تشانغبينغ تشاو، المعروف عالميًا بلقبه الشهير CZ، هو رجل الأعمال الذي أحدث ثورة في عالم العملات الرقمية من خلال تأسيسه لواحدة من أكبر البورصات الرقمية في العالم، بينانس. على مدى سنوات، سطع نجمه كقائد لا ينازع في هذا المجال، وصاحب رؤية قادت ملايين المستثمرين إلى بوابة الاقتصاد الرقمي. لكن في مفارقة حادة، وجد CZ نفسه في قلب عاصفة قانونية قلبت حياته المهنية رأسًا على عقب في نوفمبر 2023، عندما أقر بالذنب في تسوية مع الحكومة الأمريكية، تلاها حكم بالسجن. كيف يمكن لشخصية بهذا التأثير والنفوذ أن تصل إلى هذا المنعطف الحاسم؟ وكيف ستؤثر هذه الأحداث على إرثه في صناعة العملات الرقمية؟
مهما كانت خبرتك في عالم البلوكتشين والعملات الرقمية، فمن المحتمل أنك قد سمعت بالفعل عن تشانغبينغ تشاو، المعروف بالأحرف الأولى من اسمه ”CZ“. رجل الأعمال الصيني-الإماراتي-الكندي، مؤسس بورصة بينانس. والذي يمتلك فيها حصة لا تقل عن 70%، حتى بعد تنحيه عن منصب الرئيس التنفيذي للبورصة في نوفمبر 2023.
البدايات: تشانغبينغ تشاو وقصة تأسيس بينانس
قبل أن يؤسس نفسه كواحد من أصحاب الوزن الثقيل في النظام البيئي للعملات الرقمية، وأحد أغنى الشخصيات في العالم، عاش تشانغبينغ تشاو طفولة حافلة بالأحداث.
وُلد تشانغبينغ تشاو، المعروف بـ CZ، في 10 سبتمبر 1977 بمقاطعة جيانغسو الساحلية، شمال مدينة شنغهاي. كانت والدته تعمل معلمة في المرحلتين الابتدائية والثانوية. بينما كان والده يوازن بين دراسته الأكاديمية ووظيفته في التدريس أثناء انتظاره للحصول على درجة الدكتوراه. بسبب هذا الوضع، قضى تشاو سنواته الأولى متنقلاً بين الحُرُم الجامعية برفقة والديه
مثل العديد من المثقفين في الصين، عانى والد تشانغبينغ تشاو خلال فترة الثورة الثقافية البروليتارية الكبرى. مع إغلاق الجامعات، تم إجبار العديد من الطلاب، بمن فيهم والده، على الذهاب إلى المناطق الريفية للتعلم عن "الحياة الحقيقية" وفقًا للمبادئ الشيوعية الصينية.
بعد هذه التجربة الصعبة، وعندما أتيحت له الفرصة، قرر والده مغادرة الصين. تم قبوله في جامعة كولومبيا البريطانية في فانكوفر وسافر إلى كندا في عام 1984 لاستكمال دراسته. خلال الفترة من سن السادسة حتى الثانية عشرة، نادرًا ما رأى تشانغبينغ والده...
وفي عام 1989، بعد القمع الحكومي لمظاهرات ميدان تيانانمن، اضطرت عائلة تشاو المتبقية إلى مغادرة الصين. حصل كل من تشانغبينغ ووالدته وأخته على تأشيرة مؤقتة للسفر إلى فانكوفر، حيث انتقلوا إلى هناك ولم يعودوا إلى الصين مرة أخرى.
خلال فترة مراهقته في كندا، اضطر تشانغبينغ تشاو إلى تولي عدة وظائف بسيطة لمساعدة أسرته في تغطية احتياجاتها المعيشية. من بين تلك الوظائف، عمل كحارس ليلي في محطة خدمة، وكذلك كمساعد في مطبخ مطعم ماكدونالدز.
اكتشاف التكنولوجيا وبداية الحياة المهنية
بعد وصوله إلى كندا، خاض تشانغبينغ تشاو تجربة غيّرت مسار حياته. في عمر 13 عامًا، قام والده بإنفاق مبلغ كبير من مدخرات العائلة على شراء جهاز كمبيوتر DTK Tech-1230c. وهو قرار قد يبدو مكلفًا في حينه، لكنه شكّل بداية علاقة عميقة بين CZ وعالم التكنولوجيا.
