غاري جينسلر، الذي شغل منصب رئيس هيئة الأوراق المالية والبورصات الأمريكية (SEC) بين 17 أبريل 2021 و20 يناير 2025، لم يُخفِ يومًا موقفه الصارم تجاه العملات الرقمية. وقبيل انتهاء ولايته، لم يتردد في تجديد انتقاده لهذه الصناعة بعبارات قاسية.
تقييم غاري جينسلر لفترة قيادته في SEC
من الواضح أن غاري جينسلر، الذي يقترب من مغادرة منصبه، لن يكون صديقًا قريبًا لصناعة العملات الرقمية. في مقابلة أجريت معه مؤخرًا، وصف هذا النظام البيئي بأنه "ملاذ للممارسات السيئة".
وفقًا لجينسلر، يمكن تقسيم صناعة العملات الرقمية إلى جزأين: الأول مرتبط بالبيتكوين ومشتقاته، والثاني يخص "كل ما تبقى". وأوضح أن سلوكيات العاملين في هذه الصناعة تختلف بشكل جذري عن تلك الموجودة في النظام المالي التقليدي، قائلاً:
"عملت في القطاع المالي لأكثر من أربعين عامًا، ولم أجد صناعة تعتمد بهذا الشكل الكبير على المشاعر وليس على الأسس الاقتصادية."
مع انتهاء ولايته خلال أسبوعين، عبّر غاري جينسلر عن فخره بما أنجزته هيئة SEC خلال فترته، مشيرًا إلى أن العمل لم ينتهِ بعد. وأكد أن الهيئة واصلت البناء على الجهود السابقة، خاصة تلك التي قادها رئيس الهيئة السابق جاي كلايتون.
أشار جينسلر إلى أن الهيئة اتخذت حوالي 100 إجراء قانوني ضد قطاع العملات الرقمية خلال السنوات الأربع الأخيرة، مقارنة بـ80 إجراءً في عهد جاي كلايتون. ورغم أن ذلك يشكل 5% فقط من جهود الهيئة، فإنه يعكس استمرار الضغط التنظيمي على هذا القطاع.
علاقة متوترة مع مجتمع العملات الرقمية لكن مرحلة جديدة في الأفق
شهدت فترة غاري جينسلر تدهورًا واضحًا في العلاقة بينه وبين مجتمع العملات الرقمية، حيث أصر على تطبيق قانون الأوراق المالية لعام 1946 على السوق. ودعا الشركات إلى التسجيل لدى الهيئة لتقديم خدماتها بشكل قانوني، وهو ما وصفه بعض الجهات بالطلب المستحيل نظرًا للطبيعة المختلفة لهذا القطاع.
أيضا أصبحت الأمور أسوء مع مرور الوقت. حيث بدلا من مهاجمة قرارات الهيئة التنظيمية، تحول السوق المشفر إلى مهاجمة شخصية جينسلر وحياته!
مع استقالة جينسلر في 20 يناير، سيتولى بول أتكينز المنصب، وهو معروف بموقفه الإيجابي تجاه الأصول الرقمية. وبالتالي، يتوقع أن تكون الأسابيع الأولى من ولايته محط أنظار مجتمع العملات الرقمية، في ظل آمال بإصلاح العلاقة بين الهيئة والقطاع.
إخلاء مسؤولية
جميع المعلومات المنشورة على موقعنا الإلكتروني تم عرضها على أساس حسن النية ولأغراض المعلومات العامة فقط. لذا، فأي إجراء أو تصرف أو قرار يقوم به القارئ وفقاً لهذه المعلومات يتحمل مسؤوليته وتوابعه بشكل فردي حصراً ولا يتحمل الموقع أية مسؤولية قانونية عن هذه القرارات.