رغم التراجعات الأخيرة، تشير بعض التقارير والتحليلات إلى أن أسواق العملات الرقمية و البيتكوين قد تكون على وشك انتعاش قوي مع استعداد البنوك المركزية، وعلى رأسها مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي، لتخفيف السياسة النقدية.
من المتوقع أن تؤدي تخفيضات أسعار الفائدة المحتملة إلى ضخ سيولة جديدة في الأسواق المالية، مما يعزز الأصول الخطرة مثل الأسهم والعملات الرقمية. ومع ذلك، تظل التوقعات محاطة بمخاطر التقلبات وحالة عدم اليقين التي تسيطر على الأسواق.
توقعات بتخفيض الفائدة وانعكاسها على الأسواق
كان رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي، جيروم باول، قد ألمح مؤخراً إلى أن تخفيض أسعار الفائدة قد يبدأ في أقرب وقت خلال الشهر المقبل، حيث تتوقع الأسواق ثلاث تخفيضات للفائدة هذا العام. ومع ذلك، فإن بعض المحللين يحذرون من أن تأثير هذه الخطوة قد لا يكون فورياً، وأن السوق قد يشهد تقلبات قوية.
في آخر تقرير لها، قالت شركة "QCP Capital" إن أي انخفاض في أسواق الأسهم والعملات الرقمية سيكون "قصير الأجل"، إذ يُتوقع أن تكون الفائدة المنخفضة دافعاً لدورة انتعاش جديدة للأصول الخطرة.
ورغم حالة التفاؤل، فإن بعض المحللين يرون أن الاستقرار في الأسواق قد يستغرق وقتاً أطول مع اقتراب موعد الانتخابات الرئاسية الأمريكية في نوفمبر وعدم اليقين بشأن السياسات المالية.
بيتكوين والعملات الرقمية في مواجهة التقلبات
في الوقت ذاته، شهدت بيتكوين، و معه سوق العملات الرقمية، تراجع كبير و مفاجئ في ثلاث أيام الماضية. ويقول محللون إن مثل هذه الحركات في السوق تشير إلى حالة من عدم الاستقرار والضبابية، خاصة في ظل غياب إشارات واضحة من السوق بشأن الاتجاه المستقبلي.
أوضح تقرير صادر عن منصة "نانسن Nansenللتحليلات أن السوق لا يزال يتوقع "خيار الاحتياطي الفيدرالي" كعنصر محفز لدعم الاقتصاد في ظل تباطؤ التضخم واستقرار النمو، ما يمكن أن يعزز من فرص استمرار الاتجاه الصاعد لسوق العملات الرقمية.
رغم ذلك، حذرت "نانسن" من المخاطر المحتملة لتقييمات الأسهم المرتفعة، مما قد يؤدي إلى "عدم التناسق في الجانب الهابط" للأصول الخطرة.
بعبارات بسيطة، هذا يعني أنه رغم أن سوق العملات الرقمية تبدو إيجابية، إلا أن هناك قلقًا من أن الأسهم مرتفعة جدا (مُبالغة في التقييم قد تؤدي إلى تصحيح حاد).
إذا انخفضت أسعار الأسهم، فقد يؤثر ذلك سلبًا على سوق العملات الرقمية أكثر مما قد يستفيد من ارتفاع أسعار الأسهم.
توقعات بتحقيق بيتكوين مكاسب كبيرة
توقع "تيموثي بيترسون"، خبير الأسواق الرقمية، أن تشهد بيتكوين ارتفاعاً يصل إلى 60% خلال الأشهر الثلاثة المقبلة، بناءً على مؤشر العلاقة بين سندات العائد العالي وبيتكوين (HYG/BTC).
إذا استقرت أسعار بيتكوين حول مستوى 60,000 دولار، فإنها قد تصل إلى نحو 109,000 دولار بحلول نوفمبر، حسبما يشير تقرير صادر عن "Cane Island Digital Research".
وفي سياق متصل، أظهرت بيانات من "CryptoQuant" أن انخفاض أسعار بيتكوين بنسبة 20% في وقت سابق من الشهر خلق مستويات مقاومة بين المتداولين قصيري الأجل، مما زاد من عمليات البيع والضغط على السوق.
تشير البيانات إلى أن العديد من المتداولين اختاروا بيع مراكزهم عند مستويات التكلفة المتعادلة، مما ساهم في استقرار الأسعار حول هذه المستويات.
كما أشار التقرير إلى ارتفاع حجم الاهتمام المفتوح بعقود بيتكوين الآجلة من 13.5 مليار دولار إلى 17.9 مليار دولار منذ 5 أغسطس، مما يشير إلى زيادة النشاط في السوق وسط توقعات بارتفاع الأسعار.
لكن هذا الارتفاع في الاهتمام المفتوح، بالتزامن مع بقاء معدلات التمويل إيجابية، يسلط الضوء على بيئة تداول هشة، مما قد يؤدي إلى تقلبات إضافية في الأسعار.
كيف نتعامل مع سوق العملات الرقمية المتقلب؟
ومع استمرار حالة عدم اليقين في الأسواق، ينصح الخبراء باتباع نهج حذر ومدروس في التعامل مع العملات الرقمية. ويوصي التقرير بالتركيز على العملات الرقمية الكبرى مثل بيتكوين BTC وإيثيريوم ETH، وتجنب المخاطرة الكبيرة مع العملات الرقمية البديلة وعملات الميم، خاصة في ظل تقلبات السوق الحالية.
في ظل توقعات بتخفيض الفائدة من مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي، يبدو أن هناك تفاؤلاً بحذر يسود أسواق العملات الرقمية.
ومع ذلك، فإن المستثمرين مطالبون باتخاذ قرارات مدروسة وتحليل دقيق لتفادي المخاطر المحتملة التي قد تنجم عن التقلبات المستمرة في الأسواق.
إخلاء مسؤولية
جميع المعلومات المنشورة على موقعنا الإلكتروني تم عرضها على أساس حسن النية ولأغراض المعلومات العامة فقط. لذا، فأي إجراء أو تصرف أو قرار يقوم به القارئ وفقاً لهذه المعلومات يتحمل مسؤوليته وتوابعه بشكل فردي حصراً ولا يتحمل الموقع أية مسؤولية قانونية عن هذه القرارات.