أكد محللو بنك "جي بي مورغان JPMorgan " على موقفهم الحذر إزاء أسواق العملات الرقمية على المدى القريب. فعلى الرغم من النمو السريع لهذا القطاع وزيادة قبوله في الأوساط الاستثمارية السائدة، ينصح المصرف العملاق باتباع نهج حذر في المدى القصير، وذلك يعود إلى "تراجع اهتمام المستثمرين الأفراد" و"غياب المحفزات الإيجابية في السوق".
تحوّل المشاعر في سوق العملات الرقمية من الحماسة إلى الحذر
يكشف التدقيق الذي أجراه المصرف الأمريكي تحولًا ملحوظًا في ديناميكيات سوق العملات الرقمية. فخلال الأسابيع الأخيرة، لوحظت عمليات بيع كبيرة وجني أرباح، لا سيما من قبل المستثمرين الأفراد الذين يبدو أنهم ينسحبون من أسواق العملات الرقمية والأسهم.
ووفقًا لمحللي مصرف "جي بي مورغان"، هذا الاتجاه يتأكد من خلال انخفاض ملحوظ في صافي التدفقات إلى صناديق الأسهم، حيث تحولت إلى السلبية لأول مرة منذ الربع الأول الذي شهد زخم في حركة الصعود.
تشير التحليلات أيضًا إلى أنه مع تسجيل صناديق ETF بيتكوين الفورية صافي تدفقات سلبية، فإن حماس الأفراد تجاه العملات الرقمية قد تراجع أيضا.
وجاء في التقرير: "في ظل غياب الحوافز الإيجابية وتبدد الاندفاع الاستثماري للأفراد، فضلاً عن وجود ثلاثة عوائق رئيسية سبق وأن أشرنا إليها - وهي ارتفاع حجم مراكز التداول، وارتفاع أسعار البيتكوين مقارنة بالذهب والإنتاجية المقدرة، وانخفاض تمويل رأس المال الاستثماري في قطاع العملات الرقمية - نود أن نُعيد التأكيد على ضرورة اعتماد موقف حذر تجاه أسواق هذه العملات في المدى القريب".
صغار المستثمرين هم من قاد موجة البيع
وحسب محللي البنك الاستثماري، شهد الأسبوعان الماضيان عمليات بيع كبيرة أو جني أرباح في سوق العملات الرقمية. ورجحوا أن يكون للمستثمرين الأفراد (صغار المستثمرين) دور أكبر في ذلك من المستثمرين المؤسسيين.
وبينوا أن هؤلاء المستثمرين الأفراد بادروا إلى بيع كلٍ من العملات الرقمية وأسهمهم خلال شهر أبريل الماضي.
كما أوضح التقرير تراجع مؤشرات اهتمام الأفراد بالأسهم - مثل التدفق الصافي لرؤوس الأموال إلى صناديق الأسهم – خلال الشهر المنصرم. ولفت التقرير إلى أن "التدفقات الصافية لرؤوس الأموال إلى صناديق الأسهم تحولت إلى اتجاه سلبي في أبريل، وذلك بعد زخم شرائي ملحوظ شهده كلٌ من فبراير ومارس".
توجهات المستثمرين المؤسسيين
فيما يتعلق بالمستثمرين المؤسسيين، أشار التقرير إلى قيام متداولين يعتمدون على قوة الدفع (مثل مستشاري تداول السلع الأساسية والصناديق التداول الآلي الكمي) بجني الأرباح على مراكز الشراء السابقة على كلٍ من عملة البيتكوين والذهب.
التقرير خلص أيضًا إلى أن مستثمرين مؤسسيين آخرين (بخلاف مستشاري تداول السلع الأساسية والصناديق الكمية) عمدوا فقط إلى تخفيف استثماراتهم بنسب أقل حدة.
تجدر الإشارة إلى أن محللي بنك "جي بي مورغان" سبق أن حذروا الشهر الماضي من هبوط محتمل في سعر عملة البيتكوين بعد حدث التنصيف، مشيرين إلى أن تداعيات هذا الحدث تم تسعيرها مسبقًا.
وفي تقريرهم المنشور في فبراير، توقع المحللون تراجع سعر البيتكوين إلى 42,000 دولار بعد التنصيف، مبررين ذلك بتضاؤل مكافآت تعدين هذه العملة الرقمية وبارتفاع تكاليف الإنتاج.
إخلاء مسؤولية
جميع المعلومات المنشورة على موقعنا الإلكتروني تم عرضها على أساس حسن النية ولأغراض المعلومات العامة فقط. لذا، فأي إجراء أو تصرف أو قرار يقوم به القارئ وفقاً لهذه المعلومات يتحمل مسؤوليته وتوابعه بشكل فردي حصراً ولا يتحمل الموقع أية مسؤولية قانونية عن هذه القرارات.