والد تشاو، الذي كان جيوفيزيائيًا ومبرمجًا، أبدى مهارة عالية في الرياضيات وكان يجيد استخدام لغات برمجية مثل فورتران وباسكال وسي. نتيجة لذلك، تعرّف CZ على عالم البرمجة في سن مبكرة، وبدأ بتعلم البرمجة في المدرسة الثانوية، حيث سرعان ما أصبحت شغفه الأساسي. ثم اختار التخصص في علوم الكمبيوتر عند التحاقه بجامعة ماكجيل في مونتريال، كيبيك.
في سنته الثالثة من الجامعة، حصل تشاو على فرصة تدريبية في اليابان، حيث عمل مع شركة متخصصة في توفير حلول برمجية لبورصة طوكيو. وكانت هذه أول تجربة له في استخدام مهاراته البرمجية لإنشاء برنامج تداول. لكنه، كما ذكر في مقابلة لاحقة مع بلومبرج، لم يكن مدفوعًا بحبه للتكنولوجيا المالية في البداية:
"لم أكن أعرف ما هي التكنولوجيا المالية أو أنظمة التداول المالي. ما جذبني هو أن الوظيفة كانت في طوكيو. وسرعان ما أدركت أن هناك الكثير من الأموال المتداولة في هذه الأنظمة، كمية هائلة من الأموال. لذا لم أترك العمل في هذا المجال بعد ذلك."
بعد تخرجه من الجامعة، عمل CZ لمدة أربع سنوات في Bloomberg Tradebook. حيث طور برنامجًا لتداول العقود الآجلة على وول ستريت. كما تميّز أداؤه ونال تقدير زملائه، ما ساعده على تقلد مناصب عليا عدة مرات. حيث أدار فرق عمل في الولايات المتحدة، إنجلترا، واليابان.
بحلول عام 2005، قرر CZ الانطلاق في مشروعه الخاص، وعاد إلى شنغهاي ليؤسس شركته الأولى "Fusion Systems". والتي قدمت أنظمة تداول عالية التردد للمحترفين، لتكون بذلك بداية رحلته الريادية في عالم التكنولوجيا والتجارة.
نقطة التحول: كيف غيرت البيتكوين حياة تشانغبينغ تشاو
في عام 2013، بينما كان لا يزال يعيش في شنغهاي، تعرّف CZ على البيتكوين لأول مرة أثناء جلسة بوكر مع أصدقائه. في تلك الجلسة، حاول بوبي لي، الذي كان آنذاك الرئيس التنفيذي لشركة BTC China (وهي بورصة لم تعد موجودة)، ورون كاو، مستثمر مؤسسي في Lightspeed Ventures ورئيس Sky9 Capital حاليًا، إقناعه بأن يستثمر 10% من أمواله في البيتكوين، الذي كانت قيمته في ذلك الوقت أقل من 100 دولار.
قبل أن يتخذ قراره، غاص تشاو في قراءة الورقة البيضاء للبيتكوين بعمق. وسرعان ما أُعجب برؤية ساتوشي ناكاموتو المتمثلة في عملة لامركزية بلا حدود. إدراكه السريع للفوائد العديدة لعملة لا تحتاج إلى وسطاء وتتجاوز الحدود الجغرافية كان أمرًا مهمًا بالنسبة لشخص كثير التنقل مثله. فلم يعد بحاجة إلى تكبد تكاليف التحويلات المالية الباهظة مع كل رحلة.
بعد هذا البحث، اتخذ CZ قرارًا مصيريًا بتكريس حياته للعملات المشفرة. في ديسمبر 2013، استقال من منصبه في شركة Fusion Systems، وباع شقته في شنغهاي ليشتري 1500 بيتكوين. والتي كشف في نوفمبر 2021، أنه لا يزال يحتفظ بها، باستثناء حوالي 100 بيتكوين أنفقها عبر السنين.
في تلك المرحلة، بدأ تشاو بمتابعة أحداث العملات الرقمية، والتي كانت نادرة وقتئذ. في ديسمبر 2013، حضر مؤتمر "Inside Bitcoins" في لاس فيغاس، الذي جمع حوالي 100 شخصية بارزة في الصناعة. هناك، التقى بشخصيات رائدة مثل فيتاليك بوتيرين، مؤسس الإيثريوم، وتشارلي لي، مبتكر لايتكوين.
ثم انضم CZ كرئيس للتطوير إلى شركة Blockchain.info (حاليا :Blockchain.com)، التي كانت تقدم خدمات لاستكشاف بلوكشين البيتكوين والإيثريوم. بصفته الموظف الثالث في الشركة بعد المؤسس بن ريفز والرئيس التنفيذي نيكولاس كاري، اكتسب تشاو خبرة كبيرة واحتك بأساطير أخرى في مجال البيتكوين. مثل روجر فير، الذي أصبح صديقه.
