عودة

ارتفاع عوائد السندات الأمريكية... ما دلالاتها لمتداولي العملات الرقمية؟

sameAuthor avatar

كتابة وتحرير
Elhadi Bouazizi

08 أبريل 2025 10:12 AST
موثوق
  • ارتفاع عوائد السندات الأمريكية يعكس ضغوطًا اقتصادية ويؤثر على أداء الأصول عالية المخاطر كالعملات الرقمية.
  • تقلب الأسواق بعد سياسة ترامب الجمركية أثر على البيتكوين، الذي انخفض ثم تعافى وسط حالة من عدم اليقين.
  • بعض المحللين يرون أن البيتكوين أظهر مرونة نسبية مقارنة بالأسهم، ما يعزز فرضية فك ارتباطه عنها.
  • استمرار العوائد المرتفعة قد يُقيد سياسة الفيدرالي، ويشكل تحديًا إضافيًا أمام نمو الأصول الرقمية في المدى القريب.
Promo

في ظل الاضطرابات الأخيرة التي شهدتها الأسواق العالمية، تزايدت أهمية مراقبة سوق السندات الأمريكية، ليس فقط بالنسبة للمستثمرين التقليديين، بل كذلك لمتداولي العملات الرقمية المشفرة. هذا التغيّر المتسارع في موازين السوق أثار تساؤلات عميقة حول العلاقة بين الأصول الرقمية والعوامل الاقتصادية الكبرى، مثل التضخم والعوائد على سندات الخزانة.

في هذا السياق، يأتي تحليلنا لتسليط الضوء على آثار ارتفاع العوائد على سوق العملات الرقمية، وخاصة البيتكوين، في ظل السياسة التجارية الجديدة للرئيس الأمريكي دونالد ترامب.

Sponsored
Sponsored

شهدت الأسواق المالية تقلبات حادة إثر إعلان ترامب عن سياسة جمركية جديدة الأسبوع الماضي، ما أدى إلى تراجع حاد في مؤشرات الأسهم العالمية، وخسارة تريليونات الدولارات من القيمة السوقية.

العملات الرقمية، وعلى رأسها بيتكوين BTC، لم تكن بمنأى عن هذه التداعيات، حيث هبط سعر العملة مؤقتًا دون حاجز 75,000 دولار، قبل أن يتعافى لاحقًا إلى مستويات تقترب من 80,000 دولار.

إلا أن هذا التعافي المؤقت لا يلغي حقيقة أن الأسواق تتجه نحو مزيد من التقلبات في ظل مرحلة اقتصادية جديدة يفرضها المشهد السياسي الأمريكي.

لماذا ينبغي لمتداولي العملات الرقمية متابعة سوق السندات؟

في هذا السياق، يُشير عدد من المحللين الماليين إلى أهمية متابعة ما يجري في سوق السندات الأمريكية، إذ إن الارتفاع المفاجئ في عوائد هذه السندات قد يكون مؤشرًا بالغ الدلالة.

أشار خبراء الاقتصاد الكلي، ومن بينهم المحللة الشهيرة لين ألدن Lynn Alden، إلى أن ارتفاع عوائد السندات الأمريكية، وتحديدًا لأجل 10 سنوات، تزامن مع هبوط حاد في الأسهم، ما يعكس تبدلًا في توجهات المستثمرين.

Sponsored
Sponsored

لكن، ما الذي يجعل متداولي البيتكوين والعملات الرقمية يولون اهتمامًا خاصًا بهذه الظاهرة؟

يوضح مايكل ليبويتز، مدير المحافظ في شركة "RIA Advisors"، أن العلاقة معقدة ولا يمكن اختزالها في تفسير واحد بسيط. فعندما يبيع المستثمرون أسهمهم، قد لا يجدون ضرورة للاحتفاظ بالسندات كأداة تحوّط، ما يدفعهم لبيعها أيضًا.

ويُضيف: "أفضل دائمًا الحذر في التفسيرات السريعة، فالسوق يتّسم بتقلّب عالٍ، وقد يكون البيع نتيجة مخاوف من ارتفاع التضخم أو حتى خطوات صينية مضادة للرسوم الجمركية".

