تتجه السعودية بخطى ثابتة نحو تعزيز مكانتها في قطاع التقنيات الرقمية، وذلك في إطار جهودها لتنويع اقتصادها بعيدًا عن الاعتماد التقليدي على النفط. وفقًا لتقرير Adaverse 2024، تتطلع المملكة لتأسيس نفسها كمركز عالمي لتقنيات الويب3، مدفوعة بمبادرات "رؤية 2030" الطموحة. والتي تهدف إلى دعم الابتكار التكنولوجي واستقطاب الاستثمارات الأجنبية.
الشباب السعودي ودوره في تبني تقنيات الويب3
يبرز التقرير أن السعودية تمتلك شريحة سكانية شابة تمثل قاعدة قوية لتبني تقنيات الويب3. حيث أن 63% من سكان السعودية هم من الشباب تحت سن 30، وهي نسبة تجعل من البلاد سوقًا مثاليًا للابتكارات الرقمية.
بالإضافة إلى ذلك، فإن 99% من السعوديين متصلون بالإنترنت و97% يستخدمون الهواتف الذكية. مما يعزز من فرص تبني واستخدام حلول الويب3 مثل البلوكتشين وNFTs وGameFi.
وبحسب تقرير الإنترنت السعودي لعام 2022، يقضي نصف السعوديين ما يزيد عن سبع ساعات يوميًا على الإنترنت. مما يعكس مدى اندماج التكنولوجيا في حياتهم اليومية.
رؤية 2030: التحول من النفط إلى التكنولوجيا
تسعى المملكة العربية السعودية منذ إطلاق رؤية 2030 إلى تقليل اعتمادها على النفط كأحد المحاور الأساسية لاقتصادها. تستهدف الرؤية تحقيق إيرادات غير نفطية تصل إلى 267 مليار دولار بحلول عام 2030. بالإضافة إلى جذب استثمارات أجنبية مباشرة تصل إلى 427 مليار دولار.
ومن خلال مبادرات مثل "السعودية الرقمية 2030"، تعمل المملكة على تحسين البنية التحتية الرقمية، دعم الشركات الناشئة، وتشجيع الأبحاث التكنولوجية.
وتعد هذه المبادرات جزءًا من استراتيجية أوسع تهدف إلى بناء اقتصاد متنوع ومستدام يعتمد على الابتكار التكنولوجي.
اقرأ أيضا : كيفية شراء العملات الرقمية في السعودية 2023
ازدهار قطاع الويب3 في السعودية: نمو غير مسبوق في الاستثمارات
رغم أن قطاع الويب3 في السعودية لا يزال في مراحله الأولى، إلا أنه يشهد نموًا سريعًا. مدعومًا بالاستثمار المتزايد من قبل الحكومة والقطاع الخاص.
يبرز التقرير أن السعودية استحوذت على 54% من إجمالي اسثتمارات رأس المال المُغامر في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا خلال عام 2023، وهو ما يعكس الفرص الواعدة في هذا السوق.
ويشير التقرير إلى أن الشركات الناشئة في المنطقة جمعت 429 مليون دولار في الربع الأول من عام 2024. حيث استحوذت الشركات السعودية على 51% من هذا التمويل، مما يؤكد على جاذبية السوق السعودي للمستثمرين المحليين والدوليين.
من بين المبادرات التي تسهم في تعزيز هذا النمو هو إنشاء صندوق بقيمة 10 ملايين دولار مخصص لدعم الشركات الناشئة في مجال الويب3 في السعودية. والذي تم الإعلان عنه خلال حفل إطلاق Adaverse في الرياض في فبراير 2024.
يهدف هذا الصندوق إلى تمويل وتطوير مشاريع مبتكرة في مجالات مثل البلوكتشين وNFTs وGameFi، مما يساهم في تعزيز النظام البيئي الرقمي في المملكة.
اقرأ أيضا : ما أهمية انضمام السعودية لمشروع mBridge التابع لبنك التسويات الدولية؟
التحديات التي تواجه قطاع الويب3 في السعودية
على الرغم من الآفاق الواعدة لقطاع الويب3 في السعودية، لا يخلو الطريق من التحديات. من أبرز هذه التحديات هو غياب الموارد البشرية المؤهلة في مجالات مثل هندسة الذكاء الاصطناعي وتطوير الألعاب وتقنيات الويب3.
كما أن هناك حاجة ملحة إلى تحسين التعليم والوعي حول هذه التقنيات بين المستثمرين وصناع القرار. إضافة إلى توفير لوائح تنظيمية واضحة تعزز من ثقة المستثمرين وتساعد على نمو القطاع.
التقرير يشير أيضًا إلى أن هناك تحديات متعلقة بالبنية التحتية التكنولوجية والأمن السيبراني، وهي عوامل حاسمة لضمان استدامة القطاع في المستقبل.
في المقابل، فإن هذه التحديات تُعد فرصًا للابتكار والاستثمار، حيث يمكن لرواد الأعمال والمستثمرين الذين يتمتعون بالمرونة والرؤية الاستراتيجية أن يستفيدوا منها لتحقيق نجاح كبير.
و يختم التقرير بالقول، أنه بفضل الدعم الحكومي القوي والتزام المملكة بتطوير قطاع التكنولوجيا، يبدو أن السعودية في طريقها إلى تحقيق مكانة رائدة في مجال الويب3 على الصعيدين الإقليمي والدولي.
ومع تضافر الجهود بين الحكومة والمستثمرين المحليين والدوليين، يمكن للمملكة أن تصبح مركزًا عالميًا للابتكار في هذا المجال، مما يعزز من دورها كمحرك رئيسي للتقدم التكنولوجي في المنطقة.
إخلاء مسؤولية
جميع المعلومات المنشورة على موقعنا الإلكتروني تم عرضها على أساس حسن النية ولأغراض المعلومات العامة فقط. لذا، فأي إجراء أو تصرف أو قرار يقوم به القارئ وفقاً لهذه المعلومات يتحمل مسؤوليته وتوابعه بشكل فردي حصراً ولا يتحمل الموقع أية مسؤولية قانونية عن هذه القرارات.