مازالت عملات الميم الرقمية المرتبطة بالرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب وزوجته ميلانيا، تثير الكثير من الجدل في السوق. فرغم الأرباح الكبيرة التي حققها كبار المستثمرين في البداية، إلا أن غالبية المستثمرين الأفراد تكبدوا خسائر، وفقًا لتقرير من Chainalysis. وقد أثارت هذه التطورات مخاوف بين بعض المشرعين الأمريكيين و طالبوا الهيئات الرقابية بالتحقيق في هذه القضية.
الحيتان تربح الملايين وأصول أغلب الأفراد لا تتعدى 100 دولار
أشارت بيانات Chainalysis إلى أن حوالي 60 من حيتان البيتكوين، وهم المستثمرون الرئيسيون في سوق العملات الرقمية، قد حققوا أرباحًا تجاوزت 10 ملايين دولار لكل منهم.
وذكرت الدراسة: "بعد إصدار مليار رمز من عملة TRUMP، استحوذت أربع محافظ رئيسية على معظم الأموال بغرض الاحتفاظ بها أو توفير السيولة للتداول في المنصات".
في المقابل، تُظهر البيانات أن 77% من حاملي عملة ترامب يمتلكون أصولاً تقل قيمتها عن 100 دولار، مما يعكس اعتماد السوق على نشاط المستثمرين الأفراد. في حين أن أكثر من 80% من حاملي عملتي TRUMP وMELANIA يمتلكون أصولاً تقل قيمتها عن 1,000 دولار على شبكة بلوكتشين سولانا.
تشير البيانات إلى أن حوالي 50% من حاملي هذه العملات هذه أول مرة يشترون فيها على شبكة سولانا، مما يدل على أن عملة TRUMP ساهمت في جذب مستثمرين جدد إلى السوق بشكل عام.
وعلى الجانب الآخر، يظهر أن 40 من الحيتان الذين يمتلكون أكثر من 10 ملايين دولار من كلا الرمزين يمثلون حوالي 94% من إجمالي حيازة الرموز.
هذا التركيز الكبير للأرباح في أيدي قلة يثير التساؤلات حول إمكانية تحقيق توازن بين المستثمرين الكبار والصغار.
من بين المستثمرين، كان 50% منهم حديثي العهد بتداول الأصول الرقمية على شبكة سولانا، مما يُبرز دور هذه العملات في جذب مستثمرين جدد إلى السوق.
بعدما وصلت قيمة عملة ترامب إلى مستويات تجاوزت 70 دولار في الساعات الأولى من إطلاقها، انخفضت بشكل حاد بنسبة تزيد عن 50%. وفي المقابل، تراجعت قيمة عملة ميلانيا بنسبة 80%.
ويُعزى هذا الانخفاض إلى تراجع الحماس الأولي الذي رافق إطلاق العملات، فضلاً عن النشاط المكثف من كبار المستثمرين الذين قاموا ببيع كميات كبيرة لتحقيق أرباح سريعة.
دعوات للتحقيق ومخاوف من عملية احتيال
دعا كل من السيناتور إليزابيث وارن والنائب جيك أوشينكلوس في رسالة إلى الهيئات التنظيمية الأمريكية، بما في ذلك هيئة الأوراق المالية والبورصات (SEC) ووزارة الخزانة، للتحقيق في عملات ترامب وميلانيا.
وأعرب المشرعون عن قلقهم من إمكانية استخدام هذه العملات لتعزيز نفوذ أجنبي غير مشروع داخل الولايات المتحدة. وأشاروا إلى أن الشفافية المحدودة للعملات تجعلها عرضة للاستخدام من قبل جهات قد تكون معادية للولايات المتحدة.
تُظهر التقارير أن 80% من العملات مملوكة لشركتي CIC Digital وFight Fight Fight LLC، المرتبطتين بمنظمة ترامب. وقد حققت هذه الشركات أرباحًا كبيرة من رسوم التداول التي بلغت 58 مليون دولار حتى 20 يناير.
هذا التمركز للأصول في أيدي منظمات قليلة يثير تساؤلات حول مدى عدالة توزيع الأرباح في هذا السوق. ويُعتقد أن هذه الأرباح الهائلة جاءت على حساب المستثمرين الأفراد الذين تعرضوا لخسائر كبيرة نتيجة تراجع القيمة السوقية للعملات.
وفقًا لتصريحات وارن وأوشينكلوس، فإن شروط وأحكام العملات الرقمية ترامب وميلانيا تستثني نفسها من أي مطالبات تتعلق بالاحتيال، مما يضع تساؤلات حول مدى قانونية هذه الحماية.
هذه الشروط قد تعني أن المستثمرين لا يملكون أي وسائل قانونية لمواجهة الخسائر. بالإضافة إلى ذلك، تُظهر البيانات أن العملات الرقمية ترامب وميلانيا ليست أوراقًا مالية ولا تخضع للقوانين الفيدرالية المتعلقة بالاستثمارات، وهو ما قد يجعل المستثمرين عرضة لمخاطر غير محسوبة.
تُسلط قصة عملات ترامب وميلانيا الضوء على التحديات التي تواجه سوق العملات الرقمية، خصوصًا فيما يتعلق بالشفافية وعدالة التوزيع. وبينما يجني كبار المستثمرين أرباحًا طائلة، يواجه المستثمرون الأفراد مخاطر كبيرة قد تؤثر سلبًا على ثقتهم في السوق.
إخلاء مسؤولية
جميع المعلومات المنشورة على موقعنا الإلكتروني تم عرضها على أساس حسن النية ولأغراض المعلومات العامة فقط. لذا، فأي إجراء أو تصرف أو قرار يقوم به القارئ وفقاً لهذه المعلومات يتحمل مسؤوليته وتوابعه بشكل فردي حصراً ولا يتحمل الموقع أية مسؤولية قانونية عن هذه القرارات.