يبدو أن شركة ستراتيجي (المعروفة سابقًا باسم مايكروستراتيجي) لا تكلّ ولا تملّ من تعزيز مكانتها كأكبر داعم للبيتكوين في القطاع المؤسسي. هذه المرة، قررت الشركة إصدار سندات قابلة للتحويل بقيمة 2 مليار دولار، بهدف تمويل عمليات شراء جديدة للعملة الرقمية الأشهر في العالم. فهل نحن أمام تحرك مالي ذكي أم مجرد مغامرة أخرى على طريقة مايكل سايلور؟
من الديون إلى البيتكوين: استراتيجية لا تتغير في ستراتيجي
إذا كنت تعتقد أن إعادة تسمية مايكروستراتيجي إلى ستراتيجي ستجلب معها تغييرًا في السياسة المالية للشركة، ففكر مجددًا! فمن الواضح أن مايكل سايلور، العقل المدبر وراء هذا النهج، لا يزال متمسكًا بفكرة أن البيتكوين هو الملاذ الأمثل ضد التضخم وضبابية الأسواق التقليدية.
ومن أجل تمويل عمليات شراء جديدة للبيتكوين، أعلنت ستراتيجي يوم الثلاثاء عن إصدار سندات قابلة للتحويل بقيمة 2 مليار دولار، بفائدة 0% (نعم، صفر بالمئة!). وبحسب البيان الرسمي، فإن العائدات ستُستخدم في الأغراض العامة للشركة، بما في ذلك شراء المزيد من البيتكوين وتمويل رأس المال التشغيلي:
"تنوي ستراتيجي استخدام العائدات الصافية من هذا الطرح للأغراض العامة للشركة، بما في ذلك الاستحواذ على البيتكوين وتمويل رأس المال العامل. سيتم تقديم هذه السندات وبيعها لمستثمرين مؤسسيين مؤهلين وفقًا للقاعدة 144A من قانون الأوراق المالية."
وبالإضافة إلى ذلك، سيتمكن المشترون من الاشتراك في 300 مليون دولار إضافية من السندات، بعد خمسة أيام من تاريخ الإصدار، مما يرفع السقف المحتمل للطرح إلى 2.3 مليار دولار.
وبحسب الشروط، فإن هذه السندات ستنضج في 1 مارس 2030، ما لم يتم استردادها أو تحويلها مبكرًا، حيث يمكن للمستثمرين تحويلها إلى أسهم من الفئة A في الشركة وفق شروط معينة.
كم يملك مايكل سايلور من البيتكوين؟
حتى لحظة كتابة هذا التقرير، تمتلك ستراتيجي احتياطيًا ضخمًا من البيتكوين يبلغ 478,740 BTC، وهو ما يمثل 2.41% من إجمالي المعروض السوقي الحالي للبيتكوين. وهذا يجعلها واحدة من أكبر الشركات الحائزة على البيتكوين على مستوى العالم.
أما من الناحية المالية، فالقيمة السوقية لسهم MSTR (سهم شركة ستراتيجي) وصلت إلى 86.22 مليار دولار، حيث يتم تداوله بسعر 334 دولارًا للسهم. في المقابل، بلغ سعر البيتكوين حاليًا 95,770 دولارًا، ما يجعل قيمة احتياطي ستراتيجي من البيتكوين تعادل 53% من قيمتها السوقية الإجمالية.
هل هذه خطة عبقرية أم مجرد رهان خطير؟ خطط ستراتيجي
لا شك أن مايكل سايلور أصبح بمثابة "الكاهن الأكبر" لديانة البيتكوين، يؤمن بها حدّ الجنون، ويقنع المستثمرين بأن الرهان على هذه العملة الرقمية هو رهان رابح. لكن، إذا علمتنا الأسواق المالية شيئًا، فهو أن كل استثمار يحمل في طياته المخاطر.
في حين يرى البعض أن هذه الاستراتيجية تعكس رؤية استثمارية ثاقبة، حيث تسعى الشركة للاستفادة من مكاسب البيتكوين المستقبلية، يرى آخرون أنها مغامرة مالية خطيرة، قد تعرض الشركة لأزمات كبيرة في حال تراجع سعر البيتكوين بشكل مفاجئ.
فهل سيواصل سايلور رحلته الصعودية نحو قمة السوق الرقمي؟ أم أن الرياح ستجري بما لا تشتهي سفن البيتكوين؟ الأيام القادمة وحدها كفيلة بالإجابة! 🚀💰
إخلاء مسؤولية
جميع المعلومات المنشورة على موقعنا الإلكتروني تم عرضها على أساس حسن النية ولأغراض المعلومات العامة فقط. لذا، فأي إجراء أو تصرف أو قرار يقوم به القارئ وفقاً لهذه المعلومات يتحمل مسؤوليته وتوابعه بشكل فردي حصراً ولا يتحمل الموقع أية مسؤولية قانونية عن هذه القرارات.
