بالرغم من الفورة الصعودية التي يعيشها السوق بقيادة بيتكوين وإيثيريوم، فإن عملات الميم – التي لطالما كانت نجوم فترات الانتعاش – تجد نفسها اليوم في مؤخرة الركب.
فـ دوجكوين وبيبي وبوجي وبينجوين، إلى جانب عملة ترامب الشهيرة، جميعها تتعرض لتراجعات واضحة، ما يثير تساؤلات كثيرة: لماذا تخسر هذه العملات الساخرة وهجها، رغم أن بقية السوق يحتفل بتحقيق قمم تاريخية؟
هل بدأت عملات الميم تفقد جاذبيتها؟
بينما حلّق سعر بيتكوين إلى مستويات قياسية، واقترب إيثيريوم من أعلى مستوياته على الإطلاق، سجّلت DOGE تراجعًا بنسبة 3.8%، وهبطت PEPE بـ 4.3%، وتراجعت PENGU – المرتبطة بعلامة Pudgy Penguins – بـ 5.1%. حتى العملة الرمزية TRUMP انخفضت بنسبة تقارب 1%.
أما القيمة السوقية الإجمالية لقطاع الميم، فقد ظلت شبه ثابتة عند ارتفاع هامشي لا يتجاوز 0.1% خلال 24 ساعة، في وقتٍ صعدت فيه معظم العملات البديلة الرئيسية بمرونة، ما يعكس فجوة متزايدة بين هذا القطاع وبقية السوق.
👈 اقرأ المزيد: دوجكوين يقفز 25%… إشارة فنية تلوح في الأفق قد تضاعف المكاسب
المال الذكي يغادر حفلة الميم
وفقًا لما أكده "ماكس شانون" من Bitwise، فإن السبب الأول في تراجع أداء عملات الميم يعود إلى تحول في سلوك المستثمرين المؤسساتيين.
هؤلاء باتوا أكثر انتقائية وتركيزًا على الأصول ذات الأساسيات القوية، ويبتعدون تدريجيًا عن عملات الميم التي غالبًا ما تفتقر إلى الرؤية الواضحة أو الاستخدام العملي طويل الأمد.
ويوضح شانون:
"المؤسسات باتت تركّز على الجودة وعلى المشاريع ذات الأسس التقنية والمؤسسية المتينة. وأصبح الإيثيريوم هو العصب الأساسي الجديد لتدفقات رؤوس الأموال المؤسساتية."
في هذا السياق، شهدت الهيمنة السوقية لعملات الميم المبنية على شبكة سولانا انخفاضًا كبيرًا، من 73% إلى 44%، ما أدى إلى تراجع كبير في أداء هذه الأصول التي كانت تهيمن على واجهة التداولات.
👈 اقرأ المزيد: ليلة قلبت موازين الكريبتو… أرقام قياسية وتحولات مفاجئة
ضوء الإعلام لا يُقسم على اثنين
لكن المسألة ليست تقنية فقط، بل أيضًا نفسية وإعلامية. فعملات الميم ترتبط بشدة بمستوى الاهتمام والضجة التي تحيط بها.
ومع انتقال الأضواء إلى بيتكوين بعد بلوغه قممًا تاريخية، وإلى إيثيريوم بفضل الأنباء الإيجابية حول صناديق الـETF، لم يتبقَّ الكثير من الانتباه لعملات الميم.
من جهة أخرى، بدأ السوق بالتحول نحو مرحلة أكثر نضجًا، حيث يسود منطق التبني المؤسسي والتقييم المبني على الأداء والاستقرار. وهذا مناخ لا يناسب عادةً عملات الميم التي تزدهر في الفترات الساخنة والمليئة بالمفاجآت.
👈 اقرأ المزيد: مستثمر يخسر 3 ملايين USDT… والسبب؟ نقرة واحدة فقط!
هل انتهى عصر الميم؟ ليس بعد
رغم التراجع الحالي، من الخطأ افتراض أن عملات الميم خرجت من المشهد نهائيًا. طبيعة هذه الأصول تعتمد على نبض المجتمع، وقدرتها على العودة قوية في أي لحظة لا تزال قائمة.
لكن واقع السوق اليوم يقول: الأموال الكبيرة تبحث عن الأمان، والميم لا يقدّمه.
في النهاية، التمييز بين العملة ذات القيمة والاستخدام، وتلك القائمة على المزاح والرمزية، بات أكثر وضوحًا مع كل دورة جديدة من السوق.
👈 اقرأ المزيد: قانون جديد... ومناورة لغوية: كيف تواصل كوين بيس وبايبال تقديم العوائد؟
إخلاء مسؤولية
جميع المعلومات المنشورة على موقعنا الإلكتروني تم عرضها على أساس حسن النية ولأغراض المعلومات العامة فقط. لذا، فأي إجراء أو تصرف أو قرار يقوم به القارئ وفقاً لهذه المعلومات يتحمل مسؤوليته وتوابعه بشكل فردي حصراً ولا يتحمل الموقع أية مسؤولية قانونية عن هذه القرارات.
