تواصل المؤسسات المالية الكبرى انخراطها التدريجي في عالم العملات الرقمية، حيث شهدنا هذا الأسبوع إعلانًا بارزًا: شراكة استراتيجية بين منصة كراكن الشهيرة وشبكة ماستركارد العالمية، بهدف إحداث نقلة نوعية في طريقة الدفع باستخدام الأصول الرقمية داخل أوروبا والمملكة المتحدة.
كراكن وماستركارد يرسمان ملامح المستقبل المالي في أوروبا
في السابع من أبريل 2025، كشفت كراكن عن تحالفها مع ماستركارد لتسهيل إنفاق العملات الرقمية لدى أكثر من 150 مليون تاجر حول العالم. الهدف الرئيسي؟ جعل استخدام العملات المشفرة جزءًا طبيعيًا من الحياة اليومية، بنفس سهولة إرسال رسالة نصية.
ديفيد ريپلي، الرئيس التنفيذي المشارك لمنصة كراكن، صرح بأن هذه المبادرة تؤكد إيمانهم بمستقبل يعتمد فيه الاقتصاد العالمي والمدفوعات اليومية على الأصول الرقمية. تأتي هذه الخطوة لتعزز طموح كراكن في ردم الفجوة بين الأنظمة المالية التقليدية وعالم الكريبتو، عبر حلول عملية وآمنة متاحة للجميع.
👈 اقرأ المزيد: HAQQ وإسلاميك كوين: رواد استخدام الذكاء الاصطناعي في التمويل الإسلامي
المشروع سيعتمد بشكل كبير على خدمة "كراكن باي" (Kraken Pay)، التي تتيح بالفعل تنفيذ تحويلات لحظية ودولية بأكثر من 300 عملة رقمية وتقليدية. وقد حققت الخدمة رواجًا سريعًا، حيث قام أكثر من 200 ألف مستخدم بتفعيل خاصية "كرَكتاج" (Kraktag)، التي تسمح بإرسال الأموال ببساطة شديدة لا تختلف عن كتابة رسالة نصية.
بطاقات كراكن المدعومة بماستركارد: خطوة جديدة نحو الاستخدام اليومي
لا يتوقف طموح هذا التحالف عند هذا الحد، بل من المرتقب إطلاق بطاقات خصم بنسخ رقمية ومادية خلال الأسابيع المقبلة، مما يسهم في دمج العملات الرقمية بشكل أعمق في الأنشطة الاستهلاكية اليومية.
سكوت أبراهامز، نائب الرئيس التنفيذي لشراكات ماستركارد العالمية، أكد أن هذه الشراكة تمثل التزام الشركة بدفع عجلة الابتكار وتوسيع آفاق المدفوعات الرقمية. فبرأيه، المستقبل يفرض دمج الأصول الرقمية ضمن منظومة المدفوعات العالمية.
👈 اقرأ المزيد: كل ما ينبغي معرفته عن لقاء الشبكات الاجتماعية بالتمويل اللامركزي
مع ذلك، يشير تيبو بوترو، مدير العمليات في شركة ميريا، إلى أن هذه الشراكات باتت طبيعية ومتوقعة، مؤكدًا أن المفاجأة الحقيقية ستأتي عندما تدخل أطراف أكثر محافظة، مثل البنوك الخاصة التقليدية أو حتى الحكومات، إلى هذا الفضاء المتطور.
من الملاحظ أن شركات مثل ماستركارد تسعى بجدية إلى استباق الزمن عبر تبني تقنيات المستقبل، متسلحة بالابتكار والمرونة. إلا أن التحول الأوسع، الذي قد يعيد رسم مشهد الاقتصاد العالمي، سيعتمد على انخراط المؤسسات المالية الكلاسيكية الكبرى التي لا تزال تبدي بعض المقاومة تجاه العملات الرقمية.
حتى يحين ذلك الحين، يشكل هذا النوع من الشراكات إضافة نوعية للسوق الأوروبية، حيث يخلق بيئة تنافسية تحفّز الابتكار، وتدفع الشركات القديمة إلى تطوير خدماتها لتفادي خسارة مكانتها لصالح اللاعبين الجدد.
إخلاء مسؤولية
جميع المعلومات المنشورة على موقعنا الإلكتروني تم عرضها على أساس حسن النية ولأغراض المعلومات العامة فقط. لذا، فأي إجراء أو تصرف أو قرار يقوم به القارئ وفقاً لهذه المعلومات يتحمل مسؤوليته وتوابعه بشكل فردي حصراً ولا يتحمل الموقع أية مسؤولية قانونية عن هذه القرارات.
