في ظل النمو الاستثنائي الذي حققته شركة إنفيديا بنسبة 211% منذ بداية العام حتى الآن، ثمة نظرة متفائلة لصناعة التكنولوجيا. ويظهر ذلك من الطلب المتزايد على الذكاء الاصطناعي، مثل ChatGPT.
ومع ذلك، ليس كل المطلعين على الصناعة يشاركون هذه النظرة. وإحداهن سامانثا لادوك، المراقبة للأنشطة المالية لشركة إنفيديا، والتي أثارت أسئلة فيما يتعلق بنتائج الشركة الأخيرة في الربع الثاني. وشددت على المخاوف بشأن نمو إيرادات مركز البيانات المشكوك فيه للشركة، بحد وصفها.
على ماذا تدل النتائج الفصلية لشركة إنفيديا
وكانت نقطة الخلاف التي لفتت الانتباه إلى إنفيديا، خط الائتمان بقيمة 2.3 مليار دولار المقدم لمزود الخدمات السحابية المتخصص CoreWeave. حيث تُعد شركة بلاك روك، أحد المقرضين الرئيسيين وراء هذا الائتمان، ثالث أكبر مساهم في إنفيديا التي تمتلك أكثر من 115.6 مليون سهم.
إضافة إلى ذلك، فإن الائتمان البالغ 2.3 مليار دولار يتماشى مع إيرادات مركز بيانات إنفيديا في الربع الثاني. حيث سجلت الشركة رقما قياسياً قدره 10.3 مليار دولار. مما يمثل زيادة بنسبة 141% عن الربع الأخير وزيادة 171% عن نفس الفترة من العام الماضي.
وعلى الرغم من أن هذه التكتيكات المالية قانونية، إلا أنها بالتأكيد أثارت الدهشة حول الممارسات الأخلاقية لشركة إنفيديا.
كما إن مثل هذه الخطوة المتمثلة في ضمان خط ائتمان مع وحدات معالجة الرسوميات من إنفيديا محفوفة بالمخاطر نظرًا للتقادم السريع للأجهزة التقنية. حيث تم التذكير لاحقًا بالاستراتيجية المالية التي اعتمدتها بورصة العملات المشفرة FTX.
وبحسب ما ورد خلط سام بانكمان فريد، الرئيس التنفيذي السابق لشركة FTX، أموال العملاء مع الأطراف المقابلة وتنفيذ الصفقات دون موافقة مباشرة من العميل. والأهم من ذلك، فإن بعض هذه المعاملات ذات الرافعة المالية استخدمت FTT، وهي عملة مشفرة طورتها البورصة، كضمان.
كما أن الآثار المترتبة على الأنشطة المالية المتشابكة لكل من إنفيديا وCoreWeave تنتشر في السوق المالية كما فعلت FTX وAlameda Research من خلال سوق العملات المشفرة.
حيث أن النمو الهائل الذي حققته شركة معالجة الرسومات في عام 2023، والذي أضاف 836 مليار دولار إلى قيمتها السوقية، أثر على معنويات سوق الأسهم. وأدت الهيمنة المتصورة في قطاع الذكاء الاصطناعي إلى دفع قطاع التكنولوجيا بأكمله. وقد يؤدي هذا النمو المتضخم إلى إخفاء الطلب على الذكاء الاصطناعي التوليدي، مما يؤدي عن غير قصد إلى خلق فقاعة غير مستقرة.
تنبأ خبراء التشفير بتعطل إنفيديا
وقد حظي الصعود الفلكي لشركة إنفيديا باهتمام المستثمرين وخبراء السوق. لتكن هذه الحماسة التصاعدية شديدة إلى الحد الذي جعل كثيرين يغفلوا العديد من المخاطر.
ومع ارتفاع قيمة شركة إنفيديا، بدأت المخاوف من حدوث فقاعة سوقية محتملة في الظهور بشكل كبير.
في سياق متصل، قدم روب أرنوت، مؤسس شركة Research Affiliates LLC، وجهة نظر متشائمة بشأن هذا الموضوع. فقد تكون الشركة، التي ارتفعت أسهمها بنسبة 211% منذ بداية العام حتى الآن، في طليعة ثورة علوم الكمبيوتر. ومع ذلك، وصف أرنوت السهم بأنه "قصة نموذجية عن وهم السوق الكبير".
بينما أشار أرنوت إلى أن الانخفاض في قيمة إنفيديا يمكن أن يعجل بانهيار السوق على نطاق أوسع. وشدد الخبير، المعروف بآرائه القوية بشأن فقاعات السوق المحتملة، على مخاطر التغاضي عن الأنماط السابقة.
ومما يزيد من قوة السرد عمليات التعبئة الأخيرة التي تشير إلى أن جنسن هوانغ، الرئيس التنفيذي للشركة، باع عددًا كبيرًا من الأسهم. وقد استفاد من خيارات الأسهم لدفعتين من 29.688 سهم بمعدل 4 دولار لكل منهما.
كما تظهر السجلات أن هوانغ قد مارس هذه الخيارات لكمية مماثلة من الأسهم العادية في الفترة من 1 سبتمبر إلى 6 سبتمبر، والتي امتدت إلى ثلاث معاملات متميزة.
بعد ذلك، باع هوانغ هذه الأسهم المكتسبة على ثلاث دفعات منفصلة خلال نفس المدة. وتراوح سعر بيع هذه الأسهم بين 466.13 دولار و497.17 دولار. وبتحليل إفصاحات الشركة، بلغت أرباح هوانغ ما يقترب من 14 مليون دولار لكل دفعة من هذه الدفعات الثلاث، حيث كسب نحو 42.828.053 دولار.
وفي ضوء المناورات المالية المعقدة المحيطة بشركة إنفيديا، فمن الضروري أن يتعامل المستثمرين بحذر. وكما أظهرت الفترات السابقة. فإن التفاؤل الجامح من الممكن أن يمهد الطريق للفقاعات، حتى أن عمالقة الصناعة ليسوا في مأمن من مثل هذه التداعيات.
إخلاء مسؤولية
جميع المعلومات المنشورة على موقعنا الإلكتروني تم عرضها على أساس حسن النية ولأغراض المعلومات العامة فقط. لذا، فأي إجراء أو تصرف أو قرار يقوم به القارئ وفقاً لهذه المعلومات يتحمل مسؤوليته وتوابعه بشكل فردي حصراً ولا يتحمل الموقع أية مسؤولية قانونية عن هذه القرارات.
