سجّل سعر البيتكوين (BTC) ارتفاع ملحوظ تجاوز عتبة 87,00 دولار يوم الأربعاء، محققة مكاسب تقارب 5%، في ظل مؤشرات على تيسير السياسات المالية من قبل الاحتياطي الفيدرالي الأميركي وتزايد التوقعات بانطلاقة جديدة تقودها السيولة الوفيرة في الأسواق.
يأتي ذلك وسط رهانات قوية من المستثمرين على انتهاء دورة التشديد النقدي، الأمر الذي أعاد إشعال شهية المخاطرة في أسواق المال.
الاحتياطي الفيدرالي: تيسير حذر يدفع السوق للصعود
في إشارة واضحة إلى توجه أقل تشددًا، أعلن الاحتياطي الفيدرالي عن إبطاء وتيرة تقليص ميزانيته العمومية البالغة 6.8 تريليون دولار، حيث قلّص الحد الأقصى لتقليص حيازاته من السندات الحكومية إلى 5 مليارات دولار شهريًا، بعد أن كان 25 مليارًا.
القرار الذي ترافق مع تثبيت أسعار الفائدة في النطاق 4.25% - 4.5% يعكس رغبة الفيدرالي في تفادي اضطرابات محتملة في أسواق التمويل. خاصة في ظل التوترات المتعلقة بسقف الدين الأميركي.
ورغم القلق المستمر بشأن التضخم، حافظ البنك المركزي على توقعاته بإجراء خفضين في أسعار الفائدة خلال العام. وهو ما فُسّر كسيناريو داعم للأصول ذات المخاطر العالية، وعلى رأسها بيتكوين.
التحولات النقدية لم تقتصر على واشنطن. فقد ضخّ بنك الشعب الصيني سيولة إضافية في نظامه المالي خلال الأسابيع الأخيرة. في خطوة تعزز من الاتجاه العالمي نحو تيسير السياسات.
هذا التناغم بين البنوك المركزية الكبرى يُعيد رسم خريطة التدفقات الاستثمارية، ويمنح زخمًا متجددًا لعملة بيتكوين والعملات الرقمية البديلة.
جيمي كوتس (Jamie Coutts)، كبير محللي العملات الرقمية في شركة "ريال فيجن" (Real Vision). يرى أن المؤشرات الحالية تُنبئ بانطلاقة قوية محتملة للبيتكوين خلال الـ90 يومًا المقبلة.
و أضاف:
"تاريخيًا، لطالما سبقت مثل هذه الإشارات تحرّكات كبيرة في سعر بيتكوين. والآن، مع تزايد السيولة من الصين، قد يستهين السوق بمدى السرعة التي يمكن أن تصل بها العملة إلى قمم جديدة. حتى في ظل التهديدات الماثلة من الرسوم الجمركية وتوقعات الركود."
عودة شهية المخاطرة
شهدت الأسواق المالية الأميركية تراجعًا حادًا في عوائد السندات وتقلبات سوق الدين. إلى جانب ثالث أكبر هبوط في الدولار خلال ثلاثة أيام منذ عام 2015.
هذا التراجع فتح المجال أمام ارتفاع جماعي للأصول الخطرة. حيث صعدت مؤشرات الأسهم، لا سيما قطاع التكنولوجيا، بالتوازي مع ارتفاعات بيتكوين.
وقد علّق الاقتصادي محمد العريان (Mohamed A. El-Erian) على تويتر مشيرًا إلى أن استخدام الاحتياطي الفيدرالي مجددًا لمصطلح "مؤقت" لوصف تأثيرات الرسوم الجمركية يفتقر للحذر المطلوب. خاصة بعد أخطاء سياسات العقد الماضي.
الذهب يُسجّل قممًا تاريخية... لكن الحذر لا يزال قائمًا
في مشهد يعكس حالة من عدم اليقين، ارتفع الذهب إلى ما فوق 3,050 دولار للأونصة، بعد تجاوزه حاجز 3,000 دولار يوم الثلاثاء.
وقالت كالي كوكس (Callie Cox)، كبيرة استراتيجيي السوق في "ريثولتز ويلث مانجمنت" (Ritholtz Wealth Management)، إن تلميحات الفيدرالي حول خفض الفائدة قد تكون على حساب أداء الأسهم، مما يزيد من جاذبية الذهب كملاذ آمن.
رغم حالة الانتعاش الحالية، لا تزال الأسواق تترقب بقلق تطورات التضخم والمخاطر الجيوسياسية وتغير السياسات المالية في ظل عودة دونالد ترامب إلى المشهد السياسي.
ومع ذلك، يبدو أن المتداولين يراهنون في الوقت الراهن على بقاء السيولة قوية. ما يخلق بيئة مثالية لاستمرار صعود بيتكوين، ولو بشكل مؤقت.
إخلاء مسؤولية
جميع المعلومات المنشورة على موقعنا الإلكتروني تم عرضها على أساس حسن النية ولأغراض المعلومات العامة فقط. لذا، فأي إجراء أو تصرف أو قرار يقوم به القارئ وفقاً لهذه المعلومات يتحمل مسؤوليته وتوابعه بشكل فردي حصراً ولا يتحمل الموقع أية مسؤولية قانونية عن هذه القرارات.
