أعلنت شركة "بينانس"، أكبر منصّة عالمية لتداول العملات الرقمية، عن تلقّيها استثمارًا قياسيًا بقيمة 2 مليار دولار من صندوق إماراتي يُدعى MGX، في صفقة تُعد الأكبر في تاريخ الأصول الرقمية من حيث حجم الاستثمار المدفوع.
ووصفت "بينانس" هذه الصفقة بأنها أول دعم مؤسسي تتلقّاه منذ تأسيسها عام 2017، مشيرة إلى أن قيمة الاستثمار دُفعت بالكامل باستخدام عملات رقمية مستقرة. وهي أصول رقمية ترتبط قيمتها بعملات ورقية كالدولار الأميركي.
ورغم عدم الإفصاح عن اسم العملة المستخدمة أو نسبة الملكية، أكّدت الشركة أن صندوق MGX بات يمتلك حصة أقلية فيها.
ويُعدّ صندوق MGX كيانًا سياديًا حديث النشأة مدعومًا من حكومة أبوظبي. يركّز على دعم تقنيات الذكاء الاصطناعي وسلسلة الكتل "البلوك تشين".
ويأتي هذا الاستثمار ضمن سعي دولة الإمارات لترسيخ مكانتها كمركز عالمي رائد في تقنيات البلوك تشين والعملات الرقمية.
MGX.. لاعب جديد في ساحة البلوكتشين
تأسس صندوق MGX قبل عام واحد فقط في مارس 2024، واضعًا نصب عينيه دعم مشاريع التكنولوجيا المتقدمة والذكاء الاصطناعي. لكنه اليوم يدخل عالم العملات الرقمية بقوة. يرأس الصندوق الشيخ طحنون بن زايد آل نهيان، مستشار الأمن الوطني وشقيق رئيس الدولة.
تركز استثماراتها على ثلاثة مجالات رئيسية:
- البنية التحتية للذكاء الاصطناعي، وتشمل مراكز البيانات وشبكات الاتصالات.
- أشباه الموصلات، بما في ذلك تصميم وتصنيع الرقائق.
- التقنيات والتطبيقات الأساسية للذكاء الاصطناعي، مثل نماذج الذكاء الاصطناعي، البرمجيات، علوم الحياة، والروبوتات.
وقد سبق للصندوق أن ضخّ استثمارات كبرى في شركات بارزة مثل OpenAI وxAI، وأطلق صندوقًا مشتركًا مع "بلاكروك" و"مايكروسوفت" تزيد قيمته على 30 مليار دولار.
تسعى MGX إلى بناء شراكات محلية وعالمية لتعزيز الابتكار في هذه المجالات، بهدف تمكين نسيج الذكاء الاصطناعي في الاقتصاد العالمي.
وتطمح الشركة إلى بلوغ قيمة أصول تصل إلى 100 مليار دولار، مما يجعلها أداة رئيسية في استراتيجية الإمارات للريادة في قطاع الذكاء الاصطناعي.
وتطمح MGX من خلال هذه الشراكة إلى دعم مسيرة الابتكار في ملتقى الذكاء الاصطناعي والبلوك تشين والتمويل الرقمي.
"بينانس" تتوسّع رغم العقبات القانونية
تأتي هذه الصفقة في وقت تعيد فيه "بينانس" ترتيب أوراقها بعد استقالة مؤسسها تشانغبينغ تشاو، المعروف اختصارًا بـ CZ، إثر إدانته بخرق قوانين مكافحة غسل الأموال في الولايات المتحدة.
وتتولّى قيادة الشركة الآن ريتشارد تنغ، الذي شغل سابقًا منصب رئيس هيئة تنظيم الخدمات المالية في أبوظبي.
وأفادت تقارير إعلامية أن الصفقة لم تُبرم رسميًا بعد، حتى لحظة نشر الخبر، إلا أن المدير التنفيذي الجديد سيشارك في مؤتمر عالمي تنظمه قناة CNBC في سنغافورة. ما يشير إلى استمرار جهود الشركة في توسيع شراكاتها الدولية.
ويُتوقّع أن تسهم هذه الصفقة في تعزيز الثقة داخل السوق، خاصةً بعد مرحلة التعافي من الانهيارات التي عصفت بقطاع العملات الرقمية عام 2022.
ومن اللافت أنّ "بينانس" توظف في الإمارات نحو 1,000 من موظفيها البالغ عددهم 5,000. مما يعزّز حضورها في المنطقة، بعد التحديات التنظيمية التي واجهتها في بعض الأسواق الأخرى.
مشاريع كريبتو بارزة في الإمارات
تشهد دولة الإمارات نشاطًا متسارعًا في تطوير بيئة داعمة لمشاريع العملات الرقمية والبلوك تشين، حيث تسعى إلى أن تكون مركزًا إقليميًا وعالميًا لهذا القطاع.
من أبرز المبادرات منصة " Hub71" في أبوظبي، التي تقدم الدعم للشركات الناشئة في مجال التكنولوجيا المالية. بما في ذلك شركات الكريبتو، من خلال تسهيلات تمويلية وشبكات استثمارية متقدمة.
وفي دبي، يبرز مركز دبي للسلع المتعددة (DMCC) كموقع حيوي لشركات العملات الرقمية، بفضل تأسيسه منطقة حرة مخصصة لهذا القطاع.
كما أنشأت الإمارة هيئة تنظيم الأصول الافتراضية (VARA)، التي تعمل على صياغة أطر تنظيمية متقدمة لجذب المنصات والشركات العالمية.
وتشمل الخطط المستقبلية مبادرات لتعزيز استخدام البلوك تشين في القطاعات الحكومية والخاصة. بما في ذلك الهوية الرقمية، وسلاسل التوريد، والخدمات المالية. هذه التحركات مجتمعة تعزز مكانة الإمارات كوجهة موثوقة لتكنولوجيا الكريبتو في الشرق الأوسط.
إخلاء مسؤولية
جميع المعلومات المنشورة على موقعنا الإلكتروني تم عرضها على أساس حسن النية ولأغراض المعلومات العامة فقط. لذا، فأي إجراء أو تصرف أو قرار يقوم به القارئ وفقاً لهذه المعلومات يتحمل مسؤوليته وتوابعه بشكل فردي حصراً ولا يتحمل الموقع أية مسؤولية قانونية عن هذه القرارات.
