في الساعات الماضية بلغ سعر عملة ريبل XRP أعلى مستوياته القياسية على الإطلاق عند 3.40 دولار. هذا الإنجاز الكبير جاء بعد 7 سنوات كاملة من الركود و التداولات الجانبية حتى في أوقات صعود السابقة، مثلما حدث في سنوات كورونا.
شركة ريبل و عملتها خرجت من أكبر المستفيدين من موجة ترامب الصاعدة في سوق العملات الرقمية. بنسبة ارتفاع فاقت 560% ، منذ إعلان فوز ترامب في من نوفمبر الماضي. رغم أنه منذ بضع أشهر فقط كان من المشككين في جدوى هذه الصناعة الفتية.
لعب لوبي العملات الرقمية دورًا حاسمًا في تغيير موقف الرئيس دونالد ترامب تجاه هذه الصناعة. فبعد أن كان معارضًا للعملات الرقمية خلال فترته الرئاسية الأولى، شهدت حملته الانتخابية لعام 2024 دعمًا ماليًا كبيرًا من قبل شركات العملات الرقمية. مما ساهم في تعديل نظرته تجاه هذا القطاع.
وفقًا لتقرير نشرته مجلة "تايم"، فإن الدعم المنظم من قبل لوبي العملات الرقمية. كان له تأثير مباشر على تحول موقف ترامب لصالح هذه الصناعة.
ويُعد دعم شركة ريبل (Ripple) لحملة ترامب الانتخابية مثالًا واضحًا على تأثير لوبي العملات الرقمية. إذ ساهمت الشركة في دعمه ماليًا وسياسيًا. وهي مراهنة من المحتمل جدا أن نتائجها سوف تعيد تشكيل مستقبل صناعة العملات الرقمية و تقنيات البلوكتشين عموما.
تطور موقف ترامب من العملات الرقمية
في عام 2019، أعرب دونالد ترامب عن معارضته للعملات الرقمية، معبرًا عن قلقه بشأن تقلباتها وإمكانية استخدامها في أنشطة غير قانونية. وأكد حينها أنه "ليس من المعجبين بعملة البيتكوين والعملات الرقمية الأخرى"، مشيرًا إلى افتقارها للتنظيم وارتباطها بأنشطة مشبوهة.
إلا أن موقف ترامب شهد تحولًا كبيرًا بحلول عام 2024، حيث أبدى تأييده للأصول الرقمية ضمن حملته الانتخابية. واقترح سياسات تهدف إلى جعل الولايات المتحدة رائدة عالميًا في مجال الأصول الرقمية. شملت هذه السياسات دعوته لإنشاء "احتياطي استراتيجي" من عملة البيتكوين وتعهده بوضع تنظيمات داعمة لصناعة العملات الرقمية.
لم يكن هذا التحول في موقف ترامب بمعزل عن جهود لوبي العملات الرقمية الذي كثف من أنشطته السياسية. فقد ارتفعت نفقات القطاع على الحملات الانتخابية والأنشطة السياسية بشكل غير مسبوق. حيث بلغت مساهمات شركات العملات الرقمية نحو 119 مليون دولار خلال دورة الانتخابات لعام 2024، عبر لجان العمل السياسي الكبرى مثل Fairshake.
وساهمت شخصيات بارزة في الصناعة، من ضمنها مسؤولون تنفيذيون في شركات كبرى مثل Coinbase وRipple وشركة رأس المال الاستثماري Andreessen Horowitz. في دعم برامج إنفاق سياسي ضخمة تهدف إلى دعم المرشحين المؤيدين لصناعة العملات الرقمية والدفع نحو أطر تنظيمية أوضح.
لقد لعب هذا الدعم المالي المنظم والضخم دورًا محوريًا في تغيير الخطاب السياسي. مما دفع ترامب وغيره من السياسيين إلى إعادة النظر في مواقفهم تجاه الأصول الرقمية.
شركة ريبل كمثال على تأثير اللوبي السياسي
تُعد شركة ريبل (Ripple) مثالًا حيًا على تأثير اللوبي السياسي في صناعة العملات الرقمية. فقد دعمت ريبل حملة ترامب الانتخابية ماليًا، وساهمت في تعزيز حضوره السياسي عبر تمويل حملات توعية وتواصل مع صناع القرار. وقد انعكس هذا الدعم بشكل مباشر على أداء عملة XRP. حيث شهدت العملة ارتفاعًا قياسيًا غير مسبوق لتصل إلى 3.4 دولار، وهو أعلى مستوى في تاريخها.
أثبتت الانتخابات الأخيرة أن التمويل السياسي يمكن أن يكون أداة قوية لتوجيه السياسات. فقد قادت ريبل مع مجموعة من الشركات حملة تمويل بقيمة 300 مليون دولار لدعم مرشحين مؤيدين للعملات الرقمية. ونجحت هذه الحملة في إيصال معظمهم إلى مناصب قيادية. كما تبرعت ريبل بمبلغ 5 ملايين دولار لصندوق تنصيب ترامب، في إشارة إلى التزامها بتعزيز العلاقات مع الإدارة الجديدة.
ومع توقع إصدار ترامب سلسلة من الأوامر التنفيذية لدعم العملات الرقمية فور توليه المنصب، يبدو أن عام 2025 سيكون مليئًا بالفرص والتحديات في آنٍ واحد.
ما يُنتظر الآن هو رؤية مدى تأثير هذه التحركات السياسية على سوق العملات الرقمية. خاصة في ظل تزايد المنافسة بين الأصول الرقمية التقليدية مثل بيتكوين والعملات البديلة.
لوبي العملات الرقمية ومستقبل الصناعة
هذا التحول في المواقف السياسية يشير إلى أن مجتمع العملات الرقمية أصبح أكثر وعيًا بأهمية التأثير السياسي لتهيئة بيئة تنظيمية مواتية. إن النجاحات التي حققها لوبي العملات الرقمية في الانتخابات الأخيرة.. قد تشجع الشركات الأخرى في هذا القطاع على زيادة استثماراتها في النشاط السياسي والتواصل مع صناع القرار لضمان ازدهار الصناعة في المستقبل.
يعكس تحول موقف دونالد ترامب تجاه العملات الرقمية الأثر الكبير للوبي المنظم والدعم المالي الموجه من قبل صناعة العملات الرقمية. وتُعد تجربة شركة ريبل (Ripple) مثالًا واضحًا على قدرة الانخراط السياسي على تحقيق مكاسب اقتصادية ملموسة، كما يظهر في الارتفاع القياسي لعملة XRP.
ومع تعيين شخصيات مؤيدة للعملات الرقمية في مناصب حكومية رفيعة، مثل ديفيد ساكس (David Sacks) وبول أتكينز (Paul Atkins). يُتوقع أن يشهد القطاع نموًا وتطورًا ملحوظًا في ظل سياسات أكثر دعمًا ووضوحًا.
ومع استمرار نضوج هذا القطاع، سيُصبح التعاون مع الجهات السياسية عاملاً حاسمًا في تشكيل الأطر التنظيمية وتحديد مستقبل الأصول الرقمية في الاقتصاد العالمي.
إخلاء مسؤولية
جميع المعلومات المنشورة على موقعنا الإلكتروني تم عرضها على أساس حسن النية ولأغراض المعلومات العامة فقط. لذا، فأي إجراء أو تصرف أو قرار يقوم به القارئ وفقاً لهذه المعلومات يتحمل مسؤوليته وتوابعه بشكل فردي حصراً ولا يتحمل الموقع أية مسؤولية قانونية عن هذه القرارات.