ما الذي يحدث لعملة البتكوين إذا أصبح العالم في حرب نووية؟ وهل ستنجو صناعة العملات الرقمية أم ستهلك؟
تمثل عملة البتكوين العملة اللامركزية الأولى في العالم، لتتصدر أخبار العملات الرقمية منذ أكثر من عقد زمني بفضل قيامها على تقنية البلوك تشين، حيث وصفها الخبراء بالثورية في عالم المعاملات المالية.
على ما يعتمد بلوك تشين البتكوين؟
يشرح خبراء التشفير فهم أساسيات البتكوين وتقنية البلوك تشين، حيث تعتبر تقنية البلوك تشين دفتر أستاذ رقمي يسجل كل معاملة بتكوين، لتحتوي كل كتلة على سجل متعدد من المعاملات، وبمجرد الإضافة إلى البلوك تشين لا يمكن إجراء تغيير في هذه الكتلة، بما يؤسس سجل دائم ومقاوم للتلاعب من الأشخاص لكل معاملة بتكوين.
والتقنية لامركزية، فلا توجد مؤسسة تتحكم بها، بل يتم صيانتها بواسطة شبكة من أجهزة الكمبيوتر تسمى العقد، والتي تتعاون من أجل صحة المعاملات وتسجلها، حيث إلغاء وجود سلطة مركزية تشرف على المعاملات المالية.
البتكوين في زمن الحرب النووية
ماذا يحدث لعملة البتكوين في زمن الحرب النووية؟ بالطبع عند وجود الحرب في منطقة جغرافية محددة، فمن المتوقع أن يتم تدمير العقد في تلك المنطقة، بما يجعل صعوبة في عمل تقنية البلوك تشين.
اختلاف الهجوم النووي
يختلف نظام الهجوم النووي اعتماداً على الموقف والمهاجم، حيث يمكن استخدام الأسلحة النووية لاستهداف مناطق معينة.
وفي الأغلب يكون الهجوم محدد حيث التأثير على مناطق مستهدفة، بما يؤثر على بلاد أو مناطق كاملة.
ويمكن استخدام الهجوم ذات النبضات الكهرومغناطيسية للتأثير على منطقة كبيرة، أي تفجير عدد صغير من الأسلحة النووية على ارتفاعات عالية من أجل تدمير المعدات على مساحة واسعة.
وينتج عن هذا الهجوم آثار بعيدة المدى، حيث التأثير على بلاد أو مناطق بأكملها.
الحرب الشاملة
يفرغ الطرفان في الحرب الشاملة الاحتياطيات الخاصة بالأسلحة النووية، حيث تدمير الأهداف الأولية والثانوية داخل البلدان غير المحايدة، بما يؤدي إلى عواقب طويلة الآجل لسنوات عديدة.
العواقب
تثير النبضات الكهرومغناطيسية نتائج طويلة المدى على المعدات، فحينما يتم تفجير قنبلة نووية يسبب هذا تدمير لشبكة الطاقة الخاصة بأجهزة التلفزيون والكمبيوتر والهواتف والأجهزة الإلكترونية.
ويدمر هذا ايضا وحدات المعالجة المركزية، ومحركات الأقراص الصلبة وهي مكونات أساسية في الأجهزة الإلكترونية، أي تدمير أي جهاز متصل بالطاقة.
ولن تتأثر البلد التي تم تدميرها فقط، بل يمكن انتشار القنابل النووية في القارة بأكملها، ويجعل ذلك المعدات الإلكترونية دون فائدة وبالتالي معاناة المزيد من البشر من هذا التدمير، بعد أن أصبحت غير صالحة للاستخدام.
تدمير معدات التعدين
وبالحديث عن تدمير المعدات، فمن ضمنها معدات التعدين، بما ينتج عنه تأثير على عملة البتكوين، عن طريق الإنفجار النووي حيث تعطل صعوبة التعدين لمدة زمنية كبيرة.
ويؤثر ذلك بالطبع على المعدنين، حيث معالجة كتل التعدين والمعاملات، ويسبب ذلك تعطيل في الشبكة وخسائر اقتصادية كبيرة.
وينتج عن هذا الانقسام الثابت وصعوبة التعدين الأقل، لذا فإن المعدنين من يمتلكوا أجهزة ذات قوة أقل لن يتمكنوا من مواصلة عمليات التعدين أو استمرار معالجة المعاملات.
