغراض المعلومات العامة فقط. لذا، فأي إجراء أو تصرف أو قرار يقوم به القارئ وفقاً لهذه المعلومات يتحمل مسؤوليته وتوابعه بشكل فردي حصراً ولا يتحمل الموقع أية مسؤولية قانونية عن هذه القرارات.
