تصاعدت رهانات صناديق التحوط على البيع المكشوف لعملة إيثريوم ETH بنسبة 40% في أسبوع واحد، وسط اتجاه بيعي غير مسبوق أثار قلق المستثمرين. وتشير بيانات The Kobeissi Letter إلى ارتفاع هذه المراكز بنسبة 500% منذ نوفمبر 2024، وهو ما دفع للتساؤل: "ما الذي تعرفه صناديق التحوط ولا يعرفه المستثمرون؟"
في الوقت ذاته، ورغم تدفقات استثمارية قياسية، لا يزال سعر إيثريوم تحت الضغط، مسجلًا انخفاضًا بنسبة 45% عن ذروته التاريخية. فهل تكون هذه الضغوط مقدمة لانفجار سعري مرتقب أم أن السوق أمام مرحلة هبوط ممتدة؟
يظهر تحليل The Kobeissi Letter تباينًا حادًا بين حركة سعر إيثريوم واتجاه صناديق التحوط في سوق العقود الآجلة.
ويشير التقرير إلى انخفاض حاد بنسبة 37% في سعر إيثريوم خلال 60 ساعة فقط يوم 2 فبراير، متأثرًا بعناوين الأخبار عن حرب تجارية.
ورغم موجة البيع هذه ، شهدت إيثريوم تدفقات مالية قوية في ديسمبر 2024، حيث سجلت العملة 2 مليار دولار من الاستثمارات الجديدة خلال ثلاثة أسابيع، بما في ذلك 854 مليون دولار في أسبوع واحد فقط، وهو رقم قياسي .
ورغم هذه التدفقات، لم يتمكن سعر إيثريوم من التعافي، إذ لا يزال منخفضًا بنسبة 45% عن أعلى مستوى سجله في نوفمبر 2021.
هل يكون الضغط البيعي مقدمة لانفجار سعر إيثريوم ETH
يرى بعض المحللين أن التمركز الضخم لصناديق التحوط في صفقات البيع قد يؤدي إلى ضغط بيع قصير "short squeeze"، وهو ما قد يرفع سعر إيثريوم بشكل حاد إذا بدأ المستثمرون في إغلاق مراكزهم البيعية.
ومع ذلك، لا تزال أسباب هذا الاتجاه البيعي غير واضحة تمامًا، حيث تتراوح التفسيرات بين عمليات تحوط ضد تقلبات السوق، أو استراتيجيات غير تقليدية، أو توقعات متشائمة بشأن مستقبل إيثريوم.
وتزداد الشكوك حول دوافع هذه التحركات، خاصة أن إدارة ترامب والمسؤولين الجدد في الجهات التنظيمية الأمريكية أبدوا موقفًا داعمًا لإيثريوم.
لكن بالمقابل، تظهر البيانات أن العملة الرقمية قد تأخرت بشكل ملحوظ عن أداء بيتكوين، حيث ارتفع الأخير بمعدل 12 ضعفًا مقارنة بإيثريوم منذ بداية 2024.
اقرأ أيضا: إيثيريوم ETH عند أدنى مستوى أمام بيتكوين منذ 5 سنوات: ماذا حدث لثاني أكبر العملات الرقمية؟
رؤية مغايرة: هل المخاوف مبالغ فيها؟
في المقابل، يعارض بعض المحللين فكرة أن هذه الرهانات البيعية تعكس نظرة سلبية تجاه إيثريوم، معتبرين أن الصورة العامة أكثر تعقيدًا.
و أنها لا تعكس سوى جزء من السوق، حيث يتكز على بيانات صناديق التحوط، بينما لا يشمل مديري الأصول والمتداولين غير المُبلغ عنهم والمستثمرين في الأسواق الفورية.
كما أن عقود إيثريوم الآجلة على بورصة شيكاغو التجارية (CME) ليست المقياس الوحيد لسوق المشتقات العالمية، إذ تلعب منصات مثل Binance وBybit وOKX، إلى جانب أسواق التداول الفوري، دورًا رئيسيًا في تحديد اتجاه الأسعار.
أن العديد من هذه المراكز البيعية قد تكون جزءًا من استراتيجيات تحوط معقدة، مثل استراتيجيات المراجحة "cash-and-carry"، والتي لا تعني بالضرورة رهانات مباشرة ضد إيثريوم.
توقعات متفائلة رغم رهانات البيع على إيثريوم
في ظل هذه البيانات المتضاربة و الأداء الضعيفة لعملة إثيريوم ETH مقارنة بالبيتكوين و عموم السوق يبقى الكثير من المحللين متفائلين في نظرتهم البعيدة.
المحلل علي مارتينيز حدد مستوى 2,600 دولار كنقطة دعم رئيسية، مشيرًا إلى أنه إذا استطاع سعر ETH الحفاظ عليها، فقد يشهد انتعاشًا كبيرًا نحو مستويات 3,000 أو حتى 4,000 دولار.
أشار المحلل تيد بيلوز Ted Pillows إلى أوجه التشابه بين حركة سعر الإيثريوم الأخيرة وسيناريو السوق في مارس 2020، عندما تراجعت العملة بشكل حاد قبل أن تحقق انتعاشًا قويًا.
وقال: "في ذلك الوقت، اعتقد الكثيرون أن الإيثريوم قد انتهى، لكنه عاد بقوة ملحوظة".
وأكد بيلوز أن الإيثريوم قد يصل إلى 10,000 دولار خلال الدورة الحالية، معتبرًا أن هذا الهدف "مبرمج" نظرًا لدورة السوق. كما أن انخفاض رسوم الغاز بنسبة 90% قد يدعم موجة صعود جديدة.
إخلاء مسؤولية
جميع المعلومات المنشورة على موقعنا الإلكتروني تم عرضها على أساس حسن النية ولأغراض المعلومات العامة فقط. لذا، فأي إجراء أو تصرف أو قرار يقوم به القارئ وفقاً لهذه المعلومات يتحمل مسؤوليته وتوابعه بشكل فردي حصراً ولا يتحمل الموقع أية مسؤولية قانونية عن هذه القرارات.
