لم يكن أكثر المتفائلين يتوقع أن يتحول الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الذي هاجم العملات الرقمية علنًا عام 2019، إلى أحد أكبر المستفيدين من هذه السوق بعد ست سنوات فقط. فمن رفض صريح للبيتكوين إلى إطلاق عملات رقمية باسمه وتنظيم عشاءات فاخرة لحاملي توكناته… هكذا أصبحت العلاقة بين البيت الأبيض وعالم الكريبتو مثيرة للجدل وأكثر من ذلك الشبهات.
إمبراطورية ترامب الرقمية تبدأ من البيت
في عام 2024، أطلقت عائلة ترامب مشروع "وورلد ليبرتي فاينانشل" (World Liberty Financial)، وهو بروتوكول تمويل لامركزي يقوده أبناؤه إلى جانب رجل الأعمال زاك ويتكوف. المشروع لم يكن خجولًا في طموحه، إذ جمع 550 مليون دولار من خلال بيع توكن WLFI الذي يمنح حامليه حصة 75% من أرباح المنصة. ويملك دونالد ترامب وأسرته كميات ضخمة من هذا التوكن.
لاحقًا، أطلقت الشركة عملة مستقرة USD1 مدعومة بأذون الخزانة الأمريكية، وتم توزيع 47 دولارًا من USD1 مجانًا لكل حامل لـ WLFI. ومع التحضير لإطلاق محفظة رقمية خاصة بالمشروع، بات واضحًا أن ترامب لا يضع قدميه في عالم الكريبتو فحسب، بل يسعى لبناء منظومة متكاملة تحت رايته.
👈 اقرأ المزيد: أهم 7 عملات رقمية.. تعرف علىMag 7 العملات المشفرة
بين المزاح والمليارات: قصة توكن TRUMP وMELANIA
في خطوة وُصفت بأنها "هجينة بين الدعاية والكسب المالي"، أطلق ترامب بنفسه عملة الميم TRUMP قبيل دخوله البيت الأبيض مجددًا. وبعدها بيوم، أطلقت زوجته ميلانيا توكنها الخاص MELANIA. وبينما صعدت أسعار هذه العملات بفعل الحملة الإعلامية الضخمة المصاحبة، أثيرت علامات استفهام كثيرة حول تركّز التوكنات بأيدي مؤسسات مرتبطة بعائلة ترامب.
فبحسب بيانات السوق، تحتفظ شركتان هما CIC Digital وFight Fight Fight بحوالي 80% من المعروض الكلي لـ TRUMP، ما أثار مخاوف من استخدامها لأغراض تسويقية أو كوسيلة وصول حصري للرئيس. ويبدو أن هذه المخاوف لم تكن بدون أساس، فقد نُظم عشاء فاخر في منتجع Mar-a-Lago حضره كبار حاملي التوكن فقط… لقاء الرموز الرقمية.
👈 اقرأ المزيد: أفضل 3 منصات لشراء الأسهم في الوطن العربيd8%ac%d9%86%d8%a8-%d8%a3%d8%ae%d8%b7%d8%a7%d8%a1-%d8%a7%d9%84%d8%aa%d8%af%d8%a7/" target="_blank" rel="noreferrer noopener">كيف تتداول الكريبتو؟ تجنب أخطاء التداول الكارثية
بين التربّح والشرعية: هل ما يفعله ترامب قانوني؟
حتى اللحظة، لا شيء من هذه الخطوات يبدو غير قانوني بشكل مباشر. لكنها تثير تساؤلات أخلاقية جوهرية: هل يمكن للرئيس الأمريكي أن يشرّع قوانين يستفيد منها ماديًا؟ وهل ما يحدث هو تضارب مصالح صريح أم مجرد استثمار ذكي في قطاع واعد؟
في النهاية، يبدو أن ترامب فهم مبكرًا إمكانات العملات الرقمية ليس فقط كمستقبل مالي، بل كأداة نفوذ وشبكة تأثير سياسية واقتصادية. غير أن هذا التداخل بين السياسة والكريبتو، خاصة في أكبر ديمقراطية في العالم، يفتح الباب لمراجعات قانونية ومساءلات قد لا تتأخر.
إخلاء مسؤولية
جميع المعلومات المنشورة على موقعنا الإلكتروني تم عرضها على أساس حسن النية ولأغراض المعلومات العامة فقط. لذا، فأي إجراء أو تصرف أو قرار يقوم به القارئ وفقاً لهذه المعلومات يتحمل مسؤوليته وتوابعه بشكل فردي حصراً ولا يتحمل الموقع أية مسؤولية قانونية عن هذه القرارات.