بعد أشهر، قرر CZ البحث عن تحدٍ جديد، وأدرك أن قوته تكمن في تطوير أدوات التداول. وانضم إلى OKCoin كمدير تقني (CTO)، لكنه لم يستمر هناك سوى أقل من عام. بحلول سبتمبر 2015. ثم أسس شركته الخاصة، BijieTech، التي قدمت حلولًا لتقنيات التداول في آسيا.
من فكرة إلى إمبراطورية: كيف أصبحت بينانس البورصة الأولى عالميًا بقيادة تشانغبينغ تشاو
في عام 2017، أدرك تشانغبينغ تشاو أن بورصات العملات الرقمية تعاني من العديد من المشكلات التي تحد من قدرتها على تقديم خدمة فعالة للمستخدمين. كانت البورصات بطيئة في معالجة المعاملات، تقدم تجربة مستخدم غير مرضية، وتعاني من الانهيارات في كل مرة يرتفع فيها سعر البيتكوين. بالإضافة إلى ذلك، كانت خدمة العملاء غائبة تقريبًا، والمنافسون لم يقدموا سوى نسخ مكررة من الأنظمة الحالية دون تحسينات جوهرية.
مع هذه الرؤية، واستنادًا إلى الخبرات والموارد التكنولوجية التي اكتسبها من شركته السابقة BijieTech، رأى CZ فرصة ذهبية لإحداث فرق. كان واثقًا من قدرته على تحسين كل جانب من جوانب تجربة البورصات الرقمية. بدءًا من السرعة وتجربة المستخدم وصولاً إلى دعم العملاء وتقليل الرسوم. كما أدرك أن مستقبل العملات الرقمية يكمن في تبني منهج التداول الخالص بالعملات الرقمية. مما يتيح للعالم أجمع الوصول إلى هذه التكنولوجيا بسهولة أكبر، وخاصة عبر الأجهزة المحمولة.
في يوليو 2017، قرر تشاو اتخاذ خطوة جريئة بتأسيس بورصته الخاصة، وترك خلفه BijieTech. كما حمل معه فريقه الأفضل وأطلق عرضًا أوليًا للعملة (ICO) لجمع الأموال لبدء مشروعه الجديد. تمكن من جمع 15 مليون دولار من بيع 100 مليون وحدة من رمز BNB بسعر 0.15 دولار لكل وحدة، وهو المبلغ الذي سمح له بتحقيق حلمه.
بأسلوبه الذي يذكرنا برواد التكنولوجيا مثل ستيف جوبز ومارك زوكربيرج، لم يركز تشاو على المظاهر أو إضاعة الوقت في اختيار الملابس. ارتدى دومًا سترات "هودي" وقمصان تحمل شعار بينانس، في إشارة إلى تركيزه الكامل على نجاح مشروعه الجديد.
خلال ستة أشهر فقط من إطلاق بينانس، تمكنت البورصة من التفوق على جميع المنافسين لتصبح البورصة الأولى عالميًا. استمر هذا النجاح منذ ذلك الحين، وأصبحت بينانس رمزًا للعمل الجاد والابتكار الذي ميز تشانغبينغ تشاو طوال مسيرته.
بينانس في مواجهة الأزمات: كيف تجاوز تشاو العقبات ليصبح رائدًا عالميًا
ليس من قبيل المصادفة أن بينانس تحافظ على مكانتها القوية في هذا السوق المتسارع. جزء كبير من هذا النجاح يعود إلى شخصية مؤسسها، الذي يتميز بهدوء استثنائي تحت الضغط. يجسد CZ القيادة الهادئة التي نادرًا ما تراها في عالم متقلب مثل العملات الرقمية، وهي الصفة التي جعلته رئيسًا تنفيذيًا متميزًا.
بعد فترة وجيزة من طرح BNB في السوق، انخفض سعرها إلى أقل من 0.10 دولار، مما تسبب في فقدان ثلث قيمتها خلال لحظة حساسة. كانت هذه الأزمة كفيلة بأن تصيب أي فريق بالتردد، ولكن تشاو وفرقته لم يسمحوا لهذا الانخفاض بإيقافهم. واصلوا العمل بجد على تطوير ميزات جديدة للبورصة، مما ساهم في عودة BNB إلى الارتفاع.
في وقت لاحق، فرضت الحكومة الصينية حظرًا على عمليات جمع التبرعات من خلال الطرح الأولي للعملات (ICO). مما أضر بمستثمرين شاركوا في أربعة مشاريع عبر بينانس. في حين كانت الشركات الناشئة عاجزة عن رد الأموال، أخذت بينانس على عاتقها تعويض المتضررين بمبلغ 6 ملايين دولار، وهو ما يمثل ثلث أموال الشركة في تلك الفترة.
