شهدت سوق العملات الرقمية هبوطًا حادًا الليلة الماضية، حيث تراجعت قيمتها السوقية بنسبة 13%، لتنخفض من 3.6 تريليون دولار إلى 3.12 تريليون دولار. كما هبط سعر البيتكوين إلى ما دون 91,500 دولار، بينما انخفض الإيثيريوم إلى أقل من 2,500 دولار، ما أثار مخاوف كبيرة لدى المستثمرين. فهل انتهى الاتجاه الصاعد (bull run)، أم أن هذه مجرد فرصة شراء مغرية؟
ماذا حدث في سوق العملات الرقمية؟
بدأت الأسواق الأسبوع الجديد بحالة من الذعر، حيث استيقظ المستثمرون على انخفاض حاد في القيمة السوقية للعملات الرقمية. تراجعت البيتكوين إلى 91,500 دولار، بعد أن كانت فوق 105,000 دولار قبل عطلة نهاية الأسبوع. لكن في الوقت الحالي، تمكنت العملة من استعادة بعض الخسائر، حيث يتم تداولها عند 96,000 دولار.
أما الإيثيريوم، فقد سجل انخفاضًا بنسبة 20%، ما زاد من قلق المستثمرين بشأن أدائه. وعلى الرغم من أن السوق شهد مثل هذه الانخفاضات في الماضي، فإن هذه المرة الوضع مختلف، نظرًا لحجم السيولة الكبير الذي تم سحبه من السوق، إذ تجاوزت قيمة التصفية 2 مليار دولار خلال فترة وجيزة، وهو مستوى لم نشهده حتى في أزمات مثل انهيار FTX أو أزمة كوفيد-19.
يشير المحللون إلى أن السبب وراء هذا التراجع المفاجئ قد يكون إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن فرض رسوم جمركية جديدة على عدة دول، بما في ذلك كندا والمكسيك (25%) والصين (10%)، بالإضافة إلى نية فرض رسوم إضافية على الاتحاد الأوروبي.
هذه القرارات أثرت بشدة على الأسواق العالمية، حيث سجلت المؤشرات الأوروبية تراجعات كبيرة:
- Stoxx Europe 600: -1.4%
- CAC 40 الفرنسي: -1.8% 📉
- FTSE 100 البريطاني: -1.4%
- Nikkei 225 الياباني: -2.66%
أما الرابح الأكبر وسط هذه العاصفة، فكان الذهب والدولار الأمريكي، حيث اتجه المستثمرون إليهما باعتبارهما ملاذات آمنة في ظل التقلبات الاقتصادية.
هل هذه نهاية موجة الصعود أم مجرد تصحيح؟ 🧐
رغم التراجع الحاد، يرى المحللون أن البيتكوين لا يزال داخل نطاق التداول المعتاد، ولم يصل بعد إلى "قمة السوق" التي عادةً ما تؤدي إلى انهيار حقيقي.
وفقًا للمحلل Coban، فإن السوق قد يكون ببساطة يمر بـ تصحيح صحي، وليس بالضرورة نهاية الاتجاه الصاعد. حيث أن عمليات التصفية الضخمة تُظهر مدى عدم التوازن في السوق، لكنها لا تعني أن البيتكوين قد فقد زخمه تمامًا.
"تشير بيانات Glassnode إلى أن السوق شهد تصفية بقيمة 50 مليون دولار خلال ساعة واحدة فقط عندما لامس البيتكوين 92,000 دولار. مثل هذه التراجعات عادة ما تكون فرص شراء مثالية قبل استئناف الاتجاه الصاعد."
من جانبه، أكد Vincent Ganne، الخبير الفني، أن السيناريو الحالي يشير إلى إعادة اختبار مستوى المقاومة السابقة، وليس بالضرورة نهاية موجة الصعود:
"لم يعطِ أي نموذج تحليلي إشارة على انتهاء السوق الصاعدة، سواء كان ذلك مؤشر Pi Cycle Top، أو نموذج Stock-to-Flow، أو حتى MVRV Z-score. تاريخيًا، تنتهي موجات الصعود الكبيرة في العام التالي للـ Halving، مما يعني أن قمة السوق المتوقعة ستكون في نهاية 2025."
التوقعات القادمة: هل تنتعش العملات البديلة؟
يرى العديد من المستثمرين أن العملات البديلة لم تستفد بعد بشكل كافٍ من موجة الصعود، حيث لا تزال تعاني من ضعف الأداء مقارنةً بالبيتكوين.
لكن إذا استمر البيتكوين في استعادة مستوياته السابقة ونجح في اختراق المقاومة الرئيسية، فقد تبدأ العملات البديلة في اللحاق به أخيرًا، ما قد يؤدي إلى موسم صعود العملات البديلة المنتظر.
إخلاء مسؤولية
جميع المعلومات المنشورة على موقعنا الإلكتروني تم عرضها على أساس حسن النية ولأغراض المعلومات العامة فقط. لذا، فأي إجراء أو تصرف أو قرار يقوم به القارئ وفقاً لهذه المعلومات يتحمل مسؤوليته وتوابعه بشكل فردي حصراً ولا يتحمل الموقع أية مسؤولية قانونية عن هذه القرارات.