أثار إطلاق عملة الميم LIBRA، التي يقف وراءها هايدن ديفيس (Hayden Davis)، الرئيس التنفيذي لشركة كلسيير (Kelsier)، ضجة كبيرة في سوق العملات الرقمية. فقد أُطلِقت العملة يوم الجمعة الماضي، وحصلت على دعم غير متوقع من الرئيس الأرجنتيني خافيير ميلي (Javier Milei) عبر تغريدة تم حذفها لاحقًا.
هذا التراجع عن دعم المشروع أدى إلى انهيار قيمة العملة بنسبة 95%، مما دفع المستثمرين إلى خسائر فادحة.
كشف ديفيس أن فريقه استخدم تقنية الـ "Sniping"، وهي عملية شراء العملات الرقمية باستخدام برامج آلية بمجرد إطلاق العقود الذكية.
غالبًا ما تحقق المحافظ التي تعتمد على هذه التقنية أرباحًا ضخمة، مما يطرح تساؤلات حول نزاهة عمليات الإطلاق الأولي للعملات الرقمية.
علاقة ديفيس بعملة الميم MELANIA
لم يكن LIBRA المشروع الوحيد لديفيس، حيث اعترف في مقابلة مع اليوتوبرز الشهير كوفيزيلا (Coffeezilla)، المحقق المتخصص في كشف عمليات الاحتيال في العملات الرقمية، بأنه لعب دورًا في إطلاق عملة الميم MELANIA المرتبطة بالسيدة الأمريكية الأولى ميلانيا ترامب (Melania Trump).
وعلى الرغم من تأكيده أن الفريق لم يحقق أي أرباح من سيولة MELANIA، إلا أن البيانات المتاحة على لبلوكشين كشفت عن تباين في تصريحاته، حيث أشار لاحقًا إلى أن السيولة لم يتم سحبها، ولكن تم بيع جزء منها.
حاليًا، تبلغ القيمة السوقية لـ MELANIA نحو 625 مليون دولار، بعدما كانت قد بلغت 2.1 مليار دولار عند إطلاقها في 20 يناير.
تعويضات داخلية أم تلاعب بالسوق؟
زاد الجدل حول LIBRA بعد أن قام ديفيس بتعويض مؤسس بارستول سبورتس (Barstool Sports) ديف بورتنوي (Dave Portnoy) بمبلغ 5 ملايين دولار، بعد أن تكبّد خسائر بسبب الاستثمار في العملة.
الغريب في الأمر أن بورتنوي اعترف بأنه كان على علم بالمشروع قبل أسابيع من إطلاقه، واشترى العملات بعد 10 دقائق فقط من تغريدة ميلي.
يثير هذا الأمر شكوكًا حول احتمالية وجود تلاعب داخلي، وهو ما دفع البعض لاتهام ديفيس بممارسات مشابهة لتداول المطلعين.
ومع ذلك، رفض ديفيس هذه الاتهامات، مشيرًا إلى أن "الأشخاص الذين يعرفون عن المشروع مسبقًا هم الذين يحققون المكاسب، تمامًا كما هو الحال في أي نشاط تجاري آخر".
استقالة مؤسس منصة Meteora وسط اتهامات بالتلاعب
أعلن بن تشاو (Ben Chow)، المؤسس المشارك لمنصة ميتورا (Meteora)، التي استضافت عمليات إطلاق عملتي TRUMP وMELANIA، استقالته على خلفية اتهامات بالتداول بناءً على معلومات داخلية.
جاءت الاستقالة بعد انهيار عملة LIBRA، مما أثار مزيدًا من الشكوك حول تورط جهات داخلية في عمليات البيع عند ذروة سعر العملة.
أكد المؤسس المجهول الهوية لميتورا وجوبتر (Jupiter) أن الاستقالة جاءت بسبب ضعف تقدير تشاو كقائد للمشروع خلال الأشهر الماضية.
في حين نفى تورط أي من الشركتين في التلاعب أو المخالفات المالية، إلا أن مزاعم السوق أشارت إلى أن جهات داخلية كانت على علم مسبق بإطلاق العملة وتلاعبت بالسوق.
هل هو فشل استثماري أم عملية احتيال كاملة الأركان؟
يصر ديفيس على أن LIBRA لم يكن "عملية احتيال"، بل مجرد "خطة فاشلة" أدت إلى خسارة المستثمرين لأموالهم، معتبراً أن الغضب الناجم عن هذه الخسائر أمر طبيعي في سوق العملات الرقمية.
وقال في المقابلة مع Coffeezilla، أن العملة لم تكن "عملية احتيال عبر سحب البساط" (Rug Pull)، بل كانت مجرد "خطة فاشلة تمامًا مع وجود 100 مليون دولار في حساب أنا الوصي عليه".
هذا التصريح زاد من شكوك الكثيرين في مدى نزاهة عملياته، خصوص مع وجود 100 مليون دولار من أموال المستثمرين في حسابات تحت وصايته.
و مهما كانت نواياه، فهي لا تهم، ما يهم أن الأموال في حسابهم و قد صار من المليونيرات بين عشية و ضحاها ( أو ربما كان من عمليات سابقة فصار اغنى).
اقرأ أيضا: قصة عملة الميم ترامب: كيف اُستنزفت 100 مليون دولار من المستثمرين الصغار كرسوم تداول
هذه القضية هي مثال آخر على المخاطر التي تحيط بسوق عملات الميم، حيث أن غياب الشفافية يسمح و يغري بكل الممارسات مثل "Sniping" والتلاعب بالسيولة التي تنفع فقط أقلية من الدائرة الضيقة لأصحاب المشروع و ربما بعض المحظوظين.
و لكنها تؤدي إلى خسائر جسيمة لباقي المستثمرين الصغار و أصحاب رؤوس الأموال الصغيرة، الذين يبحثون عن ضربة الحظ السحرية للثراء.
و لكنهم يقدمون أموالهم على طبق من ذهب إلى من يستغل طمعهم الذي يعمي بصيرتهم.
إخلاء مسؤولية
جميع المعلومات المنشورة على موقعنا الإلكتروني تم عرضها على أساس حسن النية ولأغراض المعلومات العامة فقط. لذا، فأي إجراء أو تصرف أو قرار يقوم به القارئ وفقاً لهذه المعلومات يتحمل مسؤوليته وتوابعه بشكل فردي حصراً ولا يتحمل الموقع أية مسؤولية قانونية عن هذه القرارات.
