لا يزال الدولار الأمريكي يهيمن بقوة. ففي حين يزداد استخدام الدولار (USD) في المدفوعات عبر شبكة SWIFT، يعاني اليورو من تراجع واضح في استخدامه خلال العقد الماضي. فما أسباب هذا التراجع؟
انخفاض المدفوعات باليورو عبر SWIFT
تُعد شبكة "جمعية الاتصالات المالية العالمية بين البنوك" (SWIFT) أكثر شبكات الدفع استخدامًا على مستوى العالم. إذ تتيح تحويل الأموال بين الحسابات المصرفية. وفي تقريرها السنوي، أشارت SWIFT إلى أن اليورو يعاني من تراجع كبير في حصته ضمن المدفوعات الدولية لصالح عملات أخرى.
في مارس 2024، شكلت المدفوعات باليورو عبر SWIFT نسبة 21.93% فقط من إجمالي المدفوعات الدولية. مقارنة بـ 47.37% لصالح الدولار الأمريكي. وإذا استُبعدت المعاملات الداخلية داخل منطقة اليورو، فإن النسبة تصبح أكثر انخفاضًا، لتصل إلى 9.4% فقط، وفقًا لتحليلات مركز أبحاث Atlantic Council.
صعود العملات الأخرى على حساب اليورو
خلال السنوات العشر الماضية، كان اليورو هو العملة الأكثر فقدانًا للحصة السوقية بين العملات الدولية. ففي عام 2014، كانت حصة اليورو من المدفوعات الدولية عبر SWIFT تبلغ 30%، مقتربة من ثلث إجمالي التعاملات. هذا التراجع يعكس وضعًا غير مبشّر للعملة الأوروبية:
"الموقع المتواضع نسبيًا لليورو في المدفوعات الدولية، بعد مرور ربع قرن على إطلاقه، يعكس القوة الفريدة للدولار."
كما يشير تقرير SWIFT إلى تزايد استخدام عملات أخرى خارج الدولار واليورو. حيث أصبحت المدفوعات أكثر تشتتًا مع تزايد الاتجاه نحو التخلص من هيمنة الدولار (de-dollarization):
"تزايد عدد الاتفاقيات المتعلقة بالمدفوعات عبر الحدود باستخدام العملات المحلية [...] ساهم في زيادة تجزئة نظام المدفوعات العالمي."
مع ظهور العملات الرقمية للبنوك المركزية (CBDCs)، يزداد احتمال تفاقم التشتت داخل النظام المالي العالمي، حتى ضمن العملة الواحدة. مما يشير إلى أن النموذج المالي الذي يعتمد عليه الاقتصاد العالمي يشهد تطورًا سريعًا قد يعيد تشكيل موازين القوى النقدية.
مع تزايد استخدام العملات المحلية في التجارة الدولية، واستمرار جهود بعض الاقتصادات الكبرى في العالم مثل الصين وروسيا لتعزيز تحالفاتها الاقتصادية بعيدًا عن الدولار واليورو، يشهد النظام المالي العالمي تحولًا متسارعًا.
تعمل هذه التحولات على تعزيز الاتجاه نحو نظام متعدد العملات، حيث تلعب العملات الرقمية للبنوك المركزية (CBDCs) دورًا محوريًا في هذه المرحلة. على سبيل المثال، يبرز اليوان الرقمي كأداة رئيسية في توسيع النفوذ الاقتصادي الصيني عالميًا، مما يساهم في تفتيت هيمنة الدولار واليورو على المدفوعات الدولية ويزيد من تعقيد المشهد المالي العالمي.
إخلاء مسؤولية
جميع المعلومات المنشورة على موقعنا الإلكتروني تم عرضها على أساس حسن النية ولأغراض المعلومات العامة فقط. لذا، فأي إجراء أو تصرف أو قرار يقوم به القارئ وفقاً لهذه المعلومات يتحمل مسؤوليته وتوابعه بشكل فردي حصراً ولا يتحمل الموقع أية مسؤولية قانونية عن هذه القرارات.
