في الجزء الثاني من حوارنا الخاص مع ديما بودرين، الرئيس التنفيذي لشركة Hacken، نستكشف رؤيته حول تطور أمن البلوكتشين ودور الإمارات العربية المتحدة، خصوصًا من خلال شراكتهم مع سوق أبوظبي العالمي (ADGM)، في قيادة الابتكار في هذا المجال.
اقرأ الجزء الأول من الحوار: حوار خاص مع ديما بودرين الرئيس التنفيذي لـ Hacken: امتثال قطاع العملات الرقمية لا مفر منه في عام 2025 | الجزء الأول
مع تطور تقنية البلوكتشين بوتيرة متسارعة، تبرز الإمارات العربية المتحدة، كمركز عالمي رائد في أمن وابتكار البلوكتشين. كما تتخذ الإمارات خطوات طموحة من خلال تنظيم استباقي، استثمارات استراتيجية، وتعزيز الشراكات بين الجهات التنظيمية والشركات. في هذا السياق، تشكل شراكة Hacken مع سوق أبوظبي العالمي نموذجًا لالتقاء الخبرة التقنية مع الرؤية الاستراتيجية لتقديم معايير جديدة لأمن الويب 3 عالميًا.
في حوار لنا مع ديما بودرين، الرئيس التنفيذي لشركة Hacken، يكشف لنا عن استراتيجيات شركة أمن البلوكتشين لتعزيز معايير الأمن في تقنيات الويب 3، مع التركيز على الأهمية المتزايدة للذكاء الاصطناعي والتشفير الكمومي، إلى جانب أبرز إنجازات الشركة في تأمين مشاريع بلوكتشين عالمية.
لماذا تعتقد أن الإمارات العربية المتحدة، خصوصًا من خلال شراكات مثل شراكتكم مع سوق أبوظبي العالمي (ADGM)، مؤهلة لتكون رائدة في مجال أمن البلوكتشين والابتكار؟
الإمارات العربية المتحدة، وخصوصًا سوق أبوظبي العالمي (ADGM)، تبرز كقوة عالمية رائدة في مجال أمن البلوكتشين والابتكار بفضل إطارها التنظيمي المتقدم. بالإضافة إلى رؤيتها الاستراتيجية، وقدرتها على بناء نظام بيئي مزدهر للتكنولوجيا.
التنظيم الاستباقي والسياسات الداعمة للابتكار: أثبت سوق أبوظبي العالمي ريادته كجهة تنظيمية تُوازن بين الابتكار والامتثال. من خلال وضع إرشادات واضحة ومتقدمة للبلوكتشين والأصول الرقمية، يعتبر ADGM وجهة جاذبة للشركات الباحثة عن بيئة آمنة ومتوافقة للنمو.
استثمارات استراتيجية في التكنولوجيا والبنية التحتية: تلتزم حكومة الإمارات بالتحول إلى مركز عالمي للتكنولوجيا. كما يظهر من خلال مبادرات مثل استراتيجية دبي للبلوكتشين والاستثمارات في الحلول القائمة على البلوكتشين في القطاعين العام والخاص.
نظام بيئي تعاوني: تُعزز الإمارات شراكات قوية بين الجهات التنظيمية ومقدمي التكنولوجيا والشركات، مما يُمكن الابتكار من الازدهار. شراكتنا في Hacken مع ADGM تتماشى مع هذه الرؤية، حيث نمزج بين خبراتهم التنظيمية وقدراتنا العميقة في الأمن السيبراني.
أيضا، في Hacken، نرى في سوق أبوظبي العالمي شريكًا طبيعيًا لقيادة أمن البلوكتشين. نحن نعمل سويًا لوضع معايير عالمية لأمن الويب 3 من خلال تقديم عمليات تدقيق أمنية متقدمة، واختبارات الاختراق، وحلول الامتثال لمشاريع البلوكتشين في الإمارات وخارجها. كما أن قدرة الإمارات على دمج التنظيم والابتكار والشراكات تؤهلها لتصبح مركزًا عالميًا لأنظمة البلوكتشين الآمنة والمستدامة.
ما هي رؤيتكم طويلة الأمد لأمن البلوكتشين؟ وكيف ترى Hacken دورها في تشكيل النظام العالمي للعملات الرقمية خلال العقد المقبل؟
رؤيتنا طويلة الأمد لأمن البلوكتشين هي إنشاء معيار عالمي للثقة، حيث يعمل كل مشروع بلوكتشين—بغض النظر عن حجمه أو نطاقه—بأعلى مستوى من الأمان والشفافية والمرونة.
في Hacken، نؤمن بأن تبني البلوكتشين لا يمكن أن يتوسع دون أمان. على مدى العقد المقبل، نطمح إلى:
جعل الأمن ركيزة أساسية: يجب أن يصبح الأمان جزءًا لا يتجزأ من تطوير البلوكتشين، مثل اللامركزية وقابلية التوسع. بينما سنواصل تقديم أفضل عمليات التدقيق، وحلول المراقبة في الوقت الفعلي، واختبارات الاختراق لحماية أنظمة الويب 3.
تمكين النمو القائم على الامتثال: مع تغير اللوائح مثل MiCA وDORA لصناعة العملات الرقمية، سنعمل كجسر بين الجهات التنظيمية ومبتكري البلوكتشين لضمان تلبية المشاريع للمعايير دون المساومة على الابتكار.
توظيف الذكاء الاصطناعي والتقنيات الناشئة: الأمان المستقبلي للبلوكتشين يعتمد على الأتمتة واكتشاف التهديدات الذكية. من خلال دمج أدوات مدفوعة بالذكاء الاصطناعي، سنظل متقدمين في مواجهة التهديدات الناشئة.
