يعقد البنك الفيدرالي الأمريكي اجتماعاً مهمًا يومي 13 و 14 ديسمبر. وذلك لبحث أسعار الفائدة ومحاولة تقليص معدل تضخم في البلاد. وتنتظر السوق الرقمية المشفرة هذه القرارات في تخوف منها ومن تأثير هذا الاجتماع على أسعار العملات المشفرة . والتي تعيش حاليا في وضع متأزم خاصة وأن السوق الهابطة لا تزال مستمرة لأكثر من 180 يومًا.
ومن المقرر أن يناقش الاجتماع المقبل للاحتياطي الفيدرالي الأمريكي أسعار الفائدة في ظل ظروف ارتفاع معدلات التضخم في الولايات المتحدة الأمريكية. ويتوقع بناءً على التصريحات السابقة لرئيس الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول، زيادة نسبة الفائدة بحوالي 0.75% الأسبوع المقبل بدلاً من 0.50%.
قرارات الفيدرالي قد تسبب انهيار أسعار العملات المشفرة
في الوقت الذي لا تزال فيه أسعار العملات المشفرة تقبع تحت خط المقاومة الذي يتشكل عند 17 ألف دولار. يبدو محللو العملات المشفرة ومستثمرو السوق وحتى المتداولين متخوفون من القرارات التي سينتهي بها اجتماع الفيدرالي.
ويعتقد المحللون أن مخاطر الإطاحة بأسعار بيتكوين BTC تزداد مع اجتماع الفيدرالي. وخاصة و أن سعر بيتكوين BTC قد فشل في الوصول إلى 18 ألف دولار منذ 30 يوما. ويتخوف المحللون أيضا أن ينهي اجتماع الفيدرالي حماس المستثمرين في التشفير أو أن يمارس ضغطا على الأسعار المتقلبة للعملات المشفرة. مما سيهدد الصحة المالية لقطاع الأصول الافتراضية عالية المخاطر.
وبعد ارتفاعها بنسبة هامشية وتخطيه عتبة ال 17 ألف دولار ووصوله ل17.2 ألف دولار في 11 ديسمبر، انخفض سعر بيتكوين مجددا بنسبة 1% مساء 12 ديسمبر واستقر عند حدود 16.9 ألف دولار للوحدة قبل أن يرتفع بعد ساعات قليلة مجددا ويستعيد وقوفه على خط 17 ألف دولار. بينما لم تتجاوز نسبة ارتفاعه الاسبوعي 0.98% بقيمة سوقية بلغت 327 مليار دولار وحجم تداول بلغ 5.3 مليار دولار في آخر 24 ساعة.
ويزامن هذا التخوف محاولات متداولو الهامش الطويل التماسك مع مستويات الأسعار الحالية. ومع التقلبات في الاتجاه الهبوطي التي تشهدها السوق المشفر يبدو أن أسعار بيتكوين والعملات البديلة قد تتعرض لانتكاسات جديدة بسبب قرارات الفيدرالي الأمريكي المنتظرة.
مؤشرات السوق المالية الأمريكية تتعقد و تنذر بأزمة مالية قادمة
تشير التقارير المنشورة بخصوص الاقتصاد الأمريكي، أن تكاليف البيع والخدمات قد ارتفعت أيضا خلال الأشهر الماضية. الأمر الذي شكل رد فعل على رفع أسعار الفائدة من قبل من طرف البنك الفيدرالي سابقا.
ويبدو أن أسعار السلع والخدمات لا تزال في حالة ارتفاع مستمر. مما يفاقم معدلات التضخم في البلاد و التي من المتوقع أن تستمر أطول مما اعتقد أصحاب رأس المال سابقا.
وبما أن الدولار، الذي يمثل عصب الاقتصاد الامريكي، سيكون أول ما يتم مناقشته في اجتماعات الفيدرالي. فيبدو أنه سيكون مثار جدل أيضا. بسبب تأرجح مؤشر الدولار الأمريكي (DXY) U.S. Dollar Index بين 104.67 و 105.23 في آخر 24 ساعة. ويستعمل هذا المؤشر لقياس قوة الدولار مقابل عدد من أهم العملات الأجنبية. وفي 4 ديسمبر، كان المؤشر قد بلغ أدنى مستوى خلال آخر 160 يوما عند حدود 104.10.
أما أسعار النفط فلطالما كانت نقطة نقاش محورية للفيدرالي أيضًا و تعتبر مركز اهتمام المستثمرين. حيث سجل خام غرب تكساس الوسيط West Texas Intermediate WTI (أحد خامات القياس العالمية التي تُستخدم في تسعير الخامات الأخرى، خاصّةً في أميركا الشمالية، أكبر سوق للنفط في العالم، لذلك فهو النفط المعتمد ببورصة نيويورك.) أدنى مستوى سنوي جديد عند 71.10 دولار في 8 ديسمبر.
