سجلت عملة إيثريوم (ETH) أكبر تدفق خارجي من المنصات المركزية خلال يوم واحد بين 8 و9 فبراير، حيث تم سحب أكثر من 224,000 ETH، في مؤشر على تزايد ثقة المستثمرين في الأصول الرقمية على المدى الطويل. يأتي ذلك في وقت تراجعت فيه احتياطيات المنصات المركزية من إيثريوم إلى أدنى مستوياتها منذ أغسطس 2024، ما يعكس تفضيل المستثمرين للاحتفاظ بها بدلًا من بيعها.
ورغم ارتفاع صفقات البيع على المكشوف بنسبة 40% خلال أسبوع، فإن التدفقات المؤسسية القوية واستمرار التراكم من قبل الحيتان قد يعززان احتمالات ارتداد السعر.
وفقًا لبيانات Santiment، تحتفظ المنصات المركزية حاليًا بـ 9.63 مليون ETH، تُقدر قيمتها بحوالي 26 مليار دولار، وهو أدنى مستوى منذ 29 أغسطس 2024. يُشير هذا الانخفاض إلى أن المستثمرين يفضلون الاحتفاظ بالعملة بدلاً من بيعها، مما يقلل الضغط البيعي ويحدّ من احتمالية حدوث انخفاضات كبيرة في السعر.
![سجلت عملة إيثريوم (ETH) أكبر تدفق خارجي من المنصات المركزية خلال يوم واحد](https://ar.beincrypto.com/wp-content/uploads/2025/02/GjePpxsWIAEUyl3-scaled.jpg)
سحب الأصول من المنصات عادةً ما يكون إشارة على ثقة المستثمرين واستعدادهم للاحتفاظ بها على المدى الطويل. ومع ذلك، يعتمد الأداء المستقبلي لإيثريوم إلى حد كبير على قدرة البيتكوين (BTC) على الحفاظ على استقراره والعودة إلى أعلى مستوياته السابقة.
بالتزامن مع هذا التدفق الخارجي، ارتفع عدد حيتان الإيثريوم بنسبة 2.3% منذ بداية فبراير، مما يشير إلى استمرار عملية التراكم من قِبل كبار المستثمرين. ووفقًا للمحلل المالي علي مارتينيز، فإن هذا التراكم يعزز الاتجاه الصاعد حتى مع بقاء سعر الإيثريوم تحت الضغط.
في نفس السياق الإيجابي ، كشف تقرير حديث صادر عن CoinShares أن الإيثريوم قاد تدفقات صناديق الاستثمار الرقمية للأسبوع الأول من عام 2025، متجاوزًا البيتكوين من حيث حجم الاستثمارات.
فقد ضخ المستثمرون ما يقرب من 800 مليون دولار في المنتجات المرتبطة بالإيثريوم، مقارنة بـ 407 ملايين دولار فقط في البيتكوين، ما يعكس تزايد اهتمام المؤسسات بـ ETH.
ارتفاع صفقات البيع على المكشوف لعملة إثيريوم ETH
على الرغم من المؤشرات الإيجابية ، أشار تقرير صدر في اليومين الماضيين من The Kobeissi Letter زادت صناديق التحوط من صفقات البيع على المكشوف على الإيثريوم بنسبة 40% في أسبوع واحد و500% منذ نوفمبر 2024.
تاريخيًا، يمكن أن تؤدي هذه المراكز البيعية الكبيرة إلى ما يُعرف بـ الضغط القصير (short squeeze)، حيث يؤدي ارتفاع الأسعار المفاجئ إلى إجبار البائعين على تغطية مراكزهم، مما يدفع السعر للارتفاع أكثر.
يعارض بعض المحللين فكرة أن هذه الرهانات البيعية تعكس نظرة سلبية تجاه إيثريوم، معتبرين أن الصورة العامة أكثر تعقيدًا.
و أنها لا تعكس سوى جزء من السوق، حيث يتكز على بيانات صناديق التحوط، بينما لا يشمل مديري الأصول والمتداولين غير المُبلغ عنهم والمستثمرين في الأسواق الفورية.
كما أن عقود إيثريوم الآجلة على بورصة شيكاغو التجارية (CME) ليست المقياس الوحيد لسوق المشتقات العالمية، إذ تلعب منصات مثل Binance وBybit وOKX، إلى جانب أسواق التداول الفوري، دورًا رئيسيًا في تحديد اتجاه الأسعار.
و تبقى أسباب هذا الاتجاه البيعي لا تزال غير واضحة تمامًا، حيث تتراوح التفسيرات بين عمليات تحوط ضد تقلبات السوق، أو استراتيجيات غير تقليدية، أو توقعات متشائمة بشأن مستقبل إيثريوم.
يرى بعض المحللين أن هذا الدعم المؤسسي، إلى جانب انخفاض احتياطيات المنصات، قد يشير إلى أن المستثمرين يهيئون أنفسهم لارتداد محتمل في الأسعار.
تظهر البيانات أن عملة ETH قد تأخرت بشكل ملحوظ عن أداء بيتكوين، حيث ارتفع الأخير بمعدل 12 ضعفًا مقارنة بإيثريوم منذ بداية 2024.
يظل مسار الإيثريوم في الأشهر المقبلة مرتبطًا بأداء البيتكوين والتوجهات الاستثمارية للمؤسسات. وبينما تعزز التدفقات المؤسسية التوقعات الإيجابية، فإن الزيادة في صفقات البيع القصيرة تترك السوق في حالة من الترقب والحذر.
إخلاء مسؤولية
جميع المعلومات المنشورة على موقعنا الإلكتروني تم عرضها على أساس حسن النية ولأغراض المعلومات العامة فقط. لذا، فأي إجراء أو تصرف أو قرار يقوم به القارئ وفقاً لهذه المعلومات يتحمل مسؤوليته وتوابعه بشكل فردي حصراً ولا يتحمل الموقع أية مسؤولية قانونية عن هذه القرارات.
![MEFrame_1943.jpg](https://ar.beincrypto.com/wp-content/uploads/2023/01/MEFrame_1943.jpg)