ثم في مايو 2019، تعرضت بينانس لاختراق أمني كبير أدى إلى سرقة 7,000 بيتكوين. لكن، تصرف تشاو بسرعة باستخدام صندوق الأصول الآمنة للمستخدمين (SAFU) لتعويض المتضررين فورًا. أرسل هذا الإجراء رسالة واضحة للمستخدمين: بينانس تضع مصلحة عملائها في مقدمة أولوياتها.
بفضل قيادته الهادئة ومثابرته، نجح تشاو في تحويل بينانس إلى بورصة رائدة. مع ميزات متعددة مثل تجربة المستخدم الممتازة، الرسوم المنخفضة، مجموعة واسعة من العملات الرقمية، وحلول لتوليد الدخل السلبي، أصبحت بينانس وجهة لا غنى عنها للمستثمرين حول العالم.
على عكس البورصات الأخرى التي كانت تتجاهل استفسارات المستخدمين لفترات طويلة، استثمرت بينانس بشكل كبير في خدمة العملاء. مما جعلها تتعامل مع ثلثي حجم المعاملات في جميع البورصات المركزية.
كيف انتهت رحلة تشانغبينغ تشاو في قيادة بينانس
في 21 نوفمبر 2023، أعلن تشانغبينغ تشاو استقالته من منصب الرئيس التنفيذي لشركة بينانس، وذلك كجزء من تسوية مع وزارة العدل الأمريكية (DOJ) لإنهاء الملاحقات القانونية التي كانت تواجه البورصة. جاءت هذه الاستقالة بعد سلسلة من الضغوطات التي بدأت في التأثير على الشركة، حيث شهدت بينانس مغادرة عدد من مديريها حول العالم خلال عام 2023.
كجزء من هذه التسوية، دفعت بينانس غرامة قدرها 4.3 مليار دولار لوزارة العدل، وهو مبلغ يتيح للشركة مواصلة عملها مع الالتزام بإتاحة الوصول إلى وثائقها الداخلية للسلطات الأمريكية لمدة خمس سنوات لضمان الامتثال في المستقبل.
أقرت بينانس بثلاث تهم رئيسية، بينما وافق تشانغبينغ تشاو على حكم بالسجن لمدة أقصاها 18 شهرًا وغرامة شخصية قدرها 50 مليون دولار. من المقرر أن يمثل CZ للمحاكمة في 23 فبراير 2024، حيث قد يواجه حكمًا بالسجن لفترة طويلة بناءً على التهم الموجهة إليه.
على الرغم من اعتراف تشاو بالذنب في عدة تهم أمام المحكمة الفيدرالية في مانهاتن. إلا أنه احتفظ بحصة الأغلبية في بينانس. ومع ذلك، فرضت عليه المحاكم الأمريكية حظرًا يمنعه من إدارة أو العمل في بينانس لمدة ثلاث سنوات على الأقل. ورغم هذه التسوية، لم يتم بعد حل النزاع القانوني بين بينانس ولجنة الأوراق المالية والبورصات الأمريكية (SEC)، التي ما زالت تقاضي الشركة.
تشمل التهم الرئيسية التي وُجهت ضد بينانس وCZ انتهاكات لقوانين السرية المصرفية التي وقعت بين عامي 2017 وأكتوبر 2022. تم اتهام تشاو والشركة بالفشل في تنفيذ برنامج فعّال لمكافحة غسيل الأموال، بالإضافة إلى انتهاكات للعقوبات الاقتصادية الأمريكية. وأشارت وزارة العدل أيضًا إلى أن بينانس أخفت أنشطتها الدولية داخل الولايات المتحدة، وأن تشاو كان على علم بهذه الممارسات حيث كانت البورصة تدرج حصص العملاء الأمريكيين في ميزانياتها.
استجابة للتهم، قامت بينانس بوضع برنامج امتثال شامل، يهدف إلى تحسين سياساتها وضمان الالتزام الكامل بالقوانين الأمريكية. بالإضافة إلى ذلك، اضطرت البورصة للانسحاب نهائيًا من الولايات المتحدة، تاركةً شركتها الفرعية الأمريكية Binance.US لإدارة هذه السوق حصريًا.
العودة إلى الحياة بعد السجن
تم إطلاق سراح تشانغبينغ تشاو (CZ) من مركز احتجاز لومبوك الثاني في كاليفورنيا يوم 27 سبتمبر. بينما أكمل مؤسس بينانس والرئيس التنفيذي السابق له عقوبته التي استمرت أربعة أشهر.
