يبدو أن الحرب الباردة لم تعد مقتصرة على السياسة، بل امتدت إلى ساحات المال والتكنولوجيا! وفقًا لأناتولي أكساكوف، عضو اللجنة المالية في مجلس الدوما الروسي، فإن نظام سويفت للمدفوعات بين البنوك "يحتضر" ويواجه أيامه الأخيرة، حيث أصبحت البدائل الرقمية، وعلى رأسها العملات المشفرة، أكثر جاذبية وأقل تقييدًا.
هل سويفت في طريقه إلى التقاعد المبكر؟
مع استمرار العقوبات الاقتصادية على روسيا، تزداد الضغوط على موسكو للبحث عن حلول مالية جديدة بعيدًا عن الهيمنة الغربية. وبينما يتساءل البعض عمّا إذا كان يمكن إعادة دمج روسيا في نظام سويفت، يبدو أن موسكو نفسها غير متحمسة جدًا للعودة إليه. يقول أكساكوف:
"أنظمتنا جاهزة، والسؤال هو: هل نريد ذلك؟ وهل نحتاج إليه أصلًا؟ أعتقد أنه قد تكون هناك بعض الفوائد، ولكن من الواضح أننا بحاجة إلى إنشاء أنظمة بديلة."
بتعبير آخر، يبدو أن روسيا تُلوّح لنظام سويفت برسالة وداع دبلوماسية: "لقد كُنت رائعًا في الماضي، لكن المستقبل يحتاج إلى شيء أكثر سرعة ومرونة وأقل تحيّزا! 🚀
👈 اقرأ المزيد: فرصة أم تهديد؟ الجدل الدائر حول تقنين العملات المشفرة
العملات المشفرة تدخل على الخط!
مع ازدياد التوجه نحو إلغاء الدولرة، أصبحت العملات الرقمية وسيلة روسيا لتجاوز العقوبات وإتمام المعاملات الدولية بعيدًا عن رقابة الغرب. أكساكوف لمّح إلى أن مستقبل المدفوعات العالمية سيشهد تحولًا جذريًا، حيث قال:
"التطور في التقنيات الرقمية وأدوات التشفير سيغير الطريقة التي يعمل بها النظام المالي العالمي."
وهنا، يبرز سؤال مهم: هل ستكون بيتكوين وإيثيريوم هما "الروبل الجديد" في المستقبل؟ روسيا لا تُخفي اهتمامها المتزايد بهذه الأصول، خاصة وأنها توفر مرونة في التعاملات الدولية مقارنةً بالأنظمة التقليدية.
ترامب والعملات الرقمية.. هل تتلاقى المصالح؟
التصريحات الروسية تأتي في وقت يُبدي فيه دونالد ترامب، الذي عاد مجددًا إلى البيت الأبيض، دعمًا كبيرًا للعملات الرقمية. وإذا كان التاريخ قد علّمنا شيئًا، فهو أن السياسة والاقتصاد يسيران جنبًا إلى جنب. فهل نشهد تحالفًا جديدًا بين روسيا والعملات الرقمية بفضل المواقف المؤيدة لترامب؟
👈 اقرأ المزيد: وحده "DYOR" يمكن أن يكون مساعدك المالي في عالم العملات المشفرة..كيف؟
ورغم هذا الدعم العلني، فإن مواقف ترامب من العملات الرقمية لا تخلو من التناقض الصارخ، فبينما عبّر في السابق عن رفضه القاطع للبيتكوين ووصفها بأنها "احتيال" يخدم مصالح مجهولة، عاد لاحقًا ليظهر تأييدًا ملحوظًا مع تصاعد النفوذ السياسي للعملات الرقمية وازدياد الضغط من داعميها في وول ستريت.
هذا يعكس مسارًا مألوفًا في السياسة الأمريكية، حيث تُكيّف القرارات تبعًا للمصالح الاقتصادية واللوبيات المؤثرة بدلًا من الالتزام بموقف ثابت، فبينما تعلن واشنطن من جهة عن رغبتها في تنظيم الأصول الرقمية، نجدها من جهة أخرى تغض الطرف عن الدور المتنامي للعملات المشفرة في تمويل الحملات السياسية وجذب الاستثمارات، مما يترك العالم أمام مشهد ضبابي حيث يصعب التمييز بين الرفض العلني والقبول الضمني.
في الأخير، ربما لم يحدد أكساكوف بعد موعد جنازة سويفت، لكن المؤكد أن العملات الرقمية تحفر قبره ببطء وثبات! 🚀💰
إخلاء مسؤولية
جميع المعلومات المنشورة على موقعنا الإلكتروني تم عرضها على أساس حسن النية ولأغراض المعلومات العامة فقط. لذا، فأي إجراء أو تصرف أو قرار يقوم به القارئ وفقاً لهذه المعلومات يتحمل مسؤوليته وتوابعه بشكل فردي حصراً ولا يتحمل الموقع أية مسؤولية قانونية عن هذه القرارات.
