في ظل تصاعد الجدل حول تحركات الإدارة الأمريكية في سوق العملات الرقمية، أشار جيف بارك (Jeff Park)، رئيس استراتيجيات ألفا في شركة "" (Bitwise)، إلى أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لن يُقدم على شراء المزيد من البيتكوين إلا عندما يصل سعره إلى نحو 60 ألف دولار.
يأتي هذا التصريح في وقت تزداد فيه النقاشات بشأن السبل التي قد تتبعها الحكومة الأمريكية لتعزيز احتياطاتها الرقمية دون تحميل المواطنين أعباءً مالية إضافية. فما الأسباب التي تدعو ترامب إلى التريث؟ وما تأثير هذا القرار على الأسواق وعلى المشهد السياسي؟
مخاوف السمعة تُجمّد القرار الرئاسي
ذكر بارك عبر حسابه الرسمي في منصة "تويتر" أنّ الرئيس ترامب لن يُقدم على الشراء إلا إذا هبطت العملة إلى مستوى 60,000 دولار.
مرجّحًا أن صانعي القرار – لا سيما أولئك الذين يتعرضون لرقابة الإعلام والرأي العام – يتحاشون الدخول في السوق عند قمم الأسعار. خشية أن تؤدي أي خسارة مباشرة إلى أضرار بسمعتهم السياسية.
وأشار إلى أن الرئيس، وخاصة ترامب، يواجه خطورة غير متكافئة. إذ إنّ أي تراجع في السعر عقب الشراء قد يتحول إلى أزمة إعلامية.
وقال:
"تخيلوا العناوين إذا اشترى ترامب البيتكوين عند 100 ألف دولار ثم انخفض إلى 70 ألف؟"، مؤكدًا أن الانتظار حتى مستويات أكثر جذبًا يُعدّ خيارًا أكثر أمنًا سياسيًا.
الاحتياطي الاستراتيجي للبيتكوين: خطوة نحو المستقبل
في السادس من مارس لعام 2025، وقّع ترامب أمرًا تنفيذيًا بإنشاء "الاحتياطي الاستراتيجي للبيتكوين". بغية ترسيخ مكانة الولايات المتحدة كلاعب محوري في سوق العملات الرقمية.
انخفضت أسعار العملات الرقمية الرائدة انخفاضًا حادًا عقب الإعلان، الذي خيب آمال المتداولين الذين كانوا يترقبون تمويل الاحتياطي من خلال عمليات شراء جديدة، لا من الأصول المصادرة.
ويُقدّر عدد وحدات البيتكوين الخاضعة لإدارة هذا الاحتياطي بنحو 200,000 وحدة، تُقدّر قيمتها الحالية بنحو 17 مليار دولار. وقد جرى الاستحواذ عليها ضمن قضايا جنائية ومدنية، وما زالت تخضع للفحص والتدقيق المالي.
وقد حظر الأمر التنفيذي بيع هذه الأصول، لكنه أوكل إلى وزارتي الخزانة والتجارة مهمة دراسة وسائل "محايدة على مستوى الميزانية". لشراء كميات إضافية دون تحميل دافعي الضرائب أعباء مالية جديدة.
ووصف بعض المسؤولين هذا المخزون الرقمي بأنه بمثابة "فورت نوكس الرقمي". في إشارة إلى سعي الإدارة إلى تحصين مركز الولايات المتحدة المالي عالميًا. و"فورت نوكس" هو الخزنة الذهبية الشهيرة التي ترمز إلى أقصى درجات الأمان والثروة الوطنية.
لكن بارك يحذّر من أن نجاح هذا البرنامج مرهون بعدّة عوامل، أهمها وجود آليات واضحة للشراء، وتوزيع منضبط للمسؤوليات بين الجهات المعنية. إضافة إلى توفير حماية قانونية تضمن استدامة المشروع بعيدًا عن تأثير الصراعات السياسية.
إخلاء مسؤولية
جميع المعلومات المنشورة على موقعنا الإلكتروني تم عرضها على أساس حسن النية ولأغراض المعلومات العامة فقط. لذا، فأي إجراء أو تصرف أو قرار يقوم به القارئ وفقاً لهذه المعلومات يتحمل مسؤوليته وتوابعه بشكل فردي حصراً ولا يتحمل الموقع أية مسؤولية قانونية عن هذه القرارات.