لاحقًا، ظهر الرئيس السابق لبينانس على منصة أكس X، حيث تحدث بإسهاب أكبر ليخبرنا المزيد عن خططه. وفي البداية، شكر أولئك الذين دعموه وشاركنا انطباعاته الأولى. كما كشف رجل الأعمال الإماراتي عزمه قضاء بعض الوقت في تنمية مشروع جديد قدمه في الربيع الماضي: أكاديمية جيغل Giggle Academy. في الواقع، يتوقع CZ أن تكون هذه المنصة التعليمية جزءًا كبيرًا من حياته لسنوات قادمة.
من الجدير بالذكر أنه يواجه أيضًا حظرًا مدى الحياة من تولي منصب الرئيس التنفيذي لشركة بينانس. كان هذا جزءًا من اتفاقية الإقرار بالذنب، لكن تشانغبينغ تشاو يحتفظ بحقوقه التنفيذية في الشركة كمساهم رئيسي.
على الرغم من ذلك، يعتبر تشانغبينغ تشاو فعليًا أغنى شخص على الإطلاق خدم فترة في السجن بالولايات المتحدة. أفادت فورتشن بثروة شخصية تقارب 60 مليار دولار، مما يضعه في المرتبة الخامسة والعشرين كأغنى رجل في العالم.
الرؤية التي تقود بينانس نحو مستقبل بلا حدود
يُعزى جزء كبير من نجاح تشانغبينغ تشاو في الحفاظ على مسار بينانس في نظام العملات الرقمية المتغير باستمرار إلى التنظيم البسيط الذي يعتمده داخل الشركة. فبدلاً من مركزية اتخاذ القرار، يمنح تشاو الحرية لموظفيه لاتخاذ القرارات بشكل مستقل، دون الحاجة إلى موافقته المباشرة. هذه الطريقة جعلت بينانس مرنة في استجابتها لتقلبات السوق والتطورات التكنولوجية المتسارعة.
وبالمناسبة، لم يكتب تشاو سطرًا واحدًا من التعليمات البرمجية لمنصة بينانس. كان مشغولاً للغاية بالسفر حول العالم، ونادراً ما كان لديه الوقت للجلوس أمام شاشة الكمبيوتر. كانت أسهل طريقة لمواكبته هي عبر تويتر، شبكته الاجتماعية المفضلة.
لطالما كان حلم CZ أن تكون بينانس لامركزية تمامًا، حتى أنه صرّح بأن هدفه في النهاية هو أن تعمل الشركة بشكل مستقل تمامًا، دون الحاجة إلى أي توجيه منه. قد يبدو هذا الطموح غير مألوف، لكنه يتماشى مع رؤيته الأكبر: تعزيز الحرية المالية عن طريق الترويج للعملات الرقمية المشفرة. وليس لديه مشكلة في أن تختفي بينانس يومًا ما كبورصة إذا كان ذلك جزءًا من تحقيق هذه الرؤية.
أما بالنسبة لدوره كمدير تنفيذي، فقد كان تشاو يفكر منذ عام 2021 في تسليم زمام القيادة لشخص آخر. وفي نوفمبر 2023، تم تعيين ريتشارد تنج في هذا المنصب، وهو ما يعكس استعداد تشاو للتخلي عن القيادة التنفيذية ليواصل تحقيق رؤيته على نطاق أوسع.
على الرغم من كونه مليارديرًا، إلا أن تشاو يتمتع بأسلوب حياة متواضع. يظهر في كثير من المناسبات العامة مرتديًا ملابس بسيطة مثل السراويل القصيرة والأحذية الخفيفة، مظهراً لامبالاة بالمظاهر التقليدية للرأسمالية.
رغم أننا قد لا نعرف ما الذي يخبئه المستقبل لتشانغبينغ تشاو، إلا أن المؤكد هو أن لديه الكثير ليقدمه للعالم. بشغفه للابتكار وتبني التغيير، سيظل تشاو واحدًا من أبرز الشخصيات التي تركت بصمة كبيرة في مشهد العملات الرقمية، ويستمر في تشكيل مستقبل هذا النظام البيئي.
إخلاء مسؤولية
جميع المعلومات المنشورة على موقعنا الإلكتروني تم عرضها على أساس حسن النية ولأغراض المعلومات العامة فقط. لذا، فأي إجراء أو تصرف أو قرار يقوم به القارئ وفقاً لهذه المعلومات يتحمل مسؤوليته وتوابعه بشكل فردي حصراً ولا يتحمل الموقع أية مسؤولية قانونية عن هذه القرارات.
