يرى عدد من خبراء التعليم أن الفضاء الرقمي الموازي ميتافيرس سيغير من اتجاهات التعليم في دولة الإمارات العربية المتحدة خلال السنوات القليلة المقبلة.
ويمثل ميتافيرس ثورة في إنشاء عوالم رقمية افتراضية يمتزج فيها الواقعي بالمتخيل، عبر تطبيقات عدة للحياة الواقعية.
وأفاد مسؤول قسم شؤون الطلبة المحتملين في جامعة هيريوت وات البريطانية جاري فرنانديز، بأن عالم ميتافيرس قائم على إنشاء بيئة افتراضية يستطيع من خلالها الأشخاص الحضور والتواجد في مساحة رقمية، وهي مساحة تجسد الواقع، وتمكن المستخدم من التفاعل معها حيث يبدو الفعل واقعا كأنه يحدث في داخلها.
تجربة مبتكرة للتعليم في المستقبل
وأوضح أنه لم يستخدم في قطاع التعليم حتى اللحظة، لكنه يتوقع أن تتجه المؤسسات التعليمية قريباً إلى توظيفها في عملية التعلم، لتقديم تجربة مبتكرة في المستقبل.
وذهب إلى أن تجربة ميتافير ستعدّ لاستخدامها بشكل كامل للتحكم في تكنولوجيا التعليم في المستقبل، إذ تفتح آفاقاً جديدة، حيث تعدّ مفهوماً حديثاً يشكل عاملاً أساساً في تحول المشهد التعليمي، فبعد الاعتماد المتزايد على نموذج التعلم عن بعد، سيصبح تطبيق تقنيات ميتافيرس أسرع وأكثر سهولة، حيث يستطيع الطلاب تجربة الوصول إلى المحاضرات في العالم الافتراضي، أينما كانوا، بطريقة أكثر تفاعلاً من التقنيات الرقمية الأخرى.
التعلم بتقنيات ميتافيرس
وذكر بأن أكبر الاتجاهات والفرص والتحديات التي تراها في مجال التعليم العالي في الوقت الحالي، تكمن في التعلم بتقنيات ميتافرس والتي من المتوقع أن تصبح فرصة حقيقية لنمو المجال التعليمي وتطوره، إلى جانب زيادة نسبة انتقال الطلبة بعد فترة من الركود بسبب جائحة كوفيد 19.
وتوقع فرنانديز عودة تنقل الطلاب عبر مختلف الدول، إذ إن الطلاب الدوليين "أصبح لديهم خبرات الحقيقية للتعامل مع الأزمات والجوائح، فضلاً عن تطلع الطلبة إلى الانتقال إلى بلد آخر لاستكمال دراستهم".
ومن المتوقع أن تنمو حركة تنقل الطلاب في العام الجاري 2022 مدفوعة برغبة قوية في العودة إلى المسار الصحيح للأهداف الأكاديمية والمهنية، بعد وقت طويل من الاضطراب، خصوصا بعد توافر اللقاحات، والحاجة إلى خوض تجربة جامعية شاملة للطلبة بعد عودة الحياة الطبيعية إلى العالم.
تغييرات في طبيعة المتعلمين واهتماماتهم
وأشار إلى أن أساليب التعلم سوف تتغير مع اعتماد أكبر على تقنيات الذكاء الاصطناعي، حيث ستستمر الحاجة إلى التعلم مدى الحياة في النمو، كما توقع أن يشهد قطاع التعليم تغيراً في طبيعة المتعلمين وخصائصهم أيضاً، إلى جانب تطور المعاملات المالية وطرق سداد الرسوم الدراسية، موضحاً أن بعض الجامعات بدأت بالفعل في قبول العملة المشفرة وسيلة لسداد الرسوم الدراسية.
وأضاف المسؤول الجامعي أن محتوى ونصوص بلوك تشين سوف تتغير، إذ ستصبح النصوص والدبلومات غير قابلة للتلاعب، ويمكن مشاركتها والاستفادة منها، والتحقق منها بوضوح وأمان، موضحاً أن التقييم لاحقا سوف يتم عن طريق الأجهزة الذكية التي تؤدي المهام بسلاسة وسهولة ويسر، وإعطاء الأهالي فرصة الاطّلاع على علامات أبنائهم ومتابعة مستواهم بدقة أكثر، متوقعاً أيضاً أن الاختبارات التقليدية ستكون أقل شيوعاً، حيث تبدأ الصناعة وسوق العمل في تفضيل التقييم الشامل والتعلم مدى الحياة.
القطاع أكثر تنافسية في دولة الإمارات
وأكد أن المشهد التعليمي سيصبح أكثر تنافسية في دولة الإمارات، حيث أن الميدان الأكاديمي سيشهد ظهور المزيد من الجامعات، ذات قدرات أكبر وأكثر تطوراً، ما يؤدي إلى رفع وتيرة المنافسة بشكل كبير، ما يتيح للطلاب خيارات أوسع في التعليم العالي، فضلاً عن توفير مزيد من المنح الدراسية، مقارنة بوقائع الماضي القريب.
وقال إن هناك زيادة في فرص التعاون بين المؤسسات التعليمية ورواد الصناعات المختلفة، إذ تتمتع الشراكات الصناعية والأوساط الأكاديمية بالعديد من الفوائد، حيث تمنح الطلاب والأكاديميين تمويلاً وموارد إضافية لإجراء الأبحاث وتنويع مجالات أبحاثهم. كما أنها تمنح الصناعة نظرة عامة على فرص جديدة مستقبلية وتمكنها من الوصول إلى المواهب والكوادر المناسبة في شتى المجالات وبالتالي يستفيد المجتمع من القوى العاملة الماهرة بشكل أكثر فاعلية فيؤثر بشكل إيجابي في الاقتصاد.
إخلاء مسؤولية
جميع المعلومات المنشورة على موقعنا الإلكتروني تم عرضها على أساس حسن النية ولأغراض المعلومات العامة فقط. لذا، فأي إجراء أو تصرف أو قرار يقوم به القارئ وفقاً لهذه المعلومات يتحمل مسؤوليته وتوابعه بشكل فردي حصراً ولا يتحمل الموقع أية مسؤولية قانونية عن هذه القرارات.
