يناقش مواطني الولايات المتحدة التحديات التي تصيب العملة الدولارية، حيث أن عملة الاحتياطي تخضع للعديد من العقبات. حيث أصدر الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب تحذيراً بشأن مستقبل أمريكا، مسلطاً الضوء على الوضع المتدهور للدولار الأمريكي. وفي ظل هذا التراجع المحتمل، يظهر المنافس الجديد لعملة البتكوين BTC بطبيعته اللامركزية. فهل يمكن لهذه العملة الرقمية أن تكون مستعدة لتحدي الدولار؟
الدولار الأمريكي يفقد السيطرة
في مقابلة حديثة، رسم الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب صورة قاتمة لمستقبل أمريكا. حيث أكد وجود تأثير ضعيف للولايات المتحدة على المسرح العالمي.
ومن الأمور المركزية في هذا التخمين ما يعتبره ترامب حالة متضائلة للدولار كعملة احتياطية في العالم، ليصف الخسارة بالأكبر من خسارة الحرب.
وأعلن ترامب، مستخدماً صورًا حية للتعبير عن وضع أمريكا العالمي الضعيف بتضاءل قوتها من حيث العملة؛ قيمتها واستخدامها على مستوى العالم.
لم يلطف ترامب كلماته عندما سلط الضوء على دور الدولار في التجارة والسياسة وأعترف بطموحات الصين في استبدال الدولار باليوان.
على الجانب الآخر، فإن السردية التي ينسجها ترامب تشير إلى أن قرارات السياسة المحلية هي المحرك الرئيسي لهذا التراجع. حيث يلقي الرئيس السابق باللوم على سياسة البلاد وبخاصة في معالجة التضخم.
وأعرب ترامب عن أسفه لتجميد إدارة بايدن لعمليات التنقيب عن النفط البرية والبحرية، كما سلط الضوء على العواقب الكارثية للتقاعس عن العمل فيما يتعلق بقضية الديون الأمريكية محذراً من عدم معالجة الديون.
كما شجب السياسات المالية الأخيرة باعتبارها الحافز، معربًا عن أسفه لأنها تقترض المال كما لو أنه لا يوجد غد بحسب قوله.
بتكوين عملة احتياطية عالمية
في سياق متصل، فعلى مدى قرن من الزمان، تمتع الدولار بمكانته كعملة احتياطية عالمية بلا منازع. وقبل الدولار، احتفظت القوى الخمس؛ البرتغال وإسبانيا وهولندا وفرنسا وبريطانيا، بهذا الوضع لما يقرب من قرن. لذا فالوصول إلى علامة المائة عام هذه يثير بطبيعة الحال تساؤلات حول مستقبل الهيمنة العالمية للدولار.
وبينما يواجه المتنافسون التقليديون مثل؛ اليورو واليوان الصيني تحدياتهم الخاصة، تظهر فئة جديدة من المتنافسين ومنها أصل البتكوين.
حيث تعمل البتكوين BTC على شبكات لامركزية من نظير إلى نظير، ووسط مخاوف من قيام البنوك المركزية، ولا سيما الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي، بتقويض عملاتها، حظيت عملة البتكوين باهتمام كبير، حيث تضاعفت قيمتها منذ بداية العام.
ويتزامن صعود عملة البتكوين، بميزاتها الفريدة كعملة رقمية لامركزية وآمنة، مع تصاعد الديون الأمريكية، فمن المتوقع أن تتجاوز 100% من إجمالي الناتج المحلي للبلاد. وبالنسبة لترامب، هذا ليس مجرد مصادفة ولكنه من أعراض الضيق المالي والسياسي الأوسع.
كما تشير التحركات الأخيرة من قبل منصات الدفع الرئيسية مثل، باي بال، لدمج البتكوين وإنشاء عملة مستقرة إلى الثقة المتزايدة في العملة المشفرة كأصل ووسيلة تبادل ممكنة.
ومع استمرار ارتفاع ديون الولايات المتحدة، يبدو الوضع الثابت للدولار غير مؤكد بشكل متزايد. لكن يُنظر إلى البتكوين بشكل تدريجي على أنه بديل معقول. وفي حين أنه لا يزال من السابق لأوانه إعلان أن البتكوين خليفة لعرش الدولار، فإن التغيير واضح في الأجواء.
إخلاء مسؤولية
جميع المعلومات المنشورة على موقعنا الإلكتروني تم عرضها على أساس حسن النية ولأغراض المعلومات العامة فقط. لذا، فأي إجراء أو تصرف أو قرار يقوم به القارئ وفقاً لهذه المعلومات يتحمل مسؤوليته وتوابعه بشكل فردي حصراً ولا يتحمل الموقع أية مسؤولية قانونية عن هذه القرارات.
