عندما أطلقت Pi Network شبكتها الرئيسية في 20 فبراير 2025، انفجرت التوقعات والحماس داخل مجتمعها الضخم. بعد ست سنوات من الانتظار، رأى كثيرون في هذا الحدث بداية لحقبة جديدة في تبنّي العملات الرقمية. إلا أن الواقع خالف التوقعات، ومع انهيار سعر العملة إلى ما دون الدولار، بدأت الأسئلة تتصاعد: هل مشروع Pi مجرد وهم؟ أم أنه يمر بمرحلة صعبة فقط؟
من مشروع ثوري إلى إحباط جماعي
انطلقت Pi Network عام 2019 على يد خريجين من جامعة ستانفورد، بمفهوم بدا للوهلة الأولى ديمقراطيًا وثوريًا: تعدين عملة رقمية من الهاتف المحمول، دون الحاجة لمعدات معقدة أو استهلاك كهرباء.
كان يكفي الضغط على زر يوميًا لتعدين عملات PI باستخدام بروتوكول Stellar (SCP)، مع نظام مكافآت يعتمد على عدد الإحالات الشخصية.
لكن مع أول إدراج للعملة على منصة OKX بسعر يفوق 2 دولار، تهاوت بسرعة إلى 0.59 دولار خلال ساعات، بفعل موجة بيع جماعية. وعلى الرغم من انتعاش لاحق أوصل السعر إلى 3 دولارات، عاد التراجع العنيف ليسيطر، ومع مرور شهر فقط، خسرت العملة أكثر من 70% من قيمتها.
تراجع حاد وثقة متآكلة
التحليلات تكشف أن حجم التداول انخفض بأكثر من 30%، ما يعكس تراجع اهتمام المستثمرين. بل حتى أداء إيثيريوم كان أفضل على مدى الشهر الماضي.
في المقابل، ظل العديد من المعدنين غير قادرين على تحويل مكافآتهم إلى الشبكة الرئيسية بسبب صعوبات في تجاوز إجراءات KYC، وهو ما أدى إلى إحباط واسع النطاق، خصوصًا لدى من قضوا سنوات في التعدين.
وما زاد الطين بلّة، هو أن الكثير من المستخدمين يلاحظون استمرار الإعلانات داخل التطبيق، رغم وعد المطورين بإزالتها فور الإطلاق الرسمي. بالنسبة للبعض، يبدو أن المشروع يفضل جني الأرباح من الإعلانات على الوفاء بالتزاماته.
نظام مكافآت مثير للجدل
منذ بداياته، وُجّهت انتقادات لآلية Pi Network، حيث تعتمد زيادة معدل التعدين على عدد الإحالات، ما جعل البعض يشبّهها بنظام هرمي أو حتى Ponzi. هذا إضافة إلى تأجيلات متكررة لإطلاق الشبكة الرئيسية، أفقدت كثيرين الثقة في الفريق المطور.
وحتى بعد اجتياز عملية KYC، يُطلب من المستخدمين الانتظار لحين اجتياز الأشخاص الذين قاموا بإحالتهم، ما يعني أن الوصول الكامل للأرباح معلق بعوامل خارجة عن إرادتهم.
وجهات نظر متضاربة داخل المجتمع
ورغم هذه الإشكاليات، ما زال المشروع يحظى بدعم شريحة واسعة من المستخدمين.
فهو يضم اليوم أكثر من 60 مليون مستخدم، ويتوفر على ورقة بيضاء مفصّلة وخارطة طريق محدثة بانتظام. ويُعد من القلائل الذين سعوا لجعل تعدين العملات في متناول الجميع، دون حواجز تقنية أو مالية.
البعض يرى في هذه التحديات علامة على أن المشروع يتحرك فعلًا للأمام، لا مجرد محاولة نصب. كما أن احتمال إدراج العملة على منصة بينانس يفتح الباب أمام تدفقات سيولة قد تدعم السعر من جديد.
لكن هناك نقطة سوداء تلوح في الأفق: من المتوقع إطلاق أكثر من 100 مليون توكن خلال 30 يومًا القادمة، مما قد يزيد الضغط البيعي ويدفع السعر للانهيار أكثر.
هل لا يزال الوقت مناسبًا للدخول؟
عند مستوى 0.80 دولار، قد يرى البعض أن السعر مغرٍ للشراء، خصوصًا أن المشروع لا يزال يحظى بقاعدة جماهيرية قوية. لكن على الجانب الآخر، تأخر تطوير الآلة الافتراضية الخاصة بالمشروع (Virtual Machine)، يجعله متخلفًا تقنيًا مقارنة بمشاريع حديثة.
ومع بروز عملات أكثر تطورًا ومواكبة للتوجهات الجديدة مثل Mind of Pepe، والتي تجمع بين تقنيات الذكاء الاصطناعي وثقافة الميم، قد يكون الوقت قد حان لإعادة التفكير في الخيارات الاستثمارية.
إخلاء مسؤولية
جميع المعلومات المنشورة على موقعنا الإلكتروني تم عرضها على أساس حسن النية ولأغراض المعلومات العامة فقط. لذا، فأي إجراء أو تصرف أو قرار يقوم به القارئ وفقاً لهذه المعلومات يتحمل مسؤوليته وتوابعه بشكل فردي حصراً ولا يتحمل الموقع أية مسؤولية قانونية عن هذه القرارات.
