حذّرت وحدة الأبحاث في كوينبيس المؤسسات Coinbase Institutional من إشارات متقاربة قد تشير إلى بداية موجة جديدة من "شتاء العملات الرقمية"، في ظل تراجع ملحوظ في القيمة السوقية، وتراجع التمويل الاستثماري، وضعف الأداء العام للأصول الرقمية.
انخفاض القيمة السوقية العملات الرقمية وغياب الزخم
في التقرير الشهري حول توقعات السوق الذي صدر يوم الثلاثاء، كشف ديفيد دوونغ، رئيس قسم الأبحاث لدى كوينبيس المؤسسات، أنّ القيمة السوقية للعملات الرقمية – باستثناء بيتكوين – بلغت نحو 950 مليار دولار فقط، أي بانخفاض حاد نسبته 41% عن ذروتها في ديسمبر 2024، وبتراجع بنسبة 17% عن المستوى المسجل في الفترة ذاتها من العام الماضي. وأوضح أن هذه الأرقام تعكس مستويات أدنى حتى من تلك المسجلة بين أغسطس 2021 وأبريل 2022.
رغم هذه المعطيات، أظهرت بيتكوين أداءً أقوى نسبيًا، حيث لم يتجاوز تراجعها 20%، ما يعكس تزايد هيمنتها على السوق مقارنة بالعملات الرقمية البديلة.
التمويل الاستثماري في أدنى مستوياته
ورغم تسجيل تحسّن طفيف في حجم التمويل الاستثماري خلال الربع الأول من عام 2025، إلا أن دوونغ أشار إلى أن هذا التمويل لا يزال أدنى بـ50 إلى 60% مقارنة بذروته خلال دورة 2021–2022، وهو ما يؤثر سلبًا على تدفّق رأس المال الجديد، لاسيّما في سوق العملات الرقمية البديلة.
مؤشرات فنية تؤكد التباطؤ في سوق العملات الرقمية
يشير مصطلح "شتاء العملات الرقمية" إلى فترة طويلة من تراجع الأسعار وانخفاض النشاط في السوق، شبيهة بما يعرف في الأسواق المالية التقليدية بـ"السوق الهابطة".
لكن، بعكس الأسواق التقليدية التي تستخدم تحركات بنسبة 20% لتحديد اتجاهات السوق، يرى دوونغ أنّ هذه القاعدة لا تنطبق على سوق العملات الرقمية التي تتسم بتقلّبات يومية حادة.
بدلاً من ذلك، يفضل استخدام مؤشرات مثل متوسط الحركة لـ200 يوم، والانحراف المعياري z-scores، لتقييم الاتجاهات العامة.

فعلى سبيل المثال، سجّل أداء بيتكوين تراجعًا في الانحراف معياري z-scores بمعدل 1.4 بين نوفمبر 2021 ونوفمبر 2022، وهو ما يعادل تقريبًا تراجعًا بنسبة 76%، ويقارن بانخفاض نسبته 22% في مؤشر S&P 500 خلال نفس الفترة، مما يدل على تقارب التأثير من حيث المخاطر المعدّلة.
اقرأ و تعلم: كيف تربح المال أثناء السوق الهابطة؟
مؤشرات التحول نحو سوق هابطة
يعتمد مؤشر متوسط الحركة لـ200 يوم كأداة بسيطة لفهم الاتجاهات، حيث يشير التداول فوق هذا المستوى عادة إلى سوق صاعدة، في حين يشير التداول دونه إلى سوق هابطة.
وبحسب دوونغ، فقد بدأ التراجع الحاد في بيتكوين أواخر مارس، مما يضعها ضمن دورة سوق هابطة جديدة. أما بالنسبة لمؤشر COIN50 – الذي يضم أكبر 50 عملة رقمية من حيث القيمة السوقية – فقد دخل بالفعل في منطقة السوق الهابطة منذ نهاية فبراير.
ضغوط الاقتصاد الكلي تقود التراجع
يرى دوونغ أنّ هذه المؤشرات السلبية تعكس ضغوطًا بنيوية أعمق ناتجة عن حالة الغموض في المشهد الاقتصادي العالمي، لا سيما في ظل السياسات المالية المتشددة والتوترات التجارية التي تعرقل قرارات الاستثمار. ومع ضعف أداء أسواق الأسهم، تظل آفاق التعافي في سوق العملات الرقمية محفوفة بالمخاطر، رغم بعض العوامل الإيجابية المرتبطة بالتنظيمات القانونية.
اقرأ و تعلم: لماذا قد يكون البيتكوين ملاذًا آمنًا خلال ركود اقتصادي في الولايات المتحدة
تفاؤل حذر للنصف الثاني من 2025
ورغم الصورة القاتمة، لم يُغلق باب الأمل كليًا. إذ يرى دوونغ أن السوق قد تجد لها أرضية ثابتة خلال الفترة الممتدة من منتصف إلى نهاية الربع الثاني من السنة، ما يمهّد لتحسّن محتمل في الربع الثالث.
ويختتم بالقول: "عندما تُستعاد الثقة، فإن التحوّل قد يكون سريعًا... ونظل متفائلين بشأن النصف الثاني من عام 2025".
إخلاء مسؤولية
جميع المعلومات المنشورة على موقعنا الإلكتروني تم عرضها على أساس حسن النية ولأغراض المعلومات العامة فقط. لذا، فأي إجراء أو تصرف أو قرار يقوم به القارئ وفقاً لهذه المعلومات يتحمل مسؤوليته وتوابعه بشكل فردي حصراً ولا يتحمل الموقع أية مسؤولية قانونية عن هذه القرارات.