إذا، تشير بيانات الاقتصاد الأمريكي بعد سلسلة قرارات الفيدرالي في الأشهر الماضية، إلى تزعزع الثقة في قدرة الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي على كبح جماح التضخم دون التسبب في ركود كبير.
تأثير اجتماع الفيدرالي المقبل على بيتكوين BTC والعملات البديلة
لطالما تأثرت أسعار بيتكوين BTC والعملات البديلة بقرارات البنوك المركزية المهمة في العالم. بما فيها الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي والبنك المركزي الأوروبي. ولطالما سببت قرارات الاحتياطي الفيدرالي ارتفاع أو انخفاض أسعار العملات المشفرة. وفي آخر تصريحات له، صفع البنك المركزي الأوروبي سوق التشفير عندما شارك مدونة قال فيها ان بيتكوين لن يصلح استثمار ولا عملة ولا أصلا مالياً. لكن كل ذلك لم يقتل السوق المشفرة ولم ينهي بيتكوين والعملات المشفرة ولم يقلل من حماس المستثمرين بها.
ولعبت المطالب المتزايدة بتنظيم السوق المشفرة دورًا كبيرا في تقلبات أسعار بيتكوين و العملات البديلة. حيث تسببت متابعات لجنة الأوراق المالية والبورصات الأمريكية (SEC) لرواد التشفير قضائيا لخسائر في السوق الرقمية إضافة إلى تضييقات بعض الدول على التشفير. و حتى قرارات الفيدرالي طالما أثرت على الأسعار. وساهم التقلب في السوق المشفرة في تسويات سريعة لصفقات الشراء والبيع.
وأعلنت هيئة الأوراق المالية والبورصات إن الأزمة الأخيرة في قطاع العملات المشفرة قد تسببت في اضطراب واسع النطاق. وأن الشركات الأمريكية قد يكون لديها التزامات تصريح بموجب قانون الأوراق المالية الفيدرالية بتأثير الأحداث الأخيرة على أعمالها وبالتالي التصريح بامتلاكها للأصول المشفرة من عدمه.
ويعتبر مؤشر انحراف دلتا أحد المؤشرات الرئيسية في معادلات التنبؤ والاستشراف في السوق المشفرة. ويدرس المؤشر خيارات الشراء والبيع المتشابهة ويكون إيجابيا عندما تصبح خيارات الشراء الوقائية أعلى من خيارات استدعاء المخاطرة.
كما تحسن انحراف دلتا بنسبة 25% بين 4 ديسمبر و9 ديسمبر، مما يدل على أن متداولي الخيارات أصبحوا أقل كرهًا للمخاطرة بسبب تقلبات الأسعار غير المتوقعة. لكن يشير انحراف الدلتا الحالي الذي وصلت نسبه إلى 15% إلى أن المستثمرين لا يزالون في حالة خوف.
صفقات شراء هامش بيتكوين تشهد ارتفاعا
تعكس صفقات البيع بالهامش وضع المتداولين المحترفين في العملات المشفرة. بسبب أنها تسمح للمستثمرين باقتراض العملات المشفرة. حيث يتوجه المستثمر لزيادة التعرض بواسطة اقتراض العملات المستقرة لشراء بيتكوين.
كما توضح بيانات منصة OKX أن نسبة الإقراض الهامشي عليها زادت خلال الأسبوع الماضي. مما يشير إلى أن المتداولين المحترفين زادوا من الرافعة المالية لديهم حتى بعد فشل اختراق خط المقاومة عند 17.5 ألف دولار.
إذا يتجه المستثمرون إلى اقتراض العملات المستقرة بهامش واسع لشراء بيتكوين، خاصة و أن الذين يبيعون العملة يراهنون على انخفاض الأسعار في المستقبل. وستكون حزمة قرارات الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي ذات أهمية قصوى للمستثمرين في السوق المشفرة. حيث من المتوقع أن تغير مسار و اتجاه القطاع.
إخلاء مسؤولية
جميع المعلومات المنشورة على موقعنا الإلكتروني تم عرضها على أساس حسن النية ولأغراض المعلومات العامة فقط. لذا، فأي إجراء أو تصرف أو قرار يقوم به القارئ وفقاً لهذه المعلومات يتحمل مسؤوليته وتوابعه بشكل فردي حصراً ولا يتحمل الموقع أية مسؤولية قانونية عن هذه القرارات.