واصلت عملة Pi Network الرقمية هبوطها الحاد، لتسجّل أدنى مستوى لها خلال شهر أبريل عند 0.5376 دولارًا، ما يمثل تراجعًا بنسبة 69% عن ذروتها الأخيرة في مارس. هذا الانخفاض الحاد أثار مخاوف واسعة بين المستثمرين، خاصة في ظل غموض يكتنف مستقبل المشروع، رغم وجود مؤشرات فنية تُلمّح إلى احتمال انتعاش مؤقت في المدى القريب.
الوضع في السوق العام يوافق الوضع أكثر، فشهية المستثمرين للمخاطرة ما تزال ضعيفة، حيث يُفضّل كثيرون التوجّه نحو أصول مالية أقل تقلبًا من العملات الرقمية، وعلى رأسها عملة Pi.
ويُفاقم من هذا الوضع التوترات التجارية المستمرة بين الولايات المتحدة ودول أخرى، فضلًا عن حالة الضبابية الاقتصادية العالمية، ما يُضيف ضغوطًا إضافية على السوق الرقمي ككل.
وعلى الصعيد الداخلي، تواجه شبكة Pi تحديات مستمرة، أبرزها بطء إطلاق الميزات الجديدة، وغياب الوضوح بشأن مدى جاهزيتها لإطلاق الشبكة الرئيسية (Mainnet).
وقد وجّه بعض المتابعين انتقادات حادة لفريق القيادة، معتبرين أنه يفتقر إلى الكفاءة اللازمة لإدارة المشروع الذي شهد توسعًا كبيرًا منذ انطلاقه في عام 2019.
هذه العوامل مجتمعة قد تُقوّض فرص التعافي الشامل للعملة في الأجل القريب.
وبالرغم من التفاؤل الذي أبداه بعض الشخصيات المؤثرة مثل كريغ ستيفن رايت، إلا أنّ مجتمع Pi يعبّر باستمرار عن استيائه من ضعف الشفافية، وتأخر دمج نظام التحقق من الهوية (KYC)، فضلًا عن القيود المفروضة على المطورين الخارجيين.
وبالتالي، فإن أي تعافٍ في الأسعار قد لا يكون مستدامًا ما لم تُعالج هذه الإشكاليات الجوهرية.
هل تسهم الإدراجات في إنعاش سعر عملة Pi ؟
في المقابل، يُسجّل النشاط العام لعملة Pi تحسّنًا ملحوظًا، إذ قفز حجم التداول إلى 478 مليون دولار، بزيادة تتجاوز 76% عن المعدل السابق، في إشارة إلى أنّ عددًا من المستثمرين يغتنمون موجة التراجع، ترقّبًا لتحسّن أداء السوق.
لكن، تبقى هناك عقبة رئيسية تقيّد هذا الزخم الصاعد، وهي عدم إدراج عملة Pi ضمن عملية التصويت على قائمة الإدراج في منصة بينانس.
ففي المرحلة الثانية الحالية، تسمح المنصة بالتصويت فقط لمشاريع مرتبطة بعملة BNB، ما يحدّ من فرص عملة Pi في جذب شرائح جديدة من المستثمرين.
وبدون إدراج رسمي على منصات كبرى مثل بينانس أو كوينبيس، قد تواجه عملة Pi صعوبات في تعزيز مكانتها، وقد يبقى سعرها في حالة تذبذب ما لم تُحقّق خطوات ملموسة على صعيد التطوير أو الإدراج.
أزمة قيادة وثقة داخل المجتمع
يواجه فريق Pi Core ضغوطًا متزايدة من أفراد المجتمع، حيث يرى كثيرون أنّ القيادة الحالية أصبحت منفصلة عن نبض المشروع. وعلى الرغم من مشاركة أكثر من 125 ألف بائع في فعالية PiFest، فإنّ ذلك لم يُسهم في تهدئة الانتقادات.
يشير بعض المتابعين إلى أنّ الفريق يُغفل معالجة قضايا أساسية، مثل تأخر إطلاق الشبكة الرئيسية، وبطء عملية التحقق من الهوية، وغياب أي خطوات واضحة نحو الإدراج في المنصات الكبرى.
بل ذهب بعضهم إلى القول إنّ التحديثات الشهرية أصبحت تفتقر للمصداقية، ولا تعكس التحديات الحقيقية التي يواجهها المجتمع.
ويطالب هؤلاء بإعادة هيكلة منظومة اتخاذ القرار داخل المشروع، عبر اعتماد نهج أكثر لامركزية، لتعزيز الشفافية والمساءلة، وهو ما قد يُعيد الثقة تدريجيًا، سواء من جانب المستخدمين أو المستثمرين.
نظرة فنية سلبية لسعرعملة Pi

يواصل سعر عملة Pi مقابل الدولار (ضمن الإطار الزمني 4 ساعات) تسجيل أداء سلبي واضح، حيث انخفضت من قمتها التاريخية عند 2.9974 دولار باتجاه قناة هابطة ممتدة، ما يعكس ضغط بيعي متواصلًا وفقدانًا تدريجيًا للزخم الصاعد.
وقد كسر السعر مستويات تصحيح فيبوناتشي المحورية، متجاوزًا دعم 78.6% عند 0.7218 دولار، وهو ما يُعد إشارة إضافية على ضعف الاتجاه العام.
في الوقت الراهن، يتحرك السعر حول مستوى 0.5744 دولار، في محاولة محدودة للتعافي باتجاه المقاومة القريبة عند 0.6250 دولار.
وإذا فشل في اختراق هذا المستوى، فقد نشهد عودة للضغط نحو 0.50 دولار، مع احتمالية التراجع نحو الدعم العميق عند 0.1016 دولار في حال استمرار الاتجاه الهابط دون تدخل شرائي فعّال.
يعزّز المتوسط المتحرك 100 هذا السيناريو، إذ يتحرك أعلى السعر، في دلالة على هيمنة البائعين على المدى القصير.
وبناءً على المعطيات الحالية، فإن كسر القناة الهابطة والعودة فوق 0.7218 دولار يُعدّان شرطًا أساسيًا لاستعادة الثقة الفنية وتحول الاتجاه.
إخلاء مسؤولية
جميع المعلومات المنشورة على موقعنا الإلكتروني تم عرضها على أساس حسن النية ولأغراض المعلومات العامة فقط. لذا، فأي إجراء أو تصرف أو قرار يقوم به القارئ وفقاً لهذه المعلومات يتحمل مسؤوليته وتوابعه بشكل فردي حصراً ولا يتحمل الموقع أية مسؤولية قانونية عن هذه القرارات.
