شهدت الساعات الأربع والعشرون الماضية تصعيدًا غير مسبوق في العلاقة بين أغنى رجل في العالم، إيلون ماسك، ورئيس الولايات المتحدة دونالد ترامب. ما بدأ كمجرد خلاف حول سياسة الميزانية، تحول إلى حرب كلامية حادة على وسائل التواصل الاجتماعي، بلغت حد الاتهامات الشخصية من العيار الثقيل.
شرارة الخلاف: قانون "الفاتورة العظيمة والجميلة"
في 22 مايو، مرر مجلس النواب الأميركي قانونًا مثيرًا للجدل يُعرف بـ"One Big Beautiful Bill Act"، بفارق صوت واحد فقط. القانون يتضمن تخفيضات ضريبية، قيودًا مشددة على برنامج Medicaid للرعاية الصحية، بالإضافة إلى رفع سقف الدين العام.
ورغم أن مثل هذه السياسات قد تبدو تقليدية، إلا أن حجم الدين الأميركي الذي تجاوز 36 تريليون دولار، أثار قلق العديد من الاقتصاديين، ومن بينهم ماسك، الذي رأى أن القانون يعمّق من أزمة التمويل الهيكلي في البلاد.
في سلسلة تغريدات غاضبة، انتقد ماسك الطريقة التي تم بها تمرير القانون، مؤكدًا أن الكونغرس لم يُمنح الوقت الكافي لدراسة تبعاته. كما ذكّر ترامب بتصريحات سابقة له قال فيها إن السياسي الذي يصوّت لميزانية فيها عجز يجب أن يُمنع من الترشح مرة أخرى.
👈 اقرأ المزيد: رؤية ChainSwap حول التحديات الأمنية في سوق العملات المشفرة
ترامب يهدد… وماسك يرد بالانسحاب من "الفضاء"
رد ترامب لم يتأخر، حيث صرّح بأن "الطريقة الأسهل لتوفير مليارات الدولارات هي إنهاء الدعم الفيدرالي ومشاريع العقود الممنوحة لإيلون ماسك"، مضيفًا: "لطالما تفاجأت من أن بايدن لم يفعل ذلك!"
ماسك بدوره لم يتراجع، ولوّح بتهديد كبير: سحب مركبة Dragon الفضائية التابعة لشركة SpaceX من برنامج وكالة الفضاء ناسا. يُذكر أن المركبة تستخدم حاليًا لنقل المؤن والإمدادات إلى محطة الفضاء الدولية (ISS).
القنبلة: ماسك يتهم ترامب بالظهور في ملفات جيفري إبستين
لم يتوقف التصعيد هنا. ففي تغريدة صادمة، قال ماسك:
"حان وقت كشف القنبلة الحقيقية: دونالد ترامب اسمه مذكور في ملفات إبستين. هذه هي الحقيقة التي يُخشى الإفصاح عنها. يومًا سعيدًا يا DJT!"
الاتهام يُشير إلى القضية الشهيرة لرجل الأعمال جيفري إبستين، المتهم بالاتجار الجنسي بالقاصرات، والذي عُثر عليه ميتًا في زنزانته عام 2019 في ظروف غامضة.
👈 اقرأ المزيد: سلسلة قصص الاحتيال | عملة ملكة الكريبتو وبورصة Thodex
ولم يصدر أي رد رسمي من إدارة ترامب بشأن الاتهام حتى لحظة كتابة هذه السطور، لكن الرئيس الأميركي دافع عن قانون الميزانية الجديد، قائلاً إنه سيوفر أكثر من 1600 مليار دولار من النفقات، وإنه لولاه لكانت الضرائب سترتفع بنسبة 68%.
هل نخسر أكثر من مجرد حرب كلامية؟
في ظل هذا التراشق غير المسبوق، فقد سهم شركة Tesla أكثر من 14% من قيمته السوقية في البورصة. ورغم أن الأسباب المباشرة لهذا الانخفاض غير واضحة، إلا أن الوضع يعكس حجم التوتر الذي قد يؤثر على الثقة في السوق الأميركية بشكل عام.
اللافت أن هذه المواجهة تعكس انقسامًا متسارعًا بين التيار التكنولوجي والبيت الأبيض، في وقت يشهد فيه العالم تحولات كبرى في النظام الاقتصادي، والبحث عن بدائل نقدية مثل البيتكوين كملاذ من التضخم والديون السيادية.
إخلاء مسؤولية
جميع المعلومات المنشورة على موقعنا الإلكتروني تم عرضها على أساس حسن النية ولأغراض المعلومات العامة فقط. لذا، فأي إجراء أو تصرف أو قرار يقوم به القارئ وفقاً لهذه المعلومات يتحمل مسؤوليته وتوابعه بشكل فردي حصراً ولا يتحمل الموقع أية مسؤولية قانونية عن هذه القرارات.
