عادت نيران الحرب التجارية بين الولايات المتحدة والصين للاشتعال مجددًا بعد التصريحات النارية الأخيرة للرئيس الأمريكي دونالد ترامب. ووسط هذه المعركة الكلامية، يلوح في الأفق احتمال أن ترد بكين بخطوة طالما أخافت الأسواق: تخفيض قيمة اليوان. وهذه بالذات هي الأجواء التي تحبها أسواق العملات الرقمية!
تخفيض اليوان قد يفتح بوابة للهروب نحو البيتكوين
آرثر هايز، المؤسس المشارك لمنصة BitMEX، يرى أن هذه التطورات قد تكون الوقود الذي يدفع بالبيتكوين نحو ارتفاعات جديدة. إذ يرى أن تراجع قيمة اليوان قد يكون الشرارة التي تدفع المستثمرين إلى البحث عن ملاذات بديلة، وعلى رأسها العملة الرقمية الأشهر.
من المعروف أنه حينما تضعف العملة المحلية، يشعر المستثمرون بأن مدخراتهم تفقد من قيمتها الفعلية. هذا ما حدث سنة 2015 عندما خفض البنك المركزي الصيني قيمة اليوان بنسبة 2٪ في يوم واحد، وكذا سنة 2019 عندما تخطى الدولار الأمريكي الحاجز الرمزي لسبعة يوانات. وفي كل مرة، أظهرت البيانات أن تداولات البيتكوين شهدت طفرات ملحوظة عقب تلك الأحداث.
اليوم، يتوقع هايز تكرار نفس السيناريو: مع هبوط قيمة اليوان، سيتجه أصحاب رؤوس الأموال الباحثين عن حماية أصولهم إلى البيتكوين، لما يتمتع به من سهولة الوصول، والسيولة العالية، وصعوبة التحكم به من قبل الحكومات.
👈 اقرأ المزيد: دليل شامل لفهم ترميز أصول العالم الحقيقي (RWA) وتأثيرها على الاقتصاد
هايز يصف هذه الظاهرة بأنها رد فعل دفاعي طبيعي، لا سيما في ظل تصاعد الحروب التجارية، حيث يبحث الجميع عن مخرج آمن.
البيتكوين.. بوليصة التأمين الهادئة ضد قرارات بكين
كلما شددت الصين قبضتها على حركة الأموال، تتزايد التحركات نحو العملات الرقمية. وعلى الرغم من أن الحكومة الصينية تفرض حظرًا رسميًا على تداولها، إلا أن المستخدمين هناك يجدون دومًا طرقًا مبتكرة للتحايل، سواء عبر منصات تداول أجنبية أو شبكات غير رسمية لتحويل اليوان إلى عملات مستقرة أو إلى بيتكوين.
👈 اقرأ المزيد: هل تفتح انهيارات بيتكوين أبواب الفرص الاستثمارية؟
آرثر هايز يذكرنا أن هذا السلوك ليس بجديد، فقد لوحظ بوضوح خلال سنوات 2013، 2015 و2019. ومع كل مرة تخفض فيها الصين عملتها، يزداد الإقبال على البيتكوين باعتباره وسيلة واقعية وفعالة لحماية الثروة بعيدًا عن تقلبات القرارات الحكومية.
اليوم، باتت هذه الاستراتيجية أكثر رسوخًا، ومع تزايد مخاطر التشدد المالي، يصبح البيتكوين خيارًا مغريًا كملاذ رقمي آمن، حتى وإن لم يُعترف به رسميًا.
رغم تقلب السوق.. هايز يواصل الرهان على تفوق البيتكوين
رغم التراجعات الأخيرة في أسعار البيتكوين، يبقى آرثر هايز متمسكًا بتفاؤله. فهو يراهن على أن البيتكوين سيستعيد هيمنته المطلقة على السوق، مرجحًا أن ترتفع حصته إلى 70٪ من مجمل السوق الرقمي.
👈 اقرأ المزيد: ترامب يتحدث عن "دواء" للاقتصاد بينما الأسواق تواصل انهيارها
بحسب هايز، فإن العوامل الكبرى التي يجب مراقبتها هي السياسات النقدية الميسرة، وتصاعد التوترات الجيوسياسية، واضطرابات العملات الوطنية. فكلما زادت هذه العوامل، زادت جاذبية البيتكوين كونه أصلًا لا يتحكم فيه أي بنك مركزي، ولأنه بات يُعتبر مخزنًا حقيقيًا للقيمة على مستوى العالم.
وبالعودة للتحليل الفني، فقد شهد البيتكوين بعض محاولات الانتعاش بعد أن لامس أدنى مستوياته قرب 74,500 دولار، لكنه ما زال يصطدم بمقاومة قوية عند مستوى 80,900 دولار. مع ذلك، حافظ على دعمه عند 77,000 دولار وسط أحجام تداول مستقرة وإن لم تكن ضخمة.
ويبقى مستقبل الحركة مرهونًا بمدى شدة الرد الصيني على الزيادات الجمركية التي وصلت إلى 104٪. ففي حال اشتدت الضغوط النقدية، قد نشهد موجة خروج كبيرة لرؤوس الأموال باتجاه البيتكوين، الذي سيكون حينها المستفيد الأكبر من هذا التحول.
إخلاء مسؤولية
جميع المعلومات المنشورة على موقعنا الإلكتروني تم عرضها على أساس حسن النية ولأغراض المعلومات العامة فقط. لذا، فأي إجراء أو تصرف أو قرار يقوم به القارئ وفقاً لهذه المعلومات يتحمل مسؤوليته وتوابعه بشكل فردي حصراً ولا يتحمل الموقع أية مسؤولية قانونية عن هذه القرارات.
