عاشت الأسواق المالية الأمريكية ليلة عصيبة، حيث شهدت تراجعًا جماعيًا حادًا، مع تأثر قطاع التكنولوجيا بشكل خاص. فهل نحن أمام أزمة عابرة أم أن هذه الانهيارات ستستمر لفترة أطول؟
الأسواق المالية في حالة سقوط حر
لم يكن الأداء العام للأسواق المالية الأمريكية مشجعًا خلال عطلة نهاية الأسبوع، لكن الأمور ساءت أكثر مع بداية الأسبوع الجديد. فقد شهدت المؤشرات الرئيسية، لا سيما تلك المرتبطة بقطاع التكنولوجيا، انخفاضات حادة، حيث هبط مؤشر ناسداك بنسبة 4% خلال يوم واحد، متابعًا منحى هبوط بدأ منذ أواخر فبراير.
أما مؤشر داو جونز فقد سجل تراجعًا بنسبة 2.08%، فيما انخفض مؤشر S&P 500 بنسبة 2.70%، ما يعكس موجة بيع واسعة النطاق ضربت أسهم التكنولوجيا تحديدًا.
من بين الخاسرين الكبار، شهد سهم تسلا (TSLA) انهيارًا بنسبة 15.43%، بينما تراجع سهم إنفيديا (NVDA) بنسبة 5.07%، وخسر سهم ألفابت (GOOG) 4.41% من قيمته. هذا التراجع لم يقتصر على الأسهم فقط، بل امتد إلى سوق العملات الرقمية، حيث انخفض البيتكوين (BTC) إلى 76,000 دولار قبل أن يسجل تعافيًا جزئيًا.
شبح "الركود الترامبي" يلوح في الأفق
يرجح العديد من المحللين أن تسارع موجة التصفية هذه جاء بعد مقابلة للرئيس الأمريكي دونالد ترامب مع قناة فوكس نيوز يوم الأحد. فقد رفض ترامب استبعاد احتمال دخول الولايات المتحدة في ركود اقتصادي، مكتفيًا بالإشارة إلى أن البلاد تمر "بمرحلة انتقالية"، مؤكدًا أن إعادة الثروة إلى أمريكا "ستستغرق بعض الوقت".
نهج ترامب غير المتوقع فيما يتعلق بالرسوم الجمركية، إضافة إلى سياساته التصعيدية تجاه الشركاء التجاريين التقليديين مثل كندا والمكسيك وأوروبا، خلق حالة من الضبابية في الأسواق المالية. انعكاسات ذلك كانت واضحة على البنوك الكبرى، حيث خفضت غولدمان ساكس توقعاتها لنمو الاقتصاد الأمريكي في 2025 من 2.4% إلى 1.7%.
في الوقت ذاته، لا تزال معدلات التضخم مرتفعة عند 2.5% (يناير)، ويترقب المستثمرون بيانات فبراير، والتي سيتم الإعلان عنها يوم الأربعاء، لمعرفة ما إذا كان الوضع سيتحسن أم لا. ستكون هذه البيانات أول مؤشر على توجه التضخم في عهد ترامب الجديد.
سياسات ترامب تزيد من ارتباك الأسواق المالية
رغم الضغوط المتزايدة من المستثمرين لطرح رؤية اقتصادية واضحة، بدا ترامب غير مكترث بمطالبهم، إذ علق قائلًا:
"دائمًا ما يكررون ذلك.. يريدون وضوحًا. لديهم بالفعل الكثير من الوضوح!"
لكن الحقيقة أن الأسواق المالية لا تزال تعاني من التخبط بسبب سياسات ترامب المتقلبة، سواء فيما يتعلق بالحرب التجارية، أو الموقف من الأزمة الأوكرانية، أو التدخل الأمريكي المتزايد في الشرق الأوسط. وبينما قد يكون لـ"تأثير ترامب" وقعٌ قوي على الأسواق، فإنه بالتأكيد ليس التأثير الذي كانت وول ستريت تأمله.
عاشت الأسواق المالية الأمريكية ليلة عصيبة، حيث شهدت تراجعًا جماعيًا حادًا، مع تأثر قطاع التكنولوجيا بشكل خاص. فهل نحن أمام أزمة عابرة أم أن هذه الانهيارات ستستمر لفترة أطول؟
إخلاء مسؤولية
جميع المعلومات المنشورة على موقعنا الإلكتروني تم عرضها على أساس حسن النية ولأغراض المعلومات العامة فقط. لذا، فأي إجراء أو تصرف أو قرار يقوم به القارئ وفقاً لهذه المعلومات يتحمل مسؤوليته وتوابعه بشكل فردي حصراً ولا يتحمل الموقع أية مسؤولية قانونية عن هذه القرارات.