تحديد المعايير العالمية: نحن ملتزمون بالعمل مع الجهات التنظيمية والمؤسسات وقادة الصناعة لوضع معايير عالمية لأمن البلوكتشين. شراكاتنا مع ADGM وEBSI تعكس التزامنا بوضع معايير للثقة والمرونة التشغيلية.
تثقيف وتمكين النظام البيئي: نتصور مستقبلًا حيث يتمتع كل مشروع ومطور ومستخدم الويب 3 بالأدوات والمعرفة والموارد اللازمة لإعطاء الأولوية للأمان. أيضا سنواصل دعم النظام البيئي من خلال البحث والتقارير الأمنية والمبادرات التعليمية.
اقرأ المزيد: تقرير هاكن : أمن العملات الرقمية تحت المجهر مع نهاية 2024
كيف تؤثر التقنيات الناشئة مثل الذكاء الاصطناعي والحوسبة الكمومية على أمن البلوكتشين؟ وكيف تستعد Hacken لهذه التحديات؟
التقنيات الناشئة مثل الذكاء الاصطناعي والحوسبة الكمومية تقدم فرصًا وتحديات لأمن البلوكتشين.
الذكاء الاصطناعي: يعزز الذكاء الاصطناعي الأمان من خلال اكتشاف التهديدات المتقدمة، وتحليل الثغرات التلقائي، واكتشاف الشذوذ في الوقت الفعلي. لكن المخترقين يستغلون أيضًا الذكاء الاصطناعي لتسريع الاستغلال وتحديد الثغرات بشكل أسرع، مما يتطلب من مزودي الأمن البقاء في المقدمة.
الحوسبة الكمومية: تمثل الحوسبة الكمومية تحديًا جوهريًا، حيث يمكنها كسر الخوارزميات التشفيرية التقليدية مثل RSA وECC وSHA-256 بقوة كافية، مما يشكل خطرًا كبيرًا على أنظمة البلوكتشين.
لمواجهة التهديدات الكمومية، تتحرك الصناعة نحو حلول تشفير ما بعد الكم، مثل:
- استخدام بروتوكول Signal للتشفير المقاوم للكم باستخدام CRYSTALS-Kyber.
- اعتماد المعايير الكمومية التي طورها NIST مثل CRYSTALS-Kyber وDilithium.
- توفير أدوات التشفير الكمومية مثل liboqs من خلال Open Quantum Safe (OQS).
في Hacken، نتبنى هذه الابتكارات من خلال دمج الذكاء الاصطناعي في تدقيقاتنا الأمنية، مما يمكننا من اكتشاف الثغرات ومراجعة الأكواد بسرعة ودقة. كما نراقب عن كثب تطورات معايير التشفير ما بعد الكم لضمان بقاء أنظمة عملائنا قوية ضد التهديدات المستقبلية.
هل يمكنكم مشاركة قصة نجاح حديثة حيث عززت خبرة Hacken الأمان لمشروع بلوكتشين أو مؤسسة؟
سجل Hacken الحافل يتحدث عن نفسه، كما يظهر في عمليات التدقيق الشاملة التي نستعرضها على موقعنا. يغطي محفظتنا مجموعة متنوعة من أنواع التدقيق، مثل إثبات الاحتياطيات (PoR) لمنصات كبرى مثل Crypto.com وByBit، بالإضافة إلى تدقيق بروتوكولات الطبقة الأولى مثل NEAR وبرليجون وRadix وZeebu وMantra.
إحدى قصص النجاح البارزة هي شراكتنا المستمرة مع البنية التحتية للبلوكتشين في القطاع العام في أوروبا، EBSI (البنية التحتية الأوروبية لخدمات البلوكتشين).
خلال 2023، أجرينا تدقيقًا شاملاً لعقودها الذكية. ثم في 2024، قمنا باتخاذ خطوات استباقية بإجراء اختبارات اختراق لواجهات برمجة التطبيقات (APIs) والتطبيقات الإلكترونية الخاصة بـEBSI، باستخدام منهجيات الاختبار السوداء والرمادية لضمان الأمن عبر طبقات متعددة.
سمحت لنا شفافية فريق EBSI بتقديم تقييم أمني شامل، مما عزز أمن وسلامة المنصة. تسلط هذه القصة الضوء على قدرة Hacken على تأمين البنى التحتية الحيوية للبلوكتشين أثناء العمل مع شركاء رفيعي المستوى في القطاعين العام والخاص.
خاتمة
من خلال هذا الحوار مع ديما بودرين، يتضح أن شركة Hacken تتبنى رؤية طموحة لتعزيز أمن البلوكتشين على المستوى العالمي، مع التركيز على الابتكار والشراكات الاستراتيجية، مثل التعاون مع سوق أبوظبي العالمي. كما تعمل Hacken على وضع معايير جديدة للأمان في تقنيات الويب 3، مدعومة باستخدام الذكاء الاصطناعي والحلول التشفيرية المتطورة.
في ظل التحديات المتزايدة والفرص الواعدة، فإن Hacken رائدة في تقديم حلول تعزز الثقة والشفافية في النظام البيئي الرقمي، ما يمهد الطريق لمستقبل أكثر أمانًا في عالم البلوكتشين.
إخلاء مسؤولية
جميع المعلومات المنشورة على موقعنا الإلكتروني تم عرضها على أساس حسن النية ولأغراض المعلومات العامة فقط. لذا، فأي إجراء أو تصرف أو قرار يقوم به القارئ وفقاً لهذه المعلومات يتحمل مسؤوليته وتوابعه بشكل فردي حصراً ولا يتحمل الموقع أية مسؤولية قانونية عن هذه القرارات.