والانقسام الكلي ضروري لعملة البتكوين للحفاظ على عملها على مدار الأيام أو الأشهر أو السنوات التي هي بعد الهجوم النووي.
منع المكافآت
تحفز مكافآت الكتلة المعدنين على القيام بعملهم، لذا فمن الضروري في هذه الظروف ضبط المكافآت حتى إذا كانت الأرباح أقل ومع الانخفاض في صعوبة التعدين، ويوفر هذا للشبكة أن تظل عاملة وتجنب آثار تدمير أجهزة التعدين.
ويحقق هذا استمرار عمل البلوك تشين نتيجة استمرار عمل العقد في العديد من أجزاء العالم.
ما مصير البتكوين بعد الحرب النووية ونهاية العالم؟
لن تشمل عملة البتكوين قائمة الأولويات الخاصة بالأشخاص، فمع نقص معدات التعدين سيصبح النشاط التعديني أكثر صعوبة نتيجة ارتفاع تكلفة الحصول على الطاقة.
لذا يكون توفير الطاقة في هذه الحالة ضرورياً فقط لإنتاج الغذاء أو الإمدادات الطبية أو تأمين ضروريات الحياة بدلاً من بذلها في نشاط تعدين البتكوين.
ويؤدي نقص الطاقة إلى صعوبة استخدام البتكوين، وتصبح مصادر الطاقة الشمسية عديمة الفائدة بما يعني استخدام أشكال أخرى من الطاقة ذات تكلفة أبسط في عالم ما بعد الحرب النووية.
هل تنجو البتكوين؟
يعد منطق اللامركزية أمراً هاماً لبقاء تقنية البلوك تشين في حالة وجود حرب نووية، لأنها توزع شبكة كبيرة من العقد لذا هي أكثر مقاومة للتدمير من النظام المركزي.
وتشبه لامركزية البلوك تشين النظام الموزع، حيث لا يؤثر فشل عقدة على النظام بالكامل.
وثمة عامل أخر وهو أن معاملات البلوك تشين يتم تسجيلها عبر العديد من المواقع، بما يعني أن تدمير موقع واحد لن يؤثر في المعاملات، لأن البلوك تشين بمثابة سجل دائم.
وهذه الميزة هامة في حالة وجود حرب نووية حيث تسجيل كافة المعاملات المالية التي تتم عبر البلوك تشين حتى مع التدمير لمنطقة جغرافية.
ولا تتسم عملة البتكوين بوجود شكل مادي لها، حيث أنها عملة رقمية تعتمد على الإنترنت، وفي حالة عدم وجود اتصال لن تتمكن العقد بالاتصال بباقي الشبكة، وبالتالي لا يمكن معالجة المعاملات.
الحد الأدنى لبقاء البتكوين
مع وجود العقد والاتصال بالإنترنت في أجزاء من العالم، سوف تستمر البلوك تشين في العمل وتكون البتكوين قابلة للاستخدام.
وستكون الحرب النووية كارثة على العالم، لذا فمن المتوقع أن تدمر البلوك تشين وبتكوين.
وطبقاً للطبيعة اللامركزية للتقنية والعملة فهي أكثر مقاومة للتدمير مقارنة بالنظام المركزي.
وقد تتأثر التقنية في منطقة معينة ولكنها سوف تستمر في العمل مع العملة بتكوين، حيث مازال يوجد عقد واتصال بالإنترنت في أجزاء من العالم.
ويمكن أن تنجو البتكوين لفترة مع وجود حرب نووية، ولكن ثمة متطلبات أخرى يمكن أن تساهم في استنزاف الطاقة من جميع الموارد، وبالتالي لن تعمل العملة الرقمية بالكفاءة المطلوبة.
إخلاء مسؤولية
جميع المعلومات المنشورة على موقعنا الإلكتروني تم عرضها على أساس حسن النية ولأغراض المعلومات العامة فقط. لذا، فأي إجراء أو تصرف أو قرار يقوم به القارئ وفقاً لهذه المعلومات يتحمل مسؤوليته وتوابعه بشكل فردي حصراً ولا يتحمل الموقع أية مسؤولية قانونية عن هذه القرارات.