تُبدي أسواق عقود الخيارات الخاصة بإيثريوم بوادر انتعاش هادئ، رغم أن التقلّبات في السوق ما تزال منخفضة نسبيًا، فإن بيانات حديثة تشير إلى ارتفاع الفائدة المفتوحة لتعود إلى مستويات شهر ديسمبر، ما يعكس تحركًا متجددًا داخل السوق، وإن كان محكومًا بالحذر.
وبينما يسعى المتداولون الأفراد لبلوغ أهداف قصيرة الأمد، تتجه المؤسسات نحو تحفّظ محسوب، يعكس تباينًا واضحًا في شهية المخاطر وتوقعات الأسعار على المديين القريب والمتوسط.
تباين في الرهانات بين الأفراد والمؤسسات
تشير بيانات منصة Amberdata إلى أن احتمال تجاوز إيثريوم لسعر 5,000 دولار مع نهاية ديسمبر 2025 لا يتجاوز 12%، ما يعكس سقفًا محدودًا للتوقعات البعيدة.
و فيما يراهن المتداولون الأفراد على وصول السعر إلى 3,000 دولار مع نهاية الشهر الحالي، فيما تتوقع المؤسسات بلوغ 3,500 دولار بحلول يونيو المقبل، في خطوة تعكس اعتمادهم على استراتيجيات أكثر تحفظًا.
هذا التفاوت في الرؤى يُفسّر بوضوح الأساليب المتباينة في بناء المراكز المالية؛ إذ يميل المتداول الفردي إلى المغامرة بمراكز قصيرة المدى دون تحوّطات متقدّمة، بينما تتجه المؤسسات إلى توظيف أدوات التحوّط لضبط المخاطر.
عودة الزخم لإيثريوم رغم انخفاض التقلّبات
بيانات CoinGlass تُظهر أن العقود المفتوحة لمشتقات إيثريوم قد بلغت نحو 35 مليار دولار، بزيادة قدرها 8.8%، مع بقاء معدل التمويل المرجّح للفائدة المفتوحة في المنطقة الإيجابية، ما يدل على استمرار الميل إلى صفقات الشراء الطويلة.

ورغم أن معدلات التقلّب الضمني لا تزال منخفضة مقارنة بالمراحل السابقة، إلا أن السوق تُظهر بوادر استقرار تستقطب المستثمرين من جديد.
مدير قسم المشتقات في Amberdata، غريغ ماغاديني Greg Magadini، أكّد هذا التوجه بقوله: "نشهد عودة تدريجية إلى عقود الخيارات، ولكن بتكلفة تقلّب محدودة، وهو ما يشجّع على بناء مراكز جديدة في مناخ حذر نسبيًا".
في أسواق العقود الآجلة، تكلفة تقلّب محدودة تعني أن الأصل المالي (مثل سهم أو عملة أو سلعة) يشهد تغيّرًا في السعر (تقلّبًا) ضمن نطاق ضيّق، أي أن درجة تقلبه منخفضة، وبالتالي فإن تكلفة المخاطرة أو التداول فيه تكون محدودة.
عقود الخيارات هي أدوات يستخدمها المتداولون لحماية أنفسهم من الخسائر الكبيرة. فهي تتيح لك أن تشتري أو تبيع أصلًا ماليًا بسعر محدد، لكن من دون أن تكون مجبرًا على تنفيذ الصفقة.
إذا اخترت عدم الشراء أو البيع، فأقصى ما قد تخسره هو المبلغ الذي دفعته لشراء العقد. أما الشخص الذي باعك العقد، فيأخذ هذا المبلغ لأنه يتحمّل جزءًا من المخاطرة.
ويزداد استخدام هذه العقود عندما تكون الأسواق غير مستقرة، لأنها تساعد المتداولين على تقليل الخسائر المحتملة وتوفير نوع من الحماية لمراكزهم.
اهتمام السوق بإيثريوم يتنامى رغم تفوّق بيتكوين
يتزامن هذا النشاط مع انطلاق مؤتمر بيتكوين في لاس فيغاس، حيث عادت الأنظار إلى العملة الرقمية الأولى، خاصة بعد التقلّبات الحادة التي شهدتها نسخة يوليو الماضي من المؤتمر، حين أفضى خطاب للرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب إلى ارتفاع التقلّب الضمني لبيتكوين فوق 90 نقطة ليوم واحد، تبعها انخفاض بنسبة 30% خلال يومين.
ورغم أن إثيريوم ETH لا تزال في الظل من حيث الأداء مقارنة ببيتكوين BTC، إلا أن بوادر استعادة الزخم بدأت بالظهور مجددًا، مدعومةً بارتفاع الفائدة المفتوحة واستقرار التمويل، ما يعكس ثقة متزايدة، وإن كانت مشروطة بحذر واضح.
خلاصة المشهد: سوق حذرة لكنها متفائلة
رغم أن سقف التوقعات لا يزال محدودًا، إلا أن عودة النشاط في عقود الخيارات، وتزايد الفائدة المفتوحة، وانضباط معدلات التمويل، كلها مؤشرات على ثقة متصاعدة في السوق. وهذا يعكس إقبال المتداولين على بناء مراكز استراتيجية مع إدراك واضح لمخاطر المرحلة.
في نهاية المطاف، يظل مسار إيثريوم في النصف الثاني من العام مرهونًا بمستوى الإقبال المؤسسي وتطوّر أدوات التحوّط، دون إغفال دور الأحداث الكبرى كالتنصيف القادم لبيتكوين وتأثيره المحتمل على بقية العملات الرقمية البديلة.
إخلاء مسؤولية
جميع المعلومات المنشورة على موقعنا الإلكتروني تم عرضها على أساس حسن النية ولأغراض المعلومات العامة فقط. لذا، فأي إجراء أو تصرف أو قرار يقوم به القارئ وفقاً لهذه المعلومات يتحمل مسؤوليته وتوابعه بشكل فردي حصراً ولا يتحمل الموقع أية مسؤولية قانونية عن هذه القرارات.
