في خطوة مفاجئة، أعلن رئيس جمهورية إفريقيا الوسطى عن إطلاق عملة ميم وطنية تحمل اسم CAR، مما يثير تساؤلات حول أهداف هذه المبادرة ومستقبلها.
رئيس جمهورية إفريقيا الوسطى يكشف عن إطلاق عملة الميم الوطنية
في خطاب متلفز، أعلن الرئيس فوستين أرشانج تواديرا عن إطلاق جمهورية إفريقيا الوسطى لعملتها الرقمية الجديدة CAR، مشيرًا إلى أن هذا المشروع يعكس إيمان بلاده بقوة المجتمع والتضامن. وأضاف:
"جمهورية إفريقيا الوسطى لطالما آمنت بأهمية الوحدة والمجتمع المتكاتف. وبناءً على هذا المبدأ، أنا فخور بالإعلان عن إطلاق عملة الميم الرسمية لبلادنا. أدعو الجميع للانضمام إلينا في الاحتفال بهذه المرحلة الجديدة والمثيرة."
في لحظة الإعلان، تم تداول CAR بسعر يقارب 0.3 دولار، مع رأسمال سوقي بلغ 250 مليون دولار. إلا أنه خلال الساعات الأولى من إطلاقه، ارتفع السعر إلى 0.9 دولار قبل أن يتراجع مجددًا.
هل يعيد التاريخ نفسه؟ مخاوف حول مركزية الحيازات
على الرغم من أن القيمة السوقية لـ CAR تعد كبيرة بالنسبة لعملة ميم جديدة، فإن البيانات تكشف عن مركزية مقلقة في حيازات العملة. وفقًا لمنصة Bubblemaps، تمتلك أربع محافظ فقط نسبة 76.5% من إجمالي السيولة، مما يثير مخاوف بشأن تحكم عدد قليل من الجهات في مستقبل العملة وإمكانية التلاعب بها.
ويبدو أن هذه الخطوة مستوحاة من تجارب سابقة في عالم العملات الرقمية، مثل تحركات عائلة ترامب الأخيرة في مجال عملات الميم. لكنها أيضًا تذكرنا بمحاولة البلاد السابقة في مجال الكريبتو: مشروع Sango.
في عام 2022، أعلنت جمهورية إفريقيا الوسطى عن مشروع Sango، الذي وعد بتقديم رمز رقمي مرتبط بموارد البلاد الطبيعية، ونظام للمواطنة عبر البلوكتشين، وإنشاء "جزيرة كريبتو". لكن سرعان ما فقد المشروع زخمه، ولم ينجح في جذب المستثمرين، مما أدى إلى فشله التام.
ومع ذلك، فإن الحساب الرسمي لمشروع Sango على منصة X نشر تحديثًا غير متوقع بعد شهور من الصمت، معلنًا أن حاملي رمز Sango سيكونون مؤهلين للحصول على إنزال جوي (إيردروب) من عملة CAR.
عملة ميم أم أداة تمويل؟ مستقبل مجهول لمشروع CAR
لا تزال هناك تساؤلات كثيرة حول الهدف الحقيقي من إطلاق هذه العملة الرقمية. هل تسعى جمهورية إفريقيا الوسطى إلى تمويل مشاريعها من خلال CAR كما فعلت دول أخرى؟ أم أن الأمر مجرد مبادرة رمزية لنشر ثقافة العملات الرقمية في البلاد؟
المثير للقلق هو أن الحساب الرسمي لمشروع CAR على منصة X قد تم تعليقه، كما أن الموقع الإلكتروني المخصص للعملة أصبح غير متاح، مما يزيد الغموض حول مستقبل هذه المبادرة.
في ظل هذه التطورات، يبقى السؤال الأهم: هل سيكون مصير CAR كمصير Sango، أم أن جمهورية إفريقيا الوسطى ستنجح أخيرًا في دخول عالم الكريبتو بطريقة مستدامة؟
إخلاء مسؤولية
جميع المعلومات المنشورة على موقعنا الإلكتروني تم عرضها على أساس حسن النية ولأغراض المعلومات العامة فقط. لذا، فأي إجراء أو تصرف أو قرار يقوم به القارئ وفقاً لهذه المعلومات يتحمل مسؤوليته وتوابعه بشكل فردي حصراً ولا يتحمل الموقع أية مسؤولية قانونية عن هذه القرارات.