جدير بالذكر أن المستثمرين حين يشترون سندات الخزانة الأمريكية، يحصلون بالمقابل على عائد ثابت. فإذا ارتفع الطلب على هذه السندات، ينخفض العائد، والعكس صحيح. وفي يوم الإثنين، شهدت عوائد سندات العشر سنوات ارتفاعًا حادًا، ما يُشير إلى تراجع الإقبال عليها، وهو ما يحصل عادةً عندما يسعى المستثمرون إلى السيولة في ظل تراجع أصول أخرى مثل الأسهم.

ومن الناحية الاقتصادية، يُعبّر ارتفاع العائدات عن توقعات السوق بنمو اقتصادي أقوى أو تضخم أعلى، بينما يعكس انخفاضها رغبة المستثمرين في الأمان، أو نظرة تشاؤمية تجاه مستقبل الاقتصاد.

Sponsored
Sponsored

اقرأ أيضا : بعد انهيار الأسواق العالمية: هل يتدخل الاحتياطي الفيدرالي لخفض الفائدة؟

الضغوط التضخمية... وسيناريوهات دولية مقلقة

يرى خبراء أن صعود العوائد ليس مجرد تقلب عابر، بل يعكس ضغوطًا أعمق تتعلق ببطء النمو وتوقّعات بتزايد معدلات التضخم.

بحسب غريغ ماغاديني Greg Magadini، مدير المشتقات المالية في Amberdata، فإن الرسوم الجمركية التي يفرضها ترامب قد تُسهم مباشرة في دفع معدلات التضخم إلى الارتفاع، ما يُشكّل ضغطًا إضافيًا على البنوك المركزية.

ويُحذّر ماغاديني من سيناريو أكثر قلقًا، يتمثل في احتمال قيام الدائنين الدوليين للولايات المتحدة ببيع السندات الأمريكية كرد فعل على هذه السياسات، وهو ما قد يؤدي إلى زعزعة الثقة في أدوات الدين الأمريكية.

Sponsored
Sponsored

في السياق ذاته، يرى مايك كاهيل Mike Cahill، المدير التنفيذي لشركة Douro Labs، أن ارتفاع العوائد رغم تراجع الأسهم يبعث برسالة واضحة مفادها أن "الاحتياطي الفيدرالي مقيد"، وقد يضطر للإبقاء على سياسة نقدية متشددة لفترة أطول، مما لا يصب في مصلحة الأصول العالية المخاطر، مثل العملات الرقمية.

وعلى مدى السنوات الماضية، ارتبطت تحركات البيتكوين وسوق العملات الرقمية بأسواق التكنولوجيا والأسهم، وازدهرت في بيئة الفوائد المنخفضة. لكن في تداولات الإثنين، ورغم أن البيتكوين سجّل تراجعًا، إلا أن استجابته لارتفاع العوائد لم تكن بنفس الحدة التي ظهرت في سوق الأسهم.

ماثيو سيغل، رئيس قسم أبحاث الأصول الرقمية في شركة "VanEck"، صرّح بأن ارتفاع عوائد السندات لم يدفع بأسعار العملات الرقمية نحو موجة تصحيح قاسية كما حدث في عام 2022. وأوضح أن "البيتكوين أظهر مرونة ملفتة، ما يدل على احتمال تراجعه عن الارتباط الكلّي السابق بالعوامل الاقتصادية الكلية التقليدية".

هذه المؤشرات تُغذّي من جديد نظرية "فك الارتباط" التي تتداولها أوساط تويتر، والتي تزعم أن البيتكوين بدأ يسلك مسارًا مغايرًا لأسهم التكنولوجيا، فهل بدأ هذا التغيّر فعلاً؟ أم أنه مجرّد هدوء مؤقت في بحر متلاطم الأمواج؟

المقال مترجم بتصرف: الأصلي هنا

تنبيه

هذه المقالة مساهمة من خبير وضيف مُعتمد، اختاره فريق تحرير BeInCrypto لخبرته المُثبتة. الآراء الواردة هنا تُعبّر فقط عن رأي الكاتب، وقد لا تعكس آراء فريق تحرير BeInCrypto.