يبدو أن صدمة برنامج الذكاء الاصطناعي ديب سيك DeepSeek قد أذهلت الأمريكيين، و ستدفعهم لنقل الحرب إلى مستوى آخر و استعمال كل الوسائل. فقد كشف باحثون في الأمن السيبراني في شركة مايكروسوفت، و هي أكبر مستثمر في OpenAI. عن عملية استخلاص بيانات مشبوهة من واجهة برمجة التطبيقات API الخاصة بالشركة خلال خريف عام 2024، حسب تقرير نشرته وكالة بلومبرغ.
خبراء الأمن السيبراني في مايكروسوفت لاحظوا، خلال الخريف الماضي، أن أفراد يُعتقد أنهم مرتبطون بـ ديب سيك DeepSeek يسحبون كميات كبيرة من البيانات عبر واجهة برمجة التطبيقات API الخاصة بتطبيق OpenAI.
هذه الواجهة تُتيح للمطورين شراء تراخيص لاستخدام نماذج الذكاء الاصطناعي الخاصة بـ OpenAI في تطبيقاتهم. ولكن الاستخدام المفرط للبيانات قد يشير إلى انتهاك لشروط الخدمة.
بصفتها أكبر مستثمر في OpenAI وشريكها التكنولوجي، أبلغت مايكروسوفت OpenAI حول هذه الأنشطة. ويرجح أن يكون الهدف من هذا النشاط إما التحايل على قيود OpenAI بشأن حجم البيانات التي يمكن الحصول عليها. أو إزالة القيود التقنية للوصول إلى البيانات دون ترخيص مناسب، ما قد يُشكل خرقًا لأنظمة الحماية والسياسات المعمول بها.
إطلاق ديب سيك DeepSeek لنموذج ذكاء اصطناعي متقدم يثير قلق أمريكي
يأتي هذا الاتهام بعد أن أطلقت ديب سيك DeepSeek في وقت سابق من هذا الشهر، نموذج ذكاء اصطناعي مفتوح المصدر يُدعى R1، قادر على محاكاة طريقة تفكير البشر.
و حسب DeepSeek، فإن R1 يُنافس أو يتفوق على نماذج الذكاء الاصطناعي المطورة من قبل شركات أمريكية رائدة مثل غوغل ميتا، لا سيما في المهام الحسابية والمعرفة العامة، و النقطة الأهم بتكلفة أقل بكثير.
أدى الإعلان عن R1 إلى انخفاض كبير في أسهم شركات التكنولوجيا المرتبطة بالذكاء الاصطناعي. حيث تراجعت أسهم مايكروسوفت، إنفيديا، أوراكل، وشركة ألفابت المالكة لغوغل، مما أدى إلى خسائر بلغت قرابة تريليون دولار في القيمة السوقية.
اتهامات رسمية باستخدام تقنية "التقطير" لاختراق نماذج الذكاء الاصطناعي الأمريكية
من جانبه، صرح ديفيد ساكس David Sacks، مسؤول سياسات العملات الرقمية والذكاء الاصطناعي في إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب. بأن هناك "أدلة قوية" تشير إلى أن ديب سيك DeepSeek استخدمت مخرجات نماذج OpenAI لتطوير تقنياتها الخاصة، عبر تقنية تُعرف باسم "التقطير". حيث يتم تدريب نموذج ذكاء اصطناعي باستخدام مخرجات نموذج آخر لاكتساب مهارات مماثلة.
في ردها على هذه الادعاءات، لم تعلّق OpenAI مباشرةً على تصريحات ساكس، لكنها أكدت في بيان رسمي أن:
"الشركات الصينية وغيرها تسعى باستمرار لاستخلاص المعرفة من نماذج الذكاء الاصطناعي الرائدة في الولايات المتحدة".
كما شددت على أنها تتبع تدابير مضادة لحماية حقوق الملكية الفكرية IP الخاصة بها. بالتعاون مع الحكومة الأمريكية لمنع استغلال التكنولوجيا من قبل منافسين أو جهات معادية.
البحرية الأمريكية تحظر استخدام ديب سيك DeepSeek بسبب مخاوف أمنية
في سياق متصل، ذكرت شبكة CNBC في 28 يناير أن البحرية الأمريكية حظرت على أفرادها استخدام نموذج ديب سيك DeepSeekخشية استغلال الحكومة الصينية للبيانات الحساسة.
وأرسلت البحرية تحذيرًا عبر البريد الإلكتروني إلى أفرادها في 24 يناير. جاء فيه أن هذا النموذج "يُحظر استخدامه بأي شكل من الأشكال" بسبب "مخاوف أمنية وأخلاقية محتملة تتعلق بأصل النموذج وطريقة استخدامه".
تداعيات محتملة على مستقبل المنافسة في الذكاء الاصطناعي
هذه التطورات تعكس تصاعد المنافسة في قطاع الذكاء الاصطناعي بين الشركات الأمريكية والصينية. وسط تزايد المخاوف من انتهاكات حقوق الملكية الفكرية وتأثيرها على ريادة الشركات الأمريكية في هذا المجال.
وقد تؤدي هذه الاتهامات إلى توترات جديدة بين الولايات المتحدة والصين. خصوصًا في ظل القيود المفروضة على تصدير التقنيات المتقدمة إلى الشركات الصينية.
بينما تستمر التحقيقات في هذه القضية، يبقى السؤال المطروح: هل ستتخذ OpenAI ومايكروسوفت إجراءات قانونية ضد DeepSeek. أم ستؤدي هذه الحادثة إلى تغييرات في سياسات الوصول إلى نماذج الذكاء الاصطناعي لحماية الابتكار من الاستغلال غير المشروع؟
إخلاء مسؤولية
جميع المعلومات المنشورة على موقعنا الإلكتروني تم عرضها على أساس حسن النية ولأغراض المعلومات العامة فقط. لذا، فأي إجراء أو تصرف أو قرار يقوم به القارئ وفقاً لهذه المعلومات يتحمل مسؤوليته وتوابعه بشكل فردي حصراً ولا يتحمل الموقع أية مسؤولية قانونية عن هذه القرارات.