في خطوة قد تعيد رسم ملامح الاقتصاد الرقمي العالمي، كشفت صحيفة وول ستريت جورنال أن شركتي أمازون وولمارت تدرسان إطلاق عملتيهما المشفّرتين، وذلك على شكل عملات مستقرة مرتبطة بالدولار الأميركي. خطوة مثيرة تطرح تساؤلات كبرى حول مستقبل المنافسة، والخصوصية، والسيادة النقدية في الولايات المتحدة.
أمازون وولمارت تدخلان السباق الرقمي
من خلال إنشاء عملة مشفرة مستقرة خاصة بها، تسعى أمازون إلى تقليل كلفة المعاملات، والتخلّص من القيود البيروقراطية المرتبطة بالنظام المالي التقليدي. الاعتماد على البلوكتشين قد يوفّر مليارات الدولارات عبر تسريع المدفوعات وتجاوز الوسطاء.
ووفقًا للتسريبات، ستكون هذه العملات المستقرة مدعومة بالكامل بالدولار الأميركي، مع احتمال إخضاعها لتدقيقات مالية منتظمة، في حال إقرار مشروع قانون GENIUS Act المنتظر التصويت عليه قريبًا في الكونغرس الأميركي.
هذا القانون يهدف إلى ضبط سوق العملات المستقرة، من خلال فرض ضوابط صارمة على الجهات المُصدِرة، بما في ذلك ضمان تغطية كل عملة مستقرة بأصول نقدية أو ما يعادلها، وتطبيق نظام تدقيق شفاف ومنتظم.
👈 اقرأ المزيد: فرصة أم تهديد؟ الجدل الدائر حول تقنين العملات المشفرة
المنافسة تحتدم: آبل، ميتا، جوجل... في الطريق
أمازون وولمارت ليستا وحدهما في هذا السباق. شركات كبرى مثل ميتا (فيسبوك سابقًا)، التي أغلقت مشروع ليبرا سنة 2023، أعلنت مؤخرًا عن إعادة إحياء مشروع عملة مستقرة جديدة. كذلك، تنشط شركات أخرى مثل آبل، إير بي إن بي، وجوجل في دراسة إمكانية اعتماد عملات مستقرة كجزء من منظومتها المالية.
وفي الوقت ذاته، تؤكد شركات التكنولوجيا المالية مثل Stripe وPayPal على نوايا مشابهة، حيث باتت ترى في العملات المستقرة وسيلة آمنة وفعالة للمدفوعات الدولية واللحظية.
وفقًا لوزير الخزانة الأميركي سكوت بيسنت، قد يصل حجم سوق العملات المستقرة إلى أكثر من 2000 مليار دولار بحلول عام 2028، إذا تم إقرار تشريعات واضحة وفعالة.
👈 اقرأ المزيد: قانون MiCA، كل ما تحتاج لمعرفته حول اللوائح الأوروبية المنظمة للسوق المشفرة
مخاوف من احتكار مالي جديد؟
رغم الإيجابيات التقنية المتوقعة، يثير هذا التوجّه قلقًا لدى بعض المشرّعين الأميركيين، مثل إليزابيث وورن وريتشارد بلومنتال. إذ عبّروا عن مخاوفهم من أن تؤدي سيطرة الشركات التكنولوجية الكبرى على العملات المستقرة إلى:
- تآكل الخصوصية المالية للمستخدمين؛
- نقل سلطة إصدار النقد من الدولة إلى كيانات احتكارية؛
- تهديد المنافسة العادلة في الاقتصاد الأميركي.
وقد طالب السيناتوران، في رسالة رسمية لمدير شركة ميتا مارك زوكربيرغ، بتوضيحات حول مشروعه الجديد للعملات الرقمية، محذّرين من أن تحوّل الشركات التقنية إلى جهات مُصدرة للنقد "يهدّد النظام المالي بأكمله".
إخلاء مسؤولية
جميع المعلومات المنشورة على موقعنا الإلكتروني تم عرضها على أساس حسن النية ولأغراض المعلومات العامة فقط. لذا، فأي إجراء أو تصرف أو قرار يقوم به القارئ وفقاً لهذه المعلومات يتحمل مسؤوليته وتوابعه بشكل فردي حصراً ولا يتحمل الموقع أية مسؤولية قانونية عن هذه القرارات.
