وصل البيتكوين إلى مفترق طرق حاسم. فمن جهة، يخطو بثبات نحو التبني المؤسسي الواسع، ومن جهة أخرى، يتخلى تدريجيًا عن طبيعته المتقلبة والانفجارات السعرية التي طالما اشتهر بها. فهل انتهى زمن المكاسب الخيالية؟ المستثمر المخضرم براد ميلز لا يعتقد ذلك، بل يرى أن هناك دورة أخيرة قد تقوده لتحقيق 100 ضعف خلال العقدين المقبلين... وهي ما يُطلق عليه "دورة سايلور".
البيتكوين يهيمن… ولكن بهدوء استراتيجي
لطالما كان البيتكوين سيد العملات الرقمية دون منازع، إلا أن وتيرة أرباحه بدأت تتباطأ تدريجيًا مع مرور الزمن. خصوصًا مع دخول المستثمرين المؤسسيين الذين غيّروا قواعد اللعبة، حيث باتت تحركات السوق ترتكز على استراتيجيات طويلة الأمد، وتخضع لحسابات مالية ضخمة.
في الماضي، كانت العملات البديلة (Altcoins) هي المجال الوحيد لتحقيق قفزات جنونية بعشرات الأضعاف خلال الفترات القصيرة من الأسواق الصاعدة، بينما بالكاد كان البيتكوين يحقق ثلاثة أو أربعة أضعاف. لكن كل شيء تغيّر مع حدث فارق: اعتماد صناديق ETF الفورية للبيتكوين في السوق الأميركي.
فقد عززت هذه الخطوة من موقع البيتكوين في المؤسسات والشركات، التي بدأت تعتمد عليه كاحتياطي نقدي استراتيجي ضمن خزائنها المالية.
دورة "سايلور": نهاية الفقاعات… وبداية التراكم
يعتقد براد ميلز أن البيتكوين على وشك الدخول في مرحلة مختلفة كليًا، لا تُقاس بالأشهر أو سنوات قليلة، بل تمتد لعقود. يسمي هذه المرحلة بـ "دورة سايلور"، تيمنًا بمؤسس شركة ميكروستراتيجي مايكل سايلور، الذي اشتهر بتراكم كميات هائلة من البيتكوين ضمن خزينة شركته.
براد يرى أن البيتكوين سيبتعد عن النمط الكلاسيكي المعروف بانفجاراته السعرية الكبيرة، يليها انهيارات بنسبة 90٪، ليتحول إلى أداة نمو ثابتة – لكنها قوية – تقوده إلى مستويات خيالية قد تصل إلى 10 ملايين دولار للعملة الواحدة خلال 10 أو 20 سنة.
وبحسب وصفه، فإن دورة سايلور ستشهد تقلبات أقل (انخفاضات لا تتجاوز 50٪)، لكنها ستحقق ارتفاعات سنوية تصل إلى 200٪، مدفوعة بما يلي:
- اعتماد الشركات والمؤسسات الكبرى للبيتكوين ضمن احتياطاتها
- قبوله كوسيلة دفع رقمية عالمية
- نقص العرض بسبب آليات تخزين طويلة الأمد (HODL)
بين التفاؤل والخطر… من يجرؤ على الإيمان؟
رغم أن سيناريو براد ميلز يبدو مشجعًا، إلا أن بعض الخبراء يصفونه بـ"الطموح المفرط"، ويرون أن الرهان على ارتفاع بطيء بهذه الصورة قد لا يجذب الجيل الجديد من المضاربين.
لكن من جانب آخر، التحول نحو التبني المؤسسي يجعل البيتكوين أقرب إلى الذهب الرقمي، وهو ما قد يمنحه استقرارًا طويل الأمد وثقة في الأوساط المالية العالمية.
فهل نحن أمام نهاية عصر المضاربات المجنونة وبداية عصر البيتكوين المؤسسي؟ أم أن دورة سايلور ستبقى مجرد حلم وردي؟ الجواب لن نحصل عليه قبل مرور عقد... أو اثنين.
إخلاء مسؤولية
جميع المعلومات المنشورة على موقعنا الإلكتروني تم عرضها على أساس حسن النية ولأغراض المعلومات العامة فقط. لذا، فأي إجراء أو تصرف أو قرار يقوم به القارئ وفقاً لهذه المعلومات يتحمل مسؤوليته وتوابعه بشكل فردي حصراً ولا يتحمل الموقع أية مسؤولية قانونية عن هذه القرارات.
