لطالما كان قطاع العملات الرقمية مسرحاً لوعود بالثراء السريع، لكن ما يلمع ليس دائماً ذهباً. آلاف المستثمرين وقعوا ضحية عملية احتيالية واسعة النطاق في الولايات المتحدة، تورّط فيها رجل ستيني قاد مخطط بونزي مرتبط بالبيتكوين، قبل أن ينهار المشهد تاركاً وراءه خسائر بمئات الملايين.
👈 اقرأ المزيد: حوت يستيقظ بعد عقد: 1000 بيتكوين تتحرك لأول مرة منذ 10 سنوات
Sponsoredأكثر من 90 ألف ضحية حول العالم
القضية تتعلق بشركة Praetorian Group International (PGI) التي جذبت منذ ديسمبر 2019 وحتى أكتوبر 2021 أكثر من 90 ألف مستثمر من شتى أنحاء العالم.
الإغراء كان بسيطاً لكنه خطير: وعود بعوائد يومية تتراوح بين 0.5% و3%، تحت شعار "الذكاء الاصطناعي في تداول البيتكوين".
لكن الواقع كشف أن الشركة لم تكن تدير أي حجم تداول كافٍ لتحقيق هذه الأرباح، بل كانت تعيد الأموال للمستثمرين من جيوب ضحايا آخرين، وهي الوصفة الكلاسيكية لمخطط البونزي.
👈 اقرأ المزيد: من أبوظبي إلى فيتنام… اتفاق يفتح آفاق الأصول الرقمية
الأرقام مذهلة: ما لا يقل عن 201 مليون دولار تدفق إلى المنصة، بينها 30 مليون دولار نقداً و8198 بيتكوين تعادل أكثر من 171 مليون دولار وقتها. النتيجة؟ خسائر للمستثمرين بلغت 62.7 مليون دولار.
من البزنس إلى البذخ الشخصي
الاحتيال لم يكن محصوراً بالأرقام فقط. فقد تعمّد المسؤول عن PGI التلاعب بالبيانات المنشورة على موقع الشركة ليُظهر للمستثمرين أرباحاً وهمية.
Sponsoredوفي الوقت الذي كانوا ينتظرون فيه عوائدهم، كان هو ينفق أموالهم على نمط حياة فاره أشبه بقصص المليارديرات.
👈 اقرأ المزيد: بيتكوين يتحرك بقوة… وسباق الـ ETF يشتعل في أمريكا
لكن اللعبة انتهت. إذ أقرّ راميل فينتورا بالا فوكس، العقل المدبر لهذه العملية، بالذنب أمام القضاء الأمريكي. الاتهام الرسمي قد يضعه خلف القضبان لما يصل إلى 40 عاماً، إضافة إلى إلزامه برد 62.7 مليون دولار للمستثمرين المتضررين. الموعد الحاسم سيكون في 3 فبراير 2026 عند النطق بالحكم.
جزء من ظاهرة أوسع
القضية لا تُعتبر حدثاً معزولاً. خبراء الأمن السيبراني شبّهوا PGI بعمليات بونزي أخرى اشتهرت في تاريخ الكريبتو مثل BitConnect وPlusToken وOneCoin.
هذه الأمثلة تكشف أن الإغراء بالربح السريع يستمر في إيقاع مستثمرين جدد، خصوصاً المبتدئين الذين لا يجرون الفحوصات الأمنية اللازمة قبل استثمار أموالهم.
👈 اقرأ المزيد: كيف تساعد هواوي في تعزيز التعليم بالذكاء الاصطناعي في الإمارات؟
ولعل السؤال الذي يطرح نفسه: هل باتت بعض زوايا سوق الكريبتو نسخة مفتوحة من "بونزي عصري"؟ الإجابة لا تزال ضبابية، لكن المؤكد أن الضحايا يدفعون الثمن، بينما تعمل السلطات على ملاحقة المجرمين، في سباق دائم بين الطمع والعدالة.