في مشهد درامي لم يكن في الحسبان، هوت عملة OM التابعة لمنصة Mantra بنسبة قاربت 90٪ خلال 24 ساعة فقط، ما زرع الذعر في قلوب المستثمرين وأشعل موجة من التساؤلات حول مصير المشروع. لكن في مواجهة هذا الانهيار السريع، لم يختفِ الرئيس التنفيذي جون باتريك مولن، بل خرج بتصريحات مفاجئة يحاول من خلالها استعادة ثقة المجتمع.
ارتفعت عملة OM بنسبة 30٪ بعد إعلان Mullin حرق جزء من حصته الشخصية.
في تغريدة على منصة X، أعلن مولن أنه سيحرق 772,000 رمز OM من حصته الشخصية، مؤكداً أنها "خطوة رمزية للتأكيد على التزامه الشخصي بمستقبل Mantra".
ثم تبع ذلك إعلان آخر، أكثر جرأة، بأن 300 مليون رمز مملوك للفريق التنفيذي ستظل مجمدة حتى عام 2027، في محاولة لطمأنة السوق وقطع الطريق أمام أي شكوك حول نية "التفريغ الجماعي" (dumping).
ولم يكتفِ بذلك، بل وعد أيضاً بإصدار تقرير تفصيلي عن أسباب الانهيار، وإطلاق برنامج لإعادة شراء الرموز، وتحقيق مستوى جديد من الشفافية. وعود كثيرة... ولكن لا عقود ذكية تضمن التنفيذ، ولا آلية لا مركزية تتيح للمجتمع مراقبة التطبيق. حتى اللحظة، تبقى الكلمات كلمات، دون سند تقني أو قانوني.
ورغم كل ذلك، كان لحديث مولن تأثير فوري على السوق. فقد قفز سعر OM بأكثر من 30٪ خلال 24 ساعة، ليصل إلى ذروة عند 0.91 دولار، قبل أن يستقر قرب 0.75 دولار.
هذه القفزة صاحبتها زيادة هائلة في حجم التداول على منصات كبرى مثل Binance وKuCoin، ما يدل على تفاعل المستثمرين مع الأخبار، وإن كان ذلك تفاعلاً عاطفياً أكثر منه استراتيجياً.
السوق لا يزال متخوفاً في ظل غياب ضمانات تنفيذ الوعود
لكن، إذا نظرنا إلى الصورة الكاملة، فإن التحديات لا تزال هائلة. فسعر OM لا يزال بعيدًا جدًا عن ذروته السابقة البالغة 6.30 دولارات. وحتى بعد الارتفاع الأخير، لم تُكسر أي مقاومات تقنية حقيقية، ولا يزال السوق مضطربًا ومشحونًا بالقلق.
ومع وجود كميات كبيرة من الرموز غير المحررة بعد، خصوصًا من الصفقات خارج البورصة (OTC)، فإن احتمالات الضغط البيعي لا تزال قائمة.
الجانب الأخطر ربما يكمن في مركزية الحوكمة. فقد كشفت مقابلات صحفية مع مولن عن وجود آليات لتثبيت السعر تعتمد على صفقات خارجية، وهو أمر يناقض تمامًا مبادئ التمويل اللامركزي. لا قرارات مجتمعية، ولا تصويتات، ولا شفافية في اتخاذ القرارات المصيرية.
إذا كانت Mantra تسعى بجدية إلى استعادة ثقة مجتمعها، فعليها الذهاب أبعد من الكلمات: نحو بناء حوكمة لامركزية حقيقية، وتوفير أدوات شفافة على السلسلة، وفرض قيود تقنية تمنع تكرار الانهيارات. فالإيمان وحده لا يكفي في عالم البلوكتشين، بل المطلوب هو الوضوح، والمحاسبة، والهيكل الصلب.
إخلاء مسؤولية
جميع المعلومات المنشورة على موقعنا الإلكتروني تم عرضها على أساس حسن النية ولأغراض المعلومات العامة فقط. لذا، فأي إجراء أو تصرف أو قرار يقوم به القارئ وفقاً لهذه المعلومات يتحمل مسؤوليته وتوابعه بشكل فردي حصراً ولا يتحمل الموقع أية مسؤولية قانونية عن هذه القرارات.
