فاز خافيير ميلي المؤيد لعملة البتكوين، في الانتخابات التمهيدية داخل الأرجنتين. مما أدى إلى حدوث سيل النقاش حيث مدافعة ميلي عن العملة المشفرة ودعمه لها كحل لمشاكل الأرجنتين الاقتصادية. والتي تتميز بمعدلات تضخم غير مسبوقة.
العملة المشفرة حل للمشكلات داخل الأرجنتين
قال توماس سانتولين جودوي، المستشار في مجلس النواب الأرجنتيني إبان مقابلة حصرية مع موقع BeInCrypto، يعرّف ميلي بأنه رأسمالي طويل الأمد. حيث سلط جودوي الضوء على الجذور الأيديولوجية لميلي في المدرسة النمساوية للاقتصاد، التي شكلها مفكرون مثل لودفيج فون ميزس وفريدريك هايك.
والسياسي البالغ من العمر 52 عامًا، والذي يشغل منصب نائب فيدرالي في بوينس آيرس وزعيم التحالف السياسي لا ليبرتاد أفانزا. يمتلك موقف مناهض للبنك المركزي كما اكتسب شعبية في دولة تعاني من التضخم.
وقال نيكي تريدر أحد محللي التشفير داخل الأرجنتين، أن ثمة أكثر من 10 أسعار صرف مختلفة للدولار الأمريكي مقابل البيزو الأرجنتيني. كما يُعتبر البنك المركزي أحد أهم العوامل بخاصة فيما يتعلق بجميع الأعمال التجارية التي يدعمها الدولار.
في سياق متصل، فمن الأمور الأساسية في رؤية ميلي الترويج لعملة البتكوين كحل مالي لمشاكل الأرجنتين الاقتصادية. ليشير جودوي إلى أنه ينبغي على المرء تحليل موقفه الإيجابي تجاه البتكوين كجزء من سياق أوسع.
لذلك، فإن اقتراح موقف ميلي من البتكوين ليس مجرد مناورة شعبوية، بل هو أحد مكونات فلسفته التحررية في بلد كان التضخم فيه مشكلة مزمنة وتحول جزء كبير من السكان إلى الدولار الأمريكي من أجل الاستقرار. لذا فإن اللامركزية والاستقلالية في عملات البتكوين لها صدى مع روح ميلي التحررية الأوسع.
ولكن ينظر الكثيرون إلى موقف ميلي المؤيد للبتكوين باعتباره لعبة استراتيجية لتأمين الأصوات من الناخبين الشباب البارعين في مجال التكنولوجيا.
وإضافة إلى ما سبق، فإن هذه التركيبة السكانية المحبطة من الركود الاقتصادي طويل الأمد، تنجذب بوضوح نحو نهج ميلي. ووفقًا لجودوي يُعد ميلي أحد المرشحين الذين يقدمون أفكارًا ملموسة لحل مشاكل البلاد.
حلول جذرية ضد المناورات السياسية
تعاني البلاد من مشاكل تتجاوز القطاع المالي. حيث أثرت الزيادة في الفقر، لا سيما بين الشباب، وتراجع المؤشرات التعليمية، وتزايد الاتجار بالمخدرات في المستوطنات المحفوفة بالمخاطر، على البلاد لعقود من الزمن.
كما إن تحلل النسيج الاجتماعي يطرح مشكلة هائلة الحجم. ونظراً لخطورة الموقف، يبدو أن التغييرات المقترحة ستكون ذات أبعاد متطرفة بالنسبة إلى جودوي.
وبالمثل، سلط نيكي الضوء على أن ميلي قد فرض "غضبه المناهض للنظام" على النقاش السياسي. لكن مقترحاته "تلقى صدى لدى مجتمع سئم السياسة التقليدية.
على الجانب الآخر، تمر الأرجنتين بلحظة من الانقسام السياسي حيث يرى التحالفان الرئيسيان اللذان هيمنا على السياسة في العقود الأخيرة كيف يتم إعادة تعريف المشهد. وأضاف نيكي أن هذا الوضع فتح الباب أمام شخصيات وتحالفات جديدة تقترح بدائل مختلفة.
ومع ذلك، ثمة أصوات قلقة حيث أشار مارتن روبالدو، خريج جامعة كويو الوطنية في ميندوزا، الأرجنتين، إلى عدم وجود مؤسسة في أجندة ميلي السياسية.
التصور الشعبي ينتصر على العقبات
في سياق آخر، يعتبر تسويق ميلي لمخطط بونزي CoinX، علامة حمراء بالنسبة للبعض. حيث صرح روبالدو بإن دعم شركة تم رفعها إلى المحكمة بتهمة الاحتيال يولد المزيد من عدم الثقة به.
بالإضافة إلى تواجد عدد من الأسئلة على ترشيح ميلي. حيث قال جودوي تتكون قاعدة دعمه كمرشح بشكل أساسي من الأشخاص الذين يواجهون صعوبات اقتصادية شديدة لتغطية نفقاتهم، وبالطبع ستتأثر صورة ميلي إذا لم تتم تلبية التوقعات.
وسواء كان بطلاً أو دعاية، فإن ترشيح خافيير ميلي يمثل بلا شك خروجًا دراماتيكيًا عن القاعدة السياسية في الأرجنتين. فمع تقدم حملته، يراقب العالم عن كثب ليرى ما إذا كان هذا المرشح المؤيد للبتكوين يمكنه تحويل رؤيته إلى حقيقة أم لا.
إخلاء مسؤولية
جميع المعلومات المنشورة على موقعنا الإلكتروني تم عرضها على أساس حسن النية ولأغراض المعلومات العامة فقط. لذا، فأي إجراء أو تصرف أو قرار يقوم به القارئ وفقاً لهذه المعلومات يتحمل مسؤوليته وتوابعه بشكل فردي حصراً ولا يتحمل الموقع أية مسؤولية قانونية عن هذه القرارات.