سجّلت عملة شيبا إينو (SHIB) تراجعًا لافتًا في معدّل الحرق اليومي خلال الساعات الماضية، بعدما انخفض معدّل الحرق بنسبة 79.89% خلال 24 ساعة فقط. هذه الآلية، تمثّل حجر الأساس في النموذج الاقتصادي للعملة، الذي يهدف إلى تقليص المعروض ورفع القيمة السوقية بمرور الوقت.
هذا الانخفاض أثار تساؤلات حول مستقبل آلية الحرق، خاصة في وقت تشهد فيه عملة الميم الكلابية انخفاضًا في السعر و تراجع تدريجي للثقة بقدرتها على الصعود طويل المدى.
تراجع حاد في معدّل الحرق يثير القلق
بحسب بيانات منصة Shibburn المختصة بتحليل بيانات الحرق ضمن منظومة شيبا إينو، لم يُحرق سوى نحو 8.25 مليون وحدة SHIB خلال اليوم الأخير، مقارنةً بـ49 مليون وحدة تم التخلص منها قبل ذلك بيوم واحد فقط.
هذا الانخفاض الكبير يُعدّ انتكاسة واضحة في الجهود المجتمعية لحذف العملات من التداول، والتي تهدف إلى تقليص العرض وزيادة الندرة بما يُعزز من القيمة السوقية.
يُذكر أن آلية الحرق في شيبا إينو لا تتم على مستوى بروتوكولي كما في بعض المشاريع الأخرى، بل تعتمد كليًا على المبادرات الفردية من طرف المجتمع. ومن هذا المنطلق، قد يُعبّر هذا التراجع عن فتور في الحماسة أو تراجع في الثقة بمستقبل العملة.
تزامن هذا التراجع في الحرق مع انخفاض ملحوظ في سعر شيبا إينو، والذي يتداول حاليًا عند 0.0000144 دولار، أي أقل بـ39.8% من أعلى مستوى سنوي سجّلته العملة.
ورغم توقّعات عدد من المحللين بإمكانية استعادة عملة شيبا إينو SHIB لبعض الزخم الصاعد، مدعومة بإشارات فنية إيجابية في بعض الرسوم البيانية، إلا أنّ مستويات التفاعل المجتمعي لا تعكس حاليًا ذلك التفاؤل.
ففي الوقت الذي شكّلت فيه الحملات المجتمعية والآراء المتداولة عبر المنصات الاجتماعية مثل تويتر وReddit عنصر دعم في مراحل سابقة، يُلاحظ تراجع نسبي في وتيرة هذا التفاعل خلال الأسابيع الأخيرة.
ويعكس هذا الهدوء المجتمعي حالة ترقّب أو فتور في اهتمام المستثمرين الأفراد بالعملة، وهو ما قد يؤثّر سلبًا على فرص انطلاق موجة صعود جديدة، خصوصًا في ظل غياب محفّزات جوهرية على مستوى المشروع أو السوق العامة.
أرقام ضخمة في الحرق التاريخي لا تكفي لدعم سعر شيبا إينو SHIB
حتى اليوم، بلغ إجمالي ما حُرق من عملات SHIB منذ إطلاق المشروع أكثر من 410.7 تريليون وحدة، ليبقى نحو 589.2 تريليون وحدة متداولة من أصل المعروض الأقصى البالغ 999.9 تريليون.
ورغم ضخامة هذه الأرقام، يبدو أن آلية الحرق لم تعد قادرة وحدها على تحفيز السعر أو ترسيخ الثقة.
فإذا استمر معدّل الحرق في التراجع، قد نشهد تفككًا تدريجيًا في السردية الانكماشية التي لطالما اعتمد عليها أنصار العملة للدفاع عن مشروعهم.
تحليل فني: تذبذب داخل القنوات السعرية
سعر عملة شيبا إينو SHIB يتذبذب داخل قناة صاعدة فرعية (الخضراء)، دون أن يتمكّن السعر من الخروج بوضوح من القناة الهابطة الرئيسية (الحمراء) الممتدة منذ نهاية 2024.
ورغم محاولات الاستقرار، إلا أنّ السعر فشل في تجاوز أولى مستويات فيبوناتشي التصحيحية، ما يعكس حالة من التردّد وضعف الزخم الشرائي.
وسط غياب محفّزات قوية ، النظرة الفنية قصيرة الأجل تبقى حيادية إلى مائلة للهبوط طالما لم ينجح السعر في تجاوز مقاومة 0.00001565 دولار بثبات.
التراجع دون مستوى 0.00001259 قد يُنذر بموجة هبوط جديدة نحو قاع مارس.
بالمقابل، اختراق مستويات 0.00001821 و0.00001900 قد يُعيد بعض الثقة للسوق ويفتح المجال لحركة صاعدة تدريجية.
خلاصة: هل فقدت شيبا إينو SHIB سحرها؟
وسط زخم هائل من العملات الرقمية البديلة والمشاريع المنافسة، تزداد الضغوط على شيبا إينو للحفاظ على مكانتها بين عملات الميم.
ويبقى التحدّي الأكبر أمامها اليوم هو استعادة ثقة المجتمع، وتفعيل أدوات دعم السعر بطريقة تتجاوز مجرد آلية الحرق. فالتضخم العكسي وحده، دون رؤية اقتصادية متكاملة، لم يعد كافيًا في سوق سريع التغير.
إخلاء مسؤولية
جميع المعلومات المنشورة على موقعنا الإلكتروني تم عرضها على أساس حسن النية ولأغراض المعلومات العامة فقط. لذا، فأي إجراء أو تصرف أو قرار يقوم به القارئ وفقاً لهذه المعلومات يتحمل مسؤوليته وتوابعه بشكل فردي حصراً ولا يتحمل الموقع أية مسؤولية قانونية عن هذه القرارات.
