مع اقتراب موعد تنفيذ لائحة مكافحة غسيل الأموال الجديدة في أوروبا (AMLR) عام 2027، يبدو أن القارة العجوز تمضي بثبات نحو أكبر حملة تنظيمية في تاريخ سوق الكريبتو.
خلف الشعارات الرسمية التي تتحدث عن "محاربة غسيل الأموال"، تقف نوايا أكثر تعقيداً: تتبع كل عملية، حظر عملات الخصوصية، ومراقبة كل محفظة تفوح منها رائحة اللامركزية.
«قل وداعًا للنقود الرقمية الخفية»… أوروبا تقرر مراقبتك من أول ساتوشي!
ابتداءً من 1 يوليو 2027، سيتعين على جميع مزودي خدمات الأصول الرقمية في الاتحاد الأوروبي أن يحددوا هوية مرسل ومستقبل كل معاملة تتجاوز 1000 يورو. حتى المحافظ الذاتية (Self-custody wallets) لن تُعفى، متى ما تفاعلت مع خدمات منظمة. والأسوأ من ذلك: العملات التي تركز على إخفاء الهوية مثل مونيرو وZcash... إلى المقصلة!
الهيئة الجديدة "AMLA" ستتولى تنفيذ هذه الأحكام. ولن تكتفي بالمراقبة العامة، بل ستحصل على صلاحية وصول مباشر وغير مشروط إلى بيانات المستخدمين على المنصات التي تخضع لها. مشهد أقرب إلى الخيال العلمي، حيث تصبح كل حركة مالية مرصودة ومؤرشفة.
👈 اقرأ المزيد: ZachXBT: المحقق الذي يخشاه محتالي العملات المشفرة.. من هو؟
لكن، وكما يقال، "إذا أردت أن تُطاع... فاطلب المستطاع". فقد بدأت الانتقادات تتصاعد من مطوري البرمجيات ومشغلي المحافظ وحتى المدافعين عن الخصوصية الرقمية. ريكاردو سباني، أحد مطوري مونيرو، علّق ساخرًا: "يبدو أن الاتحاد الأوروبي يريد من المجرمين استخدام عملات الخصوصية... والمواطنين العاديين العودة إلى حافظة النقود الورقية!"
وفي حين قد تبرر بروكسل قراراتها بمكافحة التهريب الرقمي، يشير مراقبون إلى أن هذه الحزمة قد تعجّل بخروج شركات البلوكتشين من أوروبا، تمامًا كما فعلت شركات التشفير الأميركية إبان "حروب التشفير" في التسعينيات.
وهكذا، في عصر تُروّج فيه بعض الحكومات الغربية للشفافية والانفتاح، يبدو أن الخصوصية الرقمية هي الضحية الأولى على مذبح التنظيم. السؤال الذي يطرح نفسه اليوم: إلى أي مدى يمكن أن تمضي أوروبا في فرض رقابتها على عالم بني من الأساس ليكون بلا مركز وبلا بوابات؟
إخلاء مسؤولية
جميع المعلومات المنشورة على موقعنا الإلكتروني تم عرضها على أساس حسن النية ولأغراض المعلومات العامة فقط. لذا، فأي إجراء أو تصرف أو قرار يقوم به القارئ وفقاً لهذه المعلومات يتحمل مسؤوليته وتوابعه بشكل فردي حصراً ولا يتحمل الموقع أية مسؤولية قانونية عن هذه القرارات.
