يبدو أن حكومة المملكة المتحدة على وشك اتخاذ قرار قد يُحدث ضجة في عالم العملات الرقمية. ففي ظل عجز مالي خانق، تدرس السلطات البريطانية بيع نحو 7.2 مليار دولار من عملة البيتكوين، كانت قد صادرتها في قضية احتيال تعود إلى عام 2018.
وبينما يرى بعض السياسيين أن هذا المخزون الرقمي هو طوق نجاة للخزينة العامة، يصر آخرون، مثل حزب Reform UK بقيادة نايجل فاراج، على تحويل هذه الأصول إلى احتياطي استراتيجي طويل الأمد، مستشهدين بخطأ ألمانيا عندما باعت بيتكوينها قبل أن تتضاعف قيمتها لاحقًا.
كنز رقمي وسط أزمة مالية
في التفاصيل، تُواجه رايتشل ريفز، وزيرة المالية البريطانية الجديدة، تحديًا ضخماً يتمثل في سد فجوة تقدر بـ 20 مليار جنيه إسترليني بحلول الخريف المقبل. وهنا يأتي الحديث عن "الكنز الرقمي" المتمثل في أكثر من 61 ألف بيتكوين، تمت مصادرتها خلال حملة أمنية ضد شبكة احتيالية دولية.
هذه البيتكوينات لم تكن جزءًا من خطة استثمار أو احتياطي مالي، بل نتجت عن تحقيقات في مخطط بونزي معقّد، أدى في 2024 إلى إدانة امرأة بتهمة غسل 150 بيتكوين، وحُكم عليها بالسجن لأكثر من 6 سنوات.
لكن الحكومة لا تنوي الاحتفاظ بهذا الأصل طويلًا. بل بدأت بالفعل بوضع آلية مركزية لتخزين وبيع هذه الأصول الرقمية. ووفقاً لتقارير The Telegraph، تعمل وزارة الداخلية مع شركات متخصصة لتنسيق عملية البيع التي قد تمتد لسنوات.
👈 اخترنا لك من أحدث مقالاتنا التعليمية: هل حان وقت انهيار الأسواق المالية؟
بين البيع الفوري والاحتفاظ الاستراتيجي
على الصعيد السياسي، انقسمت الآراء بين من يرى أن بيع البيتكوين فورًا هو الحل الأمثل لسد العجز، وبين من يعتقد أن الاحتفاظ بها كأصل استراتيجي قد يدر عائدًا أكبر مستقبلًا، كما حدث مع ألمانيا حين باعت 50,000 بيتكوين بمتوسط 57,000 دولار فقط. ولو احتفظت بها حتى هذا الشهر، لكانت أرباحها قد تضاعفت.
وفي خضم هذا الجدل، أشار أيدان لاركن، الرئيس التنفيذي لشركة Asset Reality، إلى أن تكثيف جهود الحكومة لاستعادة الأصول الرقمية من عمليات الاحتيال يمكن أن يُدر مئات الملايين من الجنيهات سنويًا.
👈 اخترنا لك من أحدث مقالاتنا التعليمية: دليلك الكامل لمبادلة 1inch
هل يتأثر السوق فعلاً؟
رغم ضخامة المبلغ المعلن، يرى محللون أن تأثير البيع سيكون محدودًا على المدى القصير، خصوصًا وأن 61,000 بيتكوين لا تمثل سوى 0.3% من إجمالي العرض المتداول عالميًا. علاوة على ذلك، فإن آلية البيع لن تكون فورية بل تمتد لأربع سنوات ضمن عقد حكومي لم يتم ترسيته بعد.
هذا التدرج الزمني قد يمنع أي تأثير مفاجئ على السوق، لا سيما وأن المملكة المتحدة تحاول منذ أشهر تقديم نفسها كوجهة منظمة للعملات الرقمية، تجمع بين التنظيم الصارم ودعم الابتكار.
👈 اخترنا لك من أحدث مقالاتنا التعليمية: 7 علامات سوق هابطة غير معروفة يلتقطها المتداولون الأذكياء مبكرًا
دروس الماضي.. وعين على المستقبل
الحدث يذكرنا بقرارات مشابهة في أوروبا، عندما اختارت ألمانيا بيع بيتكوينها، لتجد نفسها بعد أشهر أمام قفزة سعرية تاريخية كانت كفيلة بمضاعفة أرباحها. فهل تقع بريطانيا في الخطأ ذاته؟ أم أن إدارة الملف هذه المرة ستكون أكثر حذرًا وواقعية؟
في كل الأحوال، يبدو أن العالم بدأ يأخذ مسألة "الاحتياطي الرقمي" على محمل الجد، وسط تحولات مالية واقتصادية متسارعة.
إخلاء مسؤولية
جميع المعلومات المنشورة على موقعنا الإلكتروني تم عرضها على أساس حسن النية ولأغراض المعلومات العامة فقط. لذا، فأي إجراء أو تصرف أو قرار يقوم به القارئ وفقاً لهذه المعلومات يتحمل مسؤوليته وتوابعه بشكل فردي حصراً ولا يتحمل الموقع أية مسؤولية قانونية عن هذه القرارات.
