شهدت أسعار البيتكوين تعافي ملحوظ في تداولات عطلة نهاية الأسبوع واستمر في صباح يوم الاثنين في آسيا. لتقترب من 64,000 دولار. جاء هذا الانتعاش بعد صدور بيانات الوظائف الأمريكية الإيجابية التي أظهرت إضافة 254 ألف وظيفة في سبتمبر. مما فاق توقعات المحللين وزاد من التفاؤل بشأن الاقتصاد الأمريكي.
من ناحية أخرى، شهدت الأسواق المالية العالمية تحسنًا في أدائها، حيث تعافت الأسهم الأمريكية يوم الجمعة مع ارتفاع مؤشر ناسداك بنسبة 1.22%. مما يعكس تفاؤل المستثمرين بشأن مستقبل الاقتصاد الأمريكي.
توقعات خفض أسعار الفائدة
تحسن تدفق السيولة في الأسواق المالية العالمية وسط تزايد التوقعات بخفض إضافي لأسعار الفائدة من قبل الاحتياطي الفيدرالي في نوفمبر. حيث تشير أداة FedWatch من بورصة عقود المشتقات CME إلى احتمال بنسبة 94.5% لخفض الفائدة إلى نطاق بين 4.50% و4.75%.
دعم هذا التفاؤل أصول عالية المخاطر مثل العملات الرقمية و البيتكوين، حيث انخفض الضغط البيعي مع تراجع كمية البيتكوين المحتفظ بها في البورصات المركزية. وهو ما يُعتبر مؤشرًا إيجابيًا يعكس تقليل العرض المتاح للبيع.
ساهم التقرير الأخير عن الوظائف الأمريكية أيضًا في زيادة الطلب على صناديق ETF بيتكوين الفورية. حيث شهد السوق تدفقات صافية بلغت 25.6 مليون دولار يوم الجمعة.
شهدت تدفقات صافية إيجابية بلغت 25.59 مليون دولار يوم الجمعة. وأنهت الأسبوع بصافي تدفقات خارجة قدره 301 مليون دولار، وهو أول تدفق سلبي منذ السادس من سبتمبر، وفقًا لبيانات SoSoValue.
وعلى الرغم من كون هذه التدفقات متواضعة مقارنة بالمعايير التاريخية، إلا أنها تشير إلى تحسن في شهية المستثمرين تجاه البيتكوين. يعكس هذا التحول الحاد تغييرًا في معنويات المستثمرين بعد دخول شهر أكتوبر.
البيانات الاقتصادية المرتقبة لهذا الأسبوع
يترقب المستثمرون هذا الأسبوع صدور عدة بيانات اقتصادية مهمة، أبرزها بيانات التضخم لشهر سبتمبر. يُتوقع أن يظهر التقرير انخفاضًا في معدل التضخم السنوي إلى 2.3% من 2.5%. كما يُنتظر صدور بيانات مبيعات التجزئة وطلبات البطالة، والتي قد تؤثر أيضًا على تحركات السوق.
في حال جاءت البيانات الاقتصادية أفضل من المتوقع، فقد يؤدي ذلك إلى تعزيز الدولار الأمريكي وزيادة عوائد السندات. مما قد يؤثر سلبًا على أداء البيتكوين نظرًا للعلاقة العكسية بينهما.
تحديات التوترات الجيوسياسية وأثرها على البيتكوين
مع ذلك، هناك تحديات تواجه استدامة هذا الارتفاع في أسعار BTC، من بينها التوترات الجيوسياسية المستمرة في الشرق الأوسط. فقد أشار محللون إلى أن تصاعد الصراع بين إيران وإسرائيل قد يؤدي إلى زيادة تقلبات الأسواق وتراجع الأصول عالية المخاطر مثل البيتكوين.
يُضاف إلى ذلك أن سعر BTC تحتاج لاختراق مستوى المقاومة الرئيسي عند 64,500 دولار للحفاظ على هذا الزخم الصاعد. وإذا ما نجحت في ذلك، فقد نشهد اختبارًا لمستوى 66,000 دولار.
اقرأ أيضا : التوترات الجيوسياسية تعزز "التداول التحوطي" على الذهب و البيتكوين.. ولكن
ومع اقتراب الانتخابات الرئاسية الأمريكية، يبقى السوق في حالة ترقب للسياسات المحتملة التي قد تؤثر على سوق البيتكوين. فالفوز المحتمل لدونالد ترامب قد يقلل من مخاوف زيادة العرض، حيث سبق له أن أبدى اهتمامًا ببناء مخزون وطني من البيتكوين إذا أُعيد انتخابه. في المقابل، قد يؤدي فوز كامالا هاريس إلى زيادة المخاطر المتعلقة بالعرض، مما قد يؤثر على الأسعار على المدى القريب.
بشكل عام، يبدو أن أداء البيتكوين مرتبط بشكل وثيق بتطورات الاقتصاد الأمريكي والسياسات النقدية المتبعة، بالإضافة إلى التوترات الجيوسياسية وعوامل العرض والطلب في السوق.
استمرار التعافي الاقتصادي قد يدعم أسعار BTC، ولكن يجب على المستثمرين أن يظلوا حذرين من المخاطر المحتملة. سواء كانت تلك المتعلقة بالسياسات النقدية أو بالتوترات الجيوسياسية.
إن مراقبة البيانات الاقتصادية الرئيسية، مثل بيانات التضخم وتطورات صناديق ETF الفورية، ستظل ضرورية لتحديد الاتجاه المستقبلي للبيتكوين خلال الفترة المقبلة.
إخلاء مسؤولية
جميع المعلومات المنشورة على موقعنا الإلكتروني تم عرضها على أساس حسن النية ولأغراض المعلومات العامة فقط. لذا، فأي إجراء أو تصرف أو قرار يقوم به القارئ وفقاً لهذه المعلومات يتحمل مسؤوليته وتوابعه بشكل فردي حصراً ولا يتحمل الموقع أية مسؤولية قانونية عن هذه القرارات.