شهدت عملة Pi، التابعة لشبكة Pi Network، تراجعاً حاداً في قيمتها خلال الأيام الأخيرة، حيث هبطت بنسبة تجاوزت 20% في يوم واحد فقط، لتنزلق تحت حاجز 1.0 دولار، بعد أن كانت تحتل المرتبة 11 في قائمة العملات الرقمية الأسبوع الماضي، قبل أن تخرج من قائمة العشرين الأوائل.
هذا الانهيار السعري أثار موجة من التساؤلات حول مستقبل العملة ومصداقية المشروع بأكمله.
تبخّر الحماسة: تأجيل الإدراج وغياب الشفافية
أحد أبرز الأسباب التي ساهمت في انهيار سعر عملةPi هو تراجع الحماسة الأولية التي صاحبت إطلاق الشبكة الرئيسية. فقد تكررت التأخيرات في خطة إدراج العملة على منصة "بينانس" الأمر الذي انعكس سلباً على ثقة السوق وأثر بشكل مباشر على معنويات المستثمرين.
وعلى الرغم من أن مشاريع العملات الرقمية الأخرى عادة ما تضع خارطة طريق واضحة وجدولاً زمنياً معلناً، فإن شبكة Pi Network ما زالت تفتقر إلى خطة مفصلة لإطلاق الشبكة المفتوحة، ما أثار مخاوف بين المستثمرين حول غموض مستقبل المشروع.
وفي هذا السياق، صرّح المحلل المعروف باسم د. ألتكوين (Dr Altcoin)، والذي يتابع المشروع منذ سنوات، بأنه لا يرى دليلاً قاطعاً على أن عملة Pi هي عملية احتيال، لكنه أشار إلى وجود تقصير واضح في التواصل من قِبل الفريق الأساسي للمشروع، ما يفتح الباب أمام تأويلات سلبية.
خطوات متفرقة: تطويرات غير كافية لطمأنة المستثمرين
ورغم الظروف السلبية المحيطة بالعملة، فقد أعلنت شبكة Pi عن إطلاق نطاقات ".pi" ضمن متصفح Pi Browser. وهو ما يُعد جزءاً من رؤيتها لتأسيس نظام بيئي لا مركزي يعتمد على تقنيات الويب 3.
وتتيح هذه النطاقات استخدام عناوين رقمية لتطبيقات وخدمات مبنية على شبكة Pi.
لكن، وعلى الرغم من أهمية هذه الخطوة من الناحية التقنية، فإنها لم تكن كافية لطمأنة مجتمع المتداولين أو وقف النزيف السعري.
ويبدو أن الثقة المفقودة لا يمكن استعادتها إلا عبر شفافية أكبر وخطة زمنية واضحة من فريق التطوير الأساسي.
سعر عملة Pi تحت الضغط: دعم هش وتوقعات سلبية

من الجانب الفني، واصلت عملة Pi هبوطها الحاد خلال الأسبوع. محافظـةً على مسارها داخل القناة السعرية الهابطة على الرسم البياني لأربع ساعات. بعدما كسرت مستوى دعم بالغ الأهمية وهو تصحيح فيبوناتشي 61.8% عند سعر 1.2 دولار.
وقد حاول السعر في الأيام الماضية الارتداد من الحد السفلي للقناة، ساعيًا للعودة فوق مستوى 1.2 دولار، غير أنه لم ينجح في ذلك.
ولمزيد من التأكيد على الإشارة السلبية، انكسر السعر دون الحد السفلي للقناة، ويتجه الآن صوب مستوى تصحيح فيبوناتشي عند سعر 0.72 دولار.
ويتزامن هذا الهبوط الحاد مع حدث "فك الرموز" المرتقب، الذي يُعد من العوامل الضاغطة على السعر.
وفي المقابل، قام عدد كبير من أعضاء مجتمع Pi Network بقفل ممتلكاتهم من العملة. سعياً لتقليص المعروض المتاح، إلا أن أثر هذه المبادرة ظل محدوداً.
وتُجمع أغلب التوقعات على أن العملة مقبلة على مرحلة هبوط قد تطول خلال المدى القريب.
خلاصة المشهد: أزمة ثقة أكثر من أزمة تقنية
في ظل غياب خارطة طريق محكمة وتأخّر الإدراج في منصات تداول العملات الرقمية الكبرى. تقف عملة Pi اليوم أمام أزمة تتجاوز حدود السعر إلى عمق الثقة بالمشروع نفسه.
وبينما يرى البعض في العملة فرصة ضائعة، ما يزال البعض الآخر يأمل في استدراك الموقف. لكن المؤكد حالياً أن المرحلة القادمة تتطلب تحركاً استراتيجياً حقيقياً، لا مجرد وعود أو تحديثات تقنية متفرقة.
إخلاء مسؤولية
جميع المعلومات المنشورة على موقعنا الإلكتروني تم عرضها على أساس حسن النية ولأغراض المعلومات العامة فقط. لذا، فأي إجراء أو تصرف أو قرار يقوم به القارئ وفقاً لهذه المعلومات يتحمل مسؤوليته وتوابعه بشكل فردي حصراً ولا يتحمل الموقع أية مسؤولية قانونية عن هذه القرارات